3 جهات حكومية تذلل عقبات «السياحة الاستشفائية»

المساحة الجيولوجية حددت مواقعها.. ووزارة النقل تضع لوحات لتسهيل الوصول إليها

TT

تتجه السعودية خلال الفترة القليلة المقبلة للقيام بمشروع طموح، يسعى لترسيخ مفهوم سياحة الصحة والاستشفاء، بالاستفادة من المقومات التي تمتلكها في هذا الشأن.

وتعكف الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية، على استكشاف مواقع البرك الدافئة والمياه المعدنية التي تستخدم للأغراض الاستشفائية والعلاجية، فيما تعمل الأولى مع وزارة النقل على تحديد لوحات إرشادية تسهل الوصول إلى تلك المواقع.

وأكد الدكتور حمد السماعيل، نائب الرئيس المساعد لخدمات الاستثمار في الهيئة العامة للسياحة والآثار، لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل جار حاليا على بعض الأفكار التطويرية لهذه المواقع، ويتم التركيز عليها في الوقت الحالي كمواقع للتهيئة وليست مشاريع استثمارية، وهذه هي فلسفة الهيئة، وذلك لضمان تدفق السياح إلى هذه المناطق ومن ثم الالتفات إلى الناحية الاستثمارية بعد التأكد من التدفق السياحي عليها، وعندما يتحقق المطلوب فإن الهيئة ستسعى إلى زيادة نوعية الاستثمار في هذا المجال الحيوي، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من إمارات المناطق ورؤساء البلديات في كل منطقة تتوافر فيها هذه الإمكانيات، وهناك حصر لبعض المواقع وجاهزية الشريك للتعاون مع الهيئة.

وأضاف الدكتور السماعيل أن الهيئة تقوم بحصر المواقع المتوافرة في البلاد وستعلنها قريبا بعد اكتمال البيانات والمعلومات المتوافرة، مشيرا إلى وجود بعض الأماكن التي يصعب الوصول إليها بحكم التضاريس التي تقع فيها سواء جبلية كانت أم رملية، وبهذا الخصوص سيتم التنسيق مع وزارة النقل من أجل توفير الطرق المناسبة واللوحات الإرشادية التي تسهل عملية الوصول إليها، مضيفا أن بعض هذه الأماكن تفتقد الخصوصية والترتيب والتهيئة المناسبة لقضاء فترة استرخاء وعلاج في الوقت نفسه. والهيئة تعمل حاليا على إبراز تلك المواقع على أكمل وجه.

يأتي ذلك، فيما وجه خبير تركي في سياحة الاستشفاء اللوم للسعوديين، كونهم لم يستثمروا ما تحويه المملكة من مواقع غنية بالمياه الحارة والمعدنية والرماد البركاني في مجال السياحة الاستشفائية، رغم أهمية هذا النوع من الاستثمار وجدواه الاقتصادية العالية. وأوضح الخبير التركي أن سياحة الصحة والاستشفاء أحد الأنماط السياحية المهمة التي تحقق عوائد مالية عالية خاصة مع توافر الكثير من المقومات الطبيعية والإمكانات الطبية العالية في المملكة التي تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة. كما أنها يمكن أن توفر مئات الفرص الوظيفية لأبناء المملكة للتخصص في مجالات مثل إدارة وتشغيل وتسويق المنشآت الاستشفائية في هذه البلاد. وأشار إلى أن الاستثمار في مجال سياحة الاستشفاء مأمون الجانب، مع وجود نسبة مرتفعة في مستخدمي الخدمات الاستشفائية، مدللا على ذلك بأنه خبير في هذا المجال منذ أكثر من 30 عاما، وخلال تلك الفترة لم يجد أي شركة أو جهة تعمل بسياحة الاستشفاء خسرت أو أغلقت مشروعها، موضحا أن هذا النوع من السياحة تندرج تحته عدة تقسيمات أخرى وأهمها العناية الوقائية، مبينا أن العلاج الطبيعي أصبح أكثر تأثيرا على الناس ودفعهم إلى وضعه ضمن أولوياتهم للسفر والسياحة، مبينا أن نجاح وتميز بعض الدول عالميا في سياحة الاستشفاء خاصة تركيا في هذا المجال يعود لعدة أسباب منها إدراج العلاج الاستشفائي ضمن تغطية شركات التأمين وربطها بالمستشفيات المتخصصة وإقامة ملتقى ومعرض سنوي متخصص في مجال السياحة العلاجية، وإعطاء شهادات علمية لتلك المنتجات، مع منح دورات تعليمية وتأهيلية للعاملين في هذا المجال.

وأشاد الدكتور زكي كارقول، خبير سياحة الاستشفاء ورئيس جمعية منتجات الاستشفاء التركية، بالدور الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار للعمل مع القطاع الخاص والجهات الحكومية الأخرى لتنمية سياحة الاستشفاء وتحفيز الاستثمار في إنشاء عدد من مراكزه، لا سيما أن المملكة لديها الكثير من المقومات الطبيعية المناسبة جدا لسياحة الاستشفاء، مثل المياه الحارة والمياه التي تحتوي على معادن صحية والرمال ومياه البحر الأحمر والرماد البركاني، وقد كان الأجداد في القدم يستخدمونها كعلاج لبعض الأمراض، موضحا أن الأمر يحتاج إلى تهيئة تلك المواد من خلال معالجتها وتوفير منشآت ذات جودة عالية، مع أهمية وجود كفاءات قادرة على الإدارة وأيضا مواصفات قياسية للعمل في المنشآت.

وبين الدكتور كارقول أن المملكة تحتاج إلى تطوير سياحة الاستشفاء واستثمار مقومات السياحة الاستشفائية وتطوير المنتجعات والفنادق والمنشآت التي تقدم تلك الخدمات، فالكثير من مناطق السعودية غنية بالمياه الحارة والمعدنية وتوجد بكثرة لكن استغلالها ضعيف جدا، مقارنا ذلك بـ10 ملايين تركي يزورن سنويا منشآت الاستشفاء، حيث تعد تركيا من الدول المتقدمة في مجال سياحة الاستشفاء وكذلك السياحة العلاجية أو الصحية.

يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار أقامت ورشة عمل تحت عنوان «سياحة الاستشفاء»، أدارها حمد آل الشيخ مدير عام الإدارة العامة للبرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار، بحضور عدد من ممثلي شركات القطاع الخاص وبعض المختصين ومديري أفرع الهيئة بعدد من مناطق المملكة عبر شبكة (الاتصال المرئي).