ارتفاع تكاليف العيادات البيطرية تجبر السعوديين على هجر حيواناتهم الأليفة في الشوارع

قيمة الكشف على الحيوان وصلت إلى 200 ريال والعمليات الجراحية 3000

TT

أجبر سعوديون ومقيمون على هجر حيواناتهم المدللة في الشوارع، بعد أن عجزوا عن توفير رعاية صحية لائقة لها، بسبب الارتفاع الذي طرأ مؤخرا على تكلفة العلاج في العيادات البيطرية، حيث ارتفعت قيمة الكشف وأجرة العمليات والأدوية وغيرها، والتي تتجاوز تكاليفها سعر الحيوان.

ويلحظ عدد من السكان في عدد من المدن السعودية، خاصة مدينة جدة، تزايد أعداد الحيوانات الأليفة في الشوارع، من قطط وكلاب من فصائل مرغوبة، على الرغم من أن أصحابها اقتنوها بأسعار عالية تتراوح بين 1100 إلى 30 ألف ريال.

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه جهات حكومية ذات علاقة إلى التوسع في منح قروض مالية بدون فوائد لفتح عيادات بيطرية والتوسع في إنشاء مزارع للإنتاج الحيواني.

وأوضح متعاملون في بيع الحيوانات والعيادات البيطرية، أن نقص العيادات في المدن والتي لا تتجاوز 5 عيادات، فضلا عن النقص في الأطباء البيطريين المتخصصين في الحيوانات الأليفة هي السبب في رفع تكاليف علاج الحيوانات والتي تضاعفت أسعارها مؤخرا بنسبة 100 في المائة.

فراس حكيم، المتخصص في تربية الحيوانات، وصاحب متجر لبيع الحيوانات في جدة، أشار إلى أن ندرة وجود المختصين من البياطرة في العيادات المتخصصة للحيوانات الأليفة، في السعودية، وفي الدول العربية بشكل عام، حيث يغلب على الأطباء البيطريين التخصص المعتمد على تكاثر المواشي والدواجن وغيرها من الحيوانات التي يستخدمها الإنسان في غذائه، واعتبر أن هؤلاء يتم توجيههم إلى الدوائر الحكومية والشركات الزراعية، بينما التخصصات البيطرية في الحيوانات الأليفة أو المنزلية من النادر وجودها.

وأضاف «الأطباء الموجودون في العيادات البيطرية المتخصصة في الحيوانات المنزلية يتم استقدامهم من دول شرق آسيا ودول أوروبية، وهو أمر أيضا جعل من الصعوبة فتح مراكز بيطرية بشكل يستوعب الأعداد المتزايدة من محبي تربية الطيور والحيوانات الأليفة بمختلف أنواعها، حيث لا يوجد في مدينة جدة سوى 5 مراكز فقط، وبعض التخصصات الجراحية لا يتم عملها إلا مركز واحد فقط لعدم وجود مختص متمكن في بعض الجراحات المزمنة لحيوانات تكون في الغالب من سلالات نادرة وغالية الثمن». وأشار إلى أن «وجود الحيوانات الأليفة في الشوارع أصبح ظاهرة، وبعض الحيوانات من سلالات نادرة وبعض أمراضها بسيطة، ويمكن علاجها ولكن ارتفاع أسعار علاجها جعل البعض يفكر في إطلاق سراحها بعد أن كانت مدللة في المنزل».

وطالب حكيم بضرورة إيجاد مركز حكومي أو السماح لمراكز بيع الحيوانات بفتح عيادات بيطرية.

وترفض جهات رقابية كأمانة جدة التصريح لفتح عيادات للبيطرة دون التقيد باشتراطات صحية كوجود العيادة بعيدة عن المساكن وأن يحد العيادة أسوار جانبية.

وأوضح علاء طيب، أحد المتعاملين في بيع الأدوية المخصصة للحيوانات، أن تكاليف بعض الجراحات وصلت إلى أكثر من 3 آلاف ريال، بينما وصل سعر الكشفية إلى 200 ريال للكلاب والقطط، فيما وصل سعر كشفية الطيور إلى 50 ريالا، وتصل تكاليف علاج قطة من فيروس جلدي مع المبيت بالعيادة لمدة يومين إلى 1100 ريال، وهو أمر مبالغ فيه في بعض العيادات.

وأشار إلى أن بعض الهواة تحولوا إلى ممارسين للطب البيطري جراء ذلك، والبعض يقبل عليهم للحد من تحمل تكاليف باهظة بالعيادات البيطرية المتخصصة.

من جانبه، شدد سالم عويس، الخبير في هذا المجال، على ضرورة التقييد بإجراءات صحية وخاصة من قبل الأطفال للراغبين في تربية الحيوانات الأليفة كغسل الأيدي جيدا بالصابون والماء بعد اللعب، أو تقديم العناية للحيوانات التي يقومون بتربيتها، وخاصة إعداد الطعام أو تناوله، والحذر من نوعية الطعام أو الشراب الذي يتناوله الحيوان، وألا نجعله يشرب من المرحاض أو ينغمس في القمامة.

كما طالب بالابتعاد عن الحيوان الذي يعاني من إسهال يستمر ليوