نجاح تجربة المحلات النسائية يدفع بأمانة حائل لتبني توسعتها وزيادتها

بعد ارتفاع الطلب على منتجات السوق الشعبية

جانب من المحلات التجارية الخاصة بالنساء في حائل (تصوير: فريح الرمالي)
TT

دفع النجاح الذي حققته 6 محلات خاصة بحرفيات المنطقة أمانة منطقة حائل (شمال السعودية) إلى تجهيز عدد آخر من المتاجر الخاصة بالنساء اللاتي يندرجن ضمن الأسر المنتجة في المنطقة.

وأنهت، أخيرا، أمانة حائل، صيانة عدد جديد من المحلات، لاستيعاب بعض الحرفيات والبائعات في سوق النساء، شمال سوق الخضار والفواكه، بعد عمل ديكورات وتصاميم تحاكي الطراز العمراني القديم.

وشهدت تجربة المحلات النسائية التي أطلقت قبل عام، والتي لم يتجاوز عددها 6 نساء، إقبالا كبيرا من أهالي المنطقة وزوارها والسياح القادمين لها، لشراء ما قامت أناملهن بصناعته، من مأكولات شعبية ومشغولات يدوية، بالإضافة للوجبات والأطعمة والأغذية.

وأسهمت مهرجانات حائل السياحية، ومنها: مهرجان الصيف، ورالي حائل، في التسويق لمنتجاتهن، وخلق حراك اقتصادي كبير على مختلف الأصعدة، شمل ذلك البائعات والحرفيات بحائل.

وتعمل السيدات في تسويق منتجات للأسر المنتجة في المنطقة، والمكونة من حرف يدوية، ومنتجات الخوص، وسعف النخل، والمنسوجات اليدوية، وبعض المنتجات الأخرى، منها: «النعناع، والبهارات الحائلية، والفلفل والسمن والكليجيا الحائلية ذات النكهة الخاصة».

وتعمل السيدات بعيدا عن الجدل الدائر في السعودية، المتعلق بعمل النساء، الذي ساد مؤخرا، وكان وجبة دسمة لعدد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وكانت انطلاقة شرارته الأولى عمل عدد من الشابات السعوديات في مهن «كاشيرات» في المحلات التجارية والأسواق في جدة غرب المملكة، وهو ما يخالفه الأمر في حائل، ويتجلى ذلك خلال نظرة من الفخر والاعتزاز من زبائنهن ورواد صناعتهن، وتحظى السيدات في الوقت ذاته بدعم غير مباشر منهن، نظرا لجودة منتجاتهن وتفردهن بصناعتها أيا ما كانت تلك السلع، غذائية أو جلدية أو زراعية أو حياكية.

وتشهد السوق، خلال هذه الأيام، حراكا نشطا، من قبل زوار والسياح القادمين من الخارج، ويحرص جلهم على زيارة السوق لشراء الهدايا والمنتجات التي تشتهر بها المنطقة، التي تتميز بالجودة.

وحولت هذه المحلات بعض الأسر المنتجة والنساء العاملات لسيدات أعمال، جراء زيادة الطلب على منتجاتهن اليدوية والحرفية، التي تختص بها منطقة حائل وقراها عن باقي مدن ومناطق المملكة، مما زاد من مدخولاتهن اليومية، وبات البعض منهن ضمن قوائم سيدات الأعمال.

وفي أمر غير بعيد عن السوق، وتحديدا في الجهة الشمالية منها، افتتح مؤخرا أول متجر حكومي، هو الأول من نوعه في السعودية، للترويج وبيع منتجات حرفيي وحرفيات المنطقة والأسر المنتجة، المسجلين في لجان التنمية الاجتماعية بحائل.

ويعود ريع تلك المنتجات للأسر المنتجة والحرفيين والحرفيات، إثر الطلب المتزايد على منتجات المنطقة من قبل الزوار والسياح القادمين للمنطقة، وزيادة منتجات الأسر المنتجة وحرفيي المنطقة، ليعد هذا المتجر أول متجر من نوعه في السعودية، والذي يعنى ببيع المشغولات الحرفية والقطع القديمة.

القائمون على المتجر أخذوا على عاتقهم دعم الأسر محدودة الدخل، لتحسين مواردها الذاتية، وتحويلها من أسر معالة إلى أسر منتجة، لتسهم تلك الأسر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير الحرف والصناعات المنزلية والمصنعات التقليدية والتراثية، وزيادة قدرتها التنافسية، التي ترتكز بالدرجة الأولى على تشجيع الأسر المنتجة للعمل في الأعمال المهنية.