«أحيوهم».. موقع إلكتروني لإحياء ذكرى الموتى

انطلقت فكرته من مبرمجة سعودية بعد وفاة والدها

TT

«لكل من فقد له فقيد؛ لن نبكيهم.. بل سنحيي ذكراهم»، بهذه العبارة يستقبل معجبو صفحة «أحيوهم» على الشبكة الاجتماعية «فيس بوك»، التي تدعوهم لإحياء ذكرى الأموات الذين ودعوا الدنيا وخلفوا ذكراهم على ذويهم وأبنائهم انطلاقا من الهدي النبوي الشريف في إحياء ذكر الموتى وعدم نسيانهم بالدعاء والصدقة.

عبير العمري، مؤسسة الموقع الإلكتروني ومن المهتمات بالعمل التطوعي، حيث ساعدها تخصصها في تقنية المعلومات في إعداد الموقع ونشره على الويب، لتخليد ذكرى والدها المتوفى بأعمال الخير التطوعية والصدقات الجارية.

وحول فكرة الموقع وسبب ظهوره، ذكرت العمري لـ«الشرق الأوسط» أن الفكرة راودتها عقب أسبوعين من وفاة والدها، من باب تخليد ذكرى والدها عبر نشر أعمال الخير وإفادة أكبر قدر من المجتمع من خلالها، وتضيف «عرضت الفكرة على الأقارب أولا، وأبدوا حماسهم ودعمهم للفكرة ماديا، حيث تبرعوا بالمبلغ الذي ساعدني في البدء بالمشروع، واقترحوا أن تكون البداية من خلال موقع إلكتروني، وتم تدشينه بعد ذلك».

الموقع كان مقسما لجمع التبرعات عن طريق تحويلها لحسابات الجمعيات الخيرية ذات النفع العام، ومشاريع متنوعة كمشروع بر الوالدين وكفالة الأيتام وبرادات ماء السبيل كتيسير لعمل صدقات جارية للمتوفين. وتذكر عبير أنها قريبا في طريق تطوير الموقع وتغيير فكرته وتصميمه ليظهر بشكل مختلف.

لم يتوقف العمل عند ذلك فحسب، حيث استمرت عبير ومن دعمها، بعد تدشين الموقع، في إنشاء صفحة في الـ«فيس بوك» حتى يزيد انتشار الموقع ويسهل التواصل من خلاله بشكل مباشر مع المحتاجين والتبرع في حسابات البنوك للجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى نشر روابط المواقع الرسمية للجمعيات الخيرية لمرضى السرطان ومتلازمة داون.

وأقيمت في نفس الصفحة ورشة عمل إلكترونية لمعجبي الصفحة لعرض التصاميم الرقمية التي تدعو لعمل الخير والبر بالوالدين، وكذلك إنشاء هاش تاك في الـ«تويتر» للدعاء للأموات.

«أحيوهم» ترجم على أرض الواقع بعد تطور الفكرة إلى عمل فعاليات لنشر الموقع بشكل أوسع على أرض الواقع، بدأت من داخل جامعة الملك سعود وعدد من المدارس الثانوية في الرياض، والتي كانت هي المحطة الأولى لعمل الفعاليات الرسمية من الموقع.

وتشيد عبير العمري بدور الأندية التطوعية في جامعة الملك سعود، ومن بينها نادي «مجتمعي» التطوعي، في إبراز مشروع «أحيوهم»، وزادت «الفكرة في عمل الفعاليات أعزوها لإحدى صديقاتي التي دعتني لعمل ركن لموقع «أحيوهم» داخل مدرستها الثانوية، والتي أعددنا الأفكار لها في عمل لوحة حائطية عنونت بـ«اذكروا موتاكم ولو بكلمة»، مع وضع فواصل كتب صممت في ورشة عمل على الـ«فيس بوك» وتمت طباعتها وتوزيعها «وعملنا فكرة جديدة بتوزيع أكواب يسجل زوار الركن خواطرهم ودعاءهم بأقلام الزجاج على الكوب ويحتفظون بها».

ويعتزم أعضاء الموقع عمل فعاليات متوالية، إحداها سيكون في شهر رمضان المقبل في أحد المجمعات التجارية الكبرى بالرياض.