«جدة غير» يدشن فعاليات السيارات القديمة من كل أنحاء المملكة

المعرض التشكيلي يجذب زوار البرنامج الثقافي لـ«أرامكو» السعودية

السيارات القديمة أصبحت من الفعاليات الشعبية المحببة في المدن السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

يقدم مهرجان «جدة غير 32» ولأول مرة لزوار ومرتادي جدة مهرجانا للسيارات القديمة ينطلق في العشرين من يوليو (تموز) الحالي، وذلك بمركز الردسي بجدة، وتشارك فيه أعداد ضخمة من السيارات القديمة من مختلف مناطق ومحافظات المملكة.

من جهته، أكد حسن إبراهيم، نائب أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة، أنه تمت تهيئة الموقع المحدد لإقامة هذه الفعالية التي يحتضنها مهرجان «جدة غير» لأول مرة في تاريخه، وذلك بهدف جلب السيارات استعدادا لتدشينها أمام الزوار، مشيرا إلى أن السيارات القديمة أصبحت فعالية شعبية محببة لدى الكثيرين، حيث إن صناعة السيارات قطعت شوطا كبيرا من التطور والتغيير في تاريخ العالم. ولفت إبراهيم إلى اهتمام المهرجان بالحركة الثقافية من خلال إقامة المعارض التشكيلية التي تحوي نماذج من أعمال المبدعين السعوديين.

ومن جانبه، توقع سعيد عسيري، نائب رئيس لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان السيارات القديمة، أن فعاليات السيارات القديمة ستشهد حضورا جماهيريا كبيرا، مشيرا إلى أن هناك أربع قنوات فضائية ستسهم في نقل الحدث، بينها إذاعة فضائية، إلى جانب الصحف المحلية التي ستسهم أيضا في نقل هذه الفعالية التي تنظم لأول مرة وستتخللها مسابقات تتعلق بالسيارات المشاركة.

وعن الهدف من إقامة المهرجان قال إبراهيم «نريد أن نعطي محبي هذا النوع من السياحة هذه الفعالية، وليتمكن زوار فعاليات صيف (جدة غير 32) من أخذ فكرة مبسطة عن تلك الفعالية». وقدم شكره لأصحاب السيارات القديمة على إحضارها والمحافظة عليها.

وبين رئيس اللجنة المنظمة للفعالية أنه منذ أن بدأ الإنسان في صناعة المركبات، أمثال العبقري الفرنسي نيكولاس جوزيف كوجنوت عام 1769، كان الهدف من ذلك اختصار الزمن، وكانت على الموعد لتكون إحدى عجائب الأرض في تلك الحقبة، ومع أهمية تلك الوسيلة لم يكن الفرد يقتني السيارة للاحتفاظ بها في ذلك الوقت، بل لتحقيق الهدف الأسمى وهو الزمن أيضا، إلى أن أضحت صناعة السيارات تسابق الزمن من خلال علامات تجارية مشهورة وبمركبات نادرة وقوية التأسيس لتتحمل عوامل الحياة بكل ما فيها من حراك.

وتابع «توالد التنافس المحموم بين عدد من الدول الصناعية الكبرى لتكون السيارة أحد المقتنيات الرئيسية في حياة البشر، ومنذ مطلع الخمسينات الميلادية اختلفت أذواق المستخدمين لهذه الآلة المتحركة ما بين مقتن ومحافظ، فتجدها مع مرور الوقت تتجدد وتزاد قيمتها وتسر أعين الناظرين وكأنها لوحة فنية لرسام تشكيلي مشهور تعلو قيمتها مع الزمن، وهنالك فئات أخرى تستخدم الآلة بقسوة ولما صنعت من أجله فقط، إلى أن ينتهي عمرها الافتراضي للاستخدام أو القيام بالبيع أو الاستبدال أو إهلاكها».

وفي جهة أخرى من جدة، نثر الفنانون السعوديون نهار مرزوق وأيمن حافظ ونورة حنيف إبداعاتهم في المعرض التشكيلي الذي يقام ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لـ«أرامكو» السعودية ضمن صيف جدة، ولفتت أكثر من 20 لوحة فنية أنظار المصطافين والزائرين للفعاليات في مجمع العرب شمال جدة، حيث جسدت الأعمال الفنية عددا من المدارس المتنوعة، وناقش الحضور الفنانين خلال ورش العمل التي جرت على هامش المعرض.

وأكدت الفنانة نورة حنيف أن الأعمال التي تضمنها المعرض شهدت احتفاء كبيرا وصدى واسعا من الزائرين وتفاعلا كبيرا ينم عن ثراء وتفرد الأداء التشكيلي الذي تتميز به اللوحات التي تنوعت في التكنيك والخامات، وتوقعت أن تفرز الورش الفنية التي تقام بالتوازي مع المعرض عددا من الفنانين الموهوبين الذين سيكون لهم شأن في المستقبل.

وأكد أيمن حافظ أن جمهور عروس البحر الأحمر تفاعل بشكل كبير مع الأعمال المبهجة التي تحاكي واقع جدة القديم، مثل المشربيات والرواشين، ودعا إلى التركيز بشكل كبير على هذا النوع من الفن، مع تعزيز الجوانب الإنسانية التي أسهمت في بناء هذا الوطن الشامخ.

يذكر أن معرض العام الحالي شهد تنوعا كبيرا، واختير له فنانون ناضجون في إنتاجهم الفني، الأمر الذي يتيح فرصة لتبادل الخبرات الفنية والثقافية والعلمية، وتنويع الرؤى والتقنيات.