إخصائية نفسية تطلق مشروعا تطويريا للفتاة السعودية

40 متدربة التحقن بمشروع يستهدف الفئة العمرية بين 16 و25 سنة

مطالب بتكاتف المؤسسات التربوية والإعلامية والمجتمعية لإيجاد جيل يجمع بين العزيمة والمهارة («الشرق الأوسط»)
TT

تبنت إخصائية نفسية سعودية، إطلاق مشروع يهدف من خلاله تطوير الفتاة السعودية، وهو مشروع فريد من نوعه يخدم أهداف خطة التنمية التاسعة بالمملكة.وأكدت الإخصائية النفسية إيمان بنت سلطان الهزاع لـ«الشرق الأوسط»، أن 40 متدربة التحقن بالمشروع، وهو ما اعتبرته مؤشرا لزيادة وعي الفتاة السعودية بأهمية حضور الدورات التي تهتم بتطوير مهاراتها المختلفة ومساعدتها على الانخراط في المجتمع والمساهمة فيه مساهمة فاعلة، ويحرص على أن يرى نتائج ملموسة وواقعا يتغير. وبينت إيمان الهزاع أن الفئات المستهدفة من المشروع، هن الفتيات من عمر 16 إلى 25 سنة، المهتمات بتطوير أنفسهن، ممن يرغبن في إحداث بصمة لهن في الحياة، كونها الفئة العمرية التي تعد الأكثر في المجتمع السعودي من حيث العدد والنسبة، وتمر بمرحلة مؤثرة، يتأسس عليها ما بعدها، بالإضافة إلى تمتع من هن في هذه المرحلة العمرية بطاقات وقدرات هائلة وكامنة غير مستثمرة تقبل التغيير والتوجيه، وتتطلع لتطوير ذاتها، وتفتقد للبرامج المناسبة والجاذبة، مما يجعلها ضحية للفراغ بكل أشكاله، خاصة العاطفي.

وشرحت الهزاع المشروع الذي يتكون من مرحلتين: الأولى عدتها بمثابة تعريف الفتاة بنفسها وبمن حولها وبناء شخصيتها، من خلال مجموعة من الدورات النفسية والتطويرية القصيرة متسلسلة بطريقة منطقية متتابعة، يجمعها مسمى واحد، تشترك فيها الفتاة جميعها، والمرحلة الثانية تمتد إلى 6 أشهر، حيث تتكون من مجموعة دورات مختلفة المجالات، تخدم ميول الفتيات ومواهبهن التي اكتشفنها في المرحلة السابقة، بحيث تشترك بكل دورة على حدة، بحسب ما تجده مناسبا لها، مشيرة إلى أن هذا المشروع يحاول من خلال محاوره المتعددة أن يسد الخلل الذي تعانيه الفتاة في مجتمعها وأن يبحث عن احتياجاتها النفسية والاجتماعية ويلبيها وأن يكون أول درس عملي تطبيقي ملموس تتلقاه الفتاة المشاركة، حيث ستكون الجلسات التدريبية مرة واحدة في الأسبوع توافق يوم الخميس بمعدل 4 ساعات في الجلسة التدريبية الواحدة وعلى مدار 11 جلسة تدريبية بحيث يصبح مجموع عدد الساعات التدريبية 44 ساعة تدريبية تتخللها ساعات اختيارية وسط الأسبوع . وقالت «لقد تم إعداد البرنامج من قبل طاقم من المختصين في مجال علم النفس والتنمية البشرية، ليكون رائدا في تطوير الفتاة السعودية وبناء شخصيتها وتلبية احتياجاتها النفسية والاجتماعية، وإثراء حصيلتها المعرفية بباقة من المعارف والقيم والمهارات النفسية والاجتماعية، مما يسهم في إعداد فتاة إيجابية، تسمو بذاتها، وتؤثر في مجتمعها، وتنقل ما تعلمته للآخرين، لتكون قدوة لبنات جيلها في الأمور الإيجابية».

