وسط تحذيرات خجولة.. موجة غبار تطل برأسها على العاصمة السعودية

ينتظر أن تعبر الرياض خلال ساعات باتجاه مدن ومحافظات غرب البلاد

TT

غزت موجة غبار كثيفة وسط وشرق السعودية لمدة 48 ساعة مضت، وعلى الرغم من أن هذه الموجة لم تصاحبها تنبيهات لافتة، فإن تقارير عدة صدرت من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة نوهت بالمناطق التي ستجوبها موجة الأتربة والعوالق.

وقال محمد با بيضان، المشرف على إدارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن أقل رؤية 500 متر في الرياض، وإن الرئاسة ما زالت تنبه المناطق التي ستطالها تلك الموجة بشكل مستمر.

وأضاف با بيضان أن الرئاسة لديها آلية للتحذير بالاتفاق والتعاون المباشر مع الدفاع المدني، وبحسب الآليات المتبعة بأنه عند وجود مدى رؤية يقل عن 300 متر تتم مرحلة التحذير.

وأوضح با بيضان أن الحالة العامة جراء تلك الموجة الترابية تأتي ضمن مرحلة التنبيه، وصدرت في جميع مدن البلاد، مشيرا إلى أن تلك الموجة تأتي في إطار الموجات الاعتيادية في هذا الوقت من العام، لافتا إلى أن مصدر الغبار يأتي من شمال شرقي الجزيرة العربية.

وأشار، خلال حديثه، إلى أنه في تلك الفترة يظهر نشاط في الرياح بالمنطقة الشمالية على أجزاء الشرقية من الجزيرة العربية، منوها بأن تلك الرياح أثرت على أواسط وجنوب البلاد، وهو ما اعتبره ظاهرة طبيعية وتحدث في كل عام في هذه الفترة.

من جانب آخر، بدأت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ممثلة في إدارة جودة الهواء، مؤخرا، في تنفيذ خطة عمل تتضمن حصر مصادر التلوث المختلفة في الصناعات التعدينية في منطقة مكة المكرمة (غرب البلاد) بهدف تقييم الوضع الصحي والبيئي لمصانع الطوب الأحمر بها.

وأوضح الدكتور سمير غازي، مساعد الرئيس العام لشؤون البيئة والتنمية المستدامة، أن الصناعات التعدينية هي التي تتعلق بالتنقيب واستخراج ومعالجة المواد الخام، سواء المستخدمة لأغراض صناعية أو أغراض البناء والتشييد، مشيرا إلى أن الرئاسة قامت، في الفترة الأخيرة، بوضع الخطط وتفعيل البرامج الهادفة إلى المحافظة على البيئة من جانب، وحماية صحة الإنسان من جانب آخر، عن طريق استخدام التقنيات الحديثة التي تساعد في الرصد الجيد والتحكم في مصادر التلوث والانبعاثات الناتجة عن تلك الصناعات.

وأفاد غازي بأن الخطة تتضمن إجراء تقييم للوضع البيئي لمصانع الطوب الأحمر في منطقة مكة المكرمة؛ حيث قامت بدراسة وتقييم الآثار البيئية المحتملة لتلك المصانع، ودراسة التلوث الناجم عنها في إطار الخطط المستقبلية لاستكمال هذه الدراسة وبرامج المراقبة الخاصة بها.

إلى ذلك، أبان محمد الصحفي، مدير إدارة جودة الهواء بالرئاسة أن خطة العمل ناقشت وضع نماذج توضيحية لتلك المصانع شملت تقديم رسومات توضيحية تبين العمليات الصناعية لخطوط الإنتاج، والأفران، والمداخن، وتحديد مصادر الانبعاث، وعلى وجه الخصوص المصادر غير المرئية، وتحديد مواصفات الوقود «الخصائص الفيزيائية والكيمائية»، وتحديد أماكن ومواصفات محاجر المواد الخام المستخدمة في التصنيع «الطين والرمل» وتحديد الأماكن الأكثر تضررا من جراء عمل تلك المصانع.

ولفت مدير إدارة جودة الهواء بالرئاسة إلى أن البرنامج يشمل تعديل ارتفاعات المداخن طبقا للمواصفات وتركيب وتشغيل أجهزة التحكم في الملوثات والغازات الناجمة عن العمليات الصناعية المختلفة (أفران، وطواحين، ومجففات). ووفقا لما تنبأت به الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من خلال تقريرها اليومي عن حالة الطقس المتوقعة، الذي تنشره في موقعها على الشبكة العنكبوتية، فإن السحب الرعدية الممطرة تتكون في فترة ما بعد الظهيرة على جنوب المملكة الغربي، خاصة على مرتفعات عسير وجازان مع فرصة لتكون الضباب على الجزء الشمالي للبحر الأحمر خلال ساعات الصباح الباكر.