«ساهر».. يحضر في كل مركبة تقف على قارعة طرق الرياض

بسبب تغيير مركبات النظام وتبديل مواقعها بشكل مستمر

تنوع المركبات التي يستخدمها نظام «ساهر» اسهم في الحد من المخالفات المرورية («الشرق الأوسط»)
TT

أصبحت أي مركبة تقف على قارعة شارع من شوارع الرياض تشكل هاجسا كبيرا لدى سالكي الطريق، حيث يشتبه المارون في هذه المركبة، بأنها تتبع لنظام «ساهر»، مما يشكل ربكة في بعض الأحيان في حركة سير السيارات.

ونظرا لأن نظام «ساهر» لرصد مخالفات السرعة المرورية يتم عبر طريقتين، الأولى عن طريق كاميرات الرصد الثابتة، والثانية عبر المركبات المتنقلة، فإن الشركة المشغلة لهذا النظام تستخدم أنواعا مختلفة من هذه المركبات، وبألوان مختلفة، الأمر الذي جعل سالكي أي شارع من شوارع العاصمة الرياض يشكون في أي مركبة تقف على قارعة أحد الطرق السريعة، ويشتبهون فيها.

حالة الاشتباه والالتباس هذه اضطرت متجاوزي السرعة إلى أن يخففوا من سرعتهم، قبل أن يدركوا أن المركبة التي مروا بجوارها لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بمركبات نظام رصد المخالفات «ساهر».

وإلى جانب استخدام مركبات متنوعة، تعمد الشركة المشغلة لنظام «ساهر» إلى تغيير مواقع مركباتها، الأمر الذي يعزز حالات الاشتباه التي يقع فيها قائدو السيارات في الرياض، كما يحقق للنظام في آخر المطاف، الأهداف التي أنشئ من أجلها.

ويعمل نظام الرصد الإلكتروني للمخالفات المعروف بـ«ساهر»، في خفض مخالفات تجاوز السرعة بشكل كبير، إلى جانب مخالفات قطع الإشارة، بعد أن تم تركيب كاميرات النظام على معظم الإشارات المرورية للتقاطعات الرئيسية في العاصمة، وعلى الرغم من التدني الملموس في حالات تجاوز السرعة المحددة، وحالات قطع الإشارات المرورية، فإن عددا آخر من المخالفات المرورية التي تتسبب في حوادث - مميتة أحيانا - لا يزال النظام بعيدا عنها، كحالات التجاوز الخاطئ في الطرق، واستخدام المسار الأيمن بسرعة الطريق القصوى.

وتعد السرعة هي المسبب الرئيسي للحوادث في البلاد، وبحسب العميد عبد الرحمن المقبل، مدير مرور الرياض، فإن الرياض قد سجلت العام الماضي انخفاضا لافتا في حالات الوفيات الناجمة عن السرعة بمعدل يصل إلى 25 في المائة عن العام الذي سبقه.

هذا النظام، الذي أسهم إيجابا في خفض حالات الوفيات والإصابات الناجمة جراء المخالفات المرورية، أثار سخط الكثير من أفراد الشعب السعودي الذين اعتبروه نظام «جباية»، وليس نظام «حماية»، والمتابع لأحاديث المجالس في السعودية يلمس حالة عدم الرضا على النظام، من قبل فئة ليست بالقليلة، إلا أن العميد المقبل واجه منتقدي النظام بالأرقام التي نتجت عن تطبيقه، ومدى التدني الملموس في حالات الوفيات والإصابات جراء الحوادث الناجمة عن السرعة وحالات قطع الإشارة التي يعمل النظام على تقليصها.

ومعلوم أن نظام «ساهر»، الذي طبقته السعودية مؤخرا، عمل على الحد من تجاوز السرعة القانونية التي تم تحديدها على الطرق، عبر وضع كاميرات مراقبة تقوم بالتقاط صور دقيقة لا يمكن التلاعب بها بأي حال من الأحوال لأرقام المركبة التي يتجاوز قائدها الأنظمة والسرعة المحددة على الطرق، وهو القانون الذي يراه البعض كان سببا في تدني أرقام الحوادث في البلاد، طبقا لما أفرزته نتائج ميدانية عمل على رصدها عدد من الجهات الحكومية، في الوقت الذي تعد فيه السعودية من أكثر دول العالم من حيث نسب حوادث السير.