توقعات بإنجاز مشروعي تصريف مياه الأمطار والسيول قبل نهاية فبراير المقبل

رغم بروز مخاطر خلال هدم بعض المنازل في السامر وأم الخير

سكان أحياء شرق جدة تفاعلوا مع مشاريع تصريف سيول الأمطار التي ظلت تتهددهم خلال السنوات الماضية (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

توقع مسؤولون في مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول بأحياء السامر وأم الخير اكتمال العمل قبل موعده في نهاية فبراير (شباط) المقبل، في ظل وجود أكثر الشركات كفاءة وقدرة في الإنجاز، مع تواصل العمل على مدار الساعة، ونتيجة للدعم الكبير والإشراف المباشر من الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، مشيرين إلى أن المشروع تجاوز كل المخاطر التي واجهتهم خلال هدم المنازل والعمل وسط أماكن مأهولة بالسكان.

وقال المهندس عبد المجيد البطاطي، مدير عام مشروعي تصريف مياه الأمطار والسيول بالسامر وأم الخير «تسلمنا العروض في العاشر من مايو (أيار) الماضي، وطلبنا من جميع الشركات التي لا تستطيع العمل بكفاءة خلال 24 ساعة الانسحاب، وبالفعل اعتذرت 3 شركات لحساسية المشروعين والرغبة في إنجازهما في زمن قياسي، والحاجة إلى إعداد وتجهيز طاقات بشرية ومعدات ضخمة في وقت قصير، مع القدرة على العمل في مختلف المراحل بتواز».

وأردف: «بدأنا التحليل الفني في نفس يوم وصول العروض، وأنهينا العمل في الحادية عشرة من صباح اليوم الثاني، لنبدأ العمل مباشرة في التحليل الاقتصادي بمساعدة فريق من شركة (أرامكو) التي تعمل تحت إشراف مقام الإمارة، والتي أقرت الهيكلة التجارية للعقد وتحليل العروض ماليا، وتم الانتهاء من التحليل في نفس اليوم».

وأضاف: «تمت التوصية بترسية المشروع على إحدى الشركات ذات الكفاءة العالية في اليوم الثاني 11 مايو، حيث وافق الدكتور هاني أبو راس، أمين جدة على التوصية، واعتمد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الأمر، مما جعل الإجراءات تتم في أسرع وقت، بحكم آلية اللجنة التنفيذية المعتمدة من المقام السامي ومنهجية العمل الفاعلة التي تبناها أمير المنطقة، وتم توقيع العقد في منتصف مايو وفق الشروط والضوابط التي وضعناها وبطريقة تلبي طموحات وآمال كل سكان المنطقة، وتمنع تكرار أي كارثة أخرى في حال سقوط السيول مستقبلا».

وشدد المهندس عبد المجيد البطاطي على أن المشروع الذي يجري تنفيذه حاليا سيكون لاستيعاب السيول، حيث تم تحديد المسار عن طريق هيئة المساحة الجيولوجية، ويتضمن تنفيذ مجرى السيل في السامر، ومجرى السيل وحوض التجميع في مخطط أم الخير.

ولفت إلى أن حوض التجميع يستوعب أكثر من 2.3 مليون متر مكعب من المياه، ويتصل الحوض بقناة مفتوحة بطول 780م وعرض أكثر من 30 مترا وعمق 3.5 م، تتصل هي الأخرى بالعبارة في غرب مخطط أم الخير.

وأشار إلى أن معدات المشروع تعمل ليل نهار، وتم الانتهاء من هدم جميع المباني التي تقع في طريق السيل بمجمع أم الخير السكني، ويسير حجم الإنجاز بصورة أكبر مما كان متوقعا وبطريقة تبشر بالخير وترفع التوقعات بافتتاحه في موعده.

وتابع: «تعرض المشروع لمخاطر كبيرة، حيث كان هناك تحد كبير في هدم بعض المنازل، إذ كنا نسابق الزمن من أجل تحقيق إنجاز في هذا المشروع، وعملنا ليلا ونهارا بلا توقف تحت إشراف ومتابعة مباشرة من أمين جدة الدكتور هاني أبو راس خطوة بخطوة، كما وجدنا دعما ومساندة من السكان لأنهم ينظرون إلى المستقبل ويعرفون العائد الكبير الذي سيكون لهذا المشروع».

من جانبه، قال المهندس حسن الزهراني، نائب رئيس المجلس البلدي، إن مستوى الإنجاز الذي يجري حاليا في مشروع أم الخير والسامر يؤكد سياسة (تحريك القوى الكامنة) ودليل واضح على أن وجود كفاءات على درجة عالية من الفكر والحماس وإيجاد الحلول الخلاقة، وتحتاج إلى التشجيع والإمكانات، حتى تفجر طاقتها وتقدم أفضل ما لديها، وما الإنجاز الكبير الذي شهدناه في المشروعين خلال شهرين فقط إلا دليل على أن طريقة المعالجة غير التقليدية يمكن أن تنهي الكثير من المشكلات والقضايا العالقة في عروس البحر الأحمر.

في المقابل، اعتبر بسام بن جميل أخضر، عضو المجلس البلدي، أن المشروع يمثل تحديا كبيرا لمحافظة جدة لتفادي وقوع الكارثتين اللتين حدثتا في العامين الماضيين وتسببتا في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وطالب بضرورة استمرار العمل على نفس هذا المستوى من الإنجاز وعلى مدار 24 ساعة يوميا، لا سيما أن كل سكان جدة بشكل عام، وشرق الخط السريع على وجه التحديد، ينتظرون هذا المشروع بشغف حتى ينهي حالة القلق الموجودة لديهم.

وطالب أخضر بضرورة وجود «إدارة أزمات» في كل المشاريع التي تنفذها الأمانة حتى تتم معالجة أي مشكلات طارئة بشكل سريع لتفادي تعثر المشاريع، مع ضرورة العمل على عدم تأثر الأحياء المجاورة والسيطرة على المياه الجوفية التي تظهر بشكل واضح في معظم أحياء شرق جدة. وأكد أن وجود اسم إمارة منطقة مكة المكرمة كمشرفة على المشروع في واقعة تحدث للمرة الأولى أسهم بشكل كبير في تسريع حجم الإنجاز، الأمر الذي وضع الجميع في تحد مهم وجعلهم على المحك لإنجاز المشروع في موعده المحدد.

ونوه باجتماعات لجنة درء مخاطر السيول والأمطار المشكلة من قبل المجلس البلدي والتي طالبت بعد مجموعة من الزيارات الميدانية والدراسات بمعالجة 14 نقطة حرجة في جدة قبل بداية موسم الأمطار المقبل، وشددت على ضرورة التزام المقاولين بالجدول الزمني الذي وضعه الخبراء حتى لا تتكرر المأساة.