وأضافت «يهدف البرنامج إلى إعداد الفتيات ليصبحن مواطنات صالحات في مجتمعهن، مع تعريفهن بأنفسهن وكيفية تحديد أهدافهن في الحياة، والتربية على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة، وإكساب الفتيات المهارات النفسية والحياتية والإدارية، واستغلال أوقات الفراغ لديهن بكل ما هو إيجابي ومفيد، مع مراعاة تحصينهن تجاه المشكلات النفسية والمجتمعية والفكرية والتفاعل مع المجتمع والتعاون مع مؤسساته ومساعدة المشاركة على إيجاد فرص عمل تطوعية توظف طاقاتها من خلاله وتهيئها وتكسبها خبرة لفرص وظيفية مستقبلية».

وأكد الدكتور موسى آل زعله، استشاري الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك خالد والمدرب والمستشار في التنمية البشرية وتطوير الذات، أن تنمية الإنسان وتطوير مهاراته والرقي بقدراته والنهوض به إلى مصاف المبدعين والمخترعين والمفكرين، هو الطريق الأسلم لتنمية ومنافسة الشعوب المتقدمة. وقال في هذا الجانب «إذا أردنا أن ننهض بمجتمعنا وأفراده، فعلينا أن نركز على تدريبهم وتطويرهم وتغيير أفكارهم إيجابيا، حتى نستطيع أن نصل إلى مصاف المجتمعات المتقدمة، فبناء الإنسان هو لبنة النجاح وهو البناء الحضاري الحقيقي، فلن تنهض الشعوب ولن تتقدم الأمم ولن تسعد المجتمعات، إلا عندما تبني قدرات ومهارات وأفكار أبنائها وشعوبها، ومن هذا المنطلق، فإنني أشعر بالفرح والاعتزاز، لوجود مثل هذه البرامج الرائدة، لتنمية مهارات الفتيات من بنات مجتمعنا». واعتبر برنامج «انطلاقة» برنامجا رائدا ومناسبا بأهدافه ومحتوياته للفئة العمرية التي يخاطبها، وعند تطبيقه بالصورة المناسبة، سيكون نقلة نوعية في أفكار ورؤى وتوجهات المشاركات فيه، كونه يعتمد بناء الفتاة السعودية الطموحة في عدة نواح، من حيث أخلاقها وفكرها وهمتها وطريقة حكمها على الأشياء، ويساعدها على الوصول إلى أفضل النتائج من أقصر الطرق وأقل جهد وتكلفة، وهذه الجودة التي ينشدها البرنامج من ولادته.

وقال آل زعله «إن تنمية الفكر لدى الفتيات السعوديات وصقل وتنمية مهاراتهن، تعتبر مطالب ملحة ومهمة، منها تنطلق فتياتنا إلى الأعلى، وتصبح هممهن عالية ونظرتهن للحياة أشمل وأوسع، فهذا ما يميز الفتاة الجادة عن غيرها، فلا تقتصر نظرتها على الزينة والموضات والأشياء التي لا قيمة لها، إذا كانت فتاة خاوية من داخلها، ولكن عندما تبني الفتاة نفسها وفكرها مع تحديدها أهدافا وطموحات، وتجيد كيف تخطط لمستقبلها، وترسم أهدافها في هذه الحياة، فإنها بذلك تكون واثقة بنفسها وقادرة على النجاح وعلى الإنجاز والإنتاج، وهذا الذي نريده، فمثل هذا البرنامج (برنامج انطلاقة) للفتاة السعودية برنامج يهدف لزرع هذه الثقافة لدى الكثير من طبقات المجتمع لدى الفتيان والفتيات جميعا». وأهاب بكافة الجهات واللجان والمراكز الاجتماعية والتدريبية والتعليمية أن تتجه إلى بناء الإنسان البناء الحقيقي في جميع المجالات التي نحتاجها، الأخلاقية، والاجتماعية، والنفسية، والتربوية، والفكرية، والإدارية، كل بما يحتاجه، لتحقيق النجاح في حياته، واعتبره تحديا كبيرا ينبغي أن تكثف البرامج من أجله، وأن تتكاتف جهود المؤسسات التربوية والإعلامية والمجتمعية، لصناعة جيل يجمع بين العزيمة الطموحة والمهارة المتينة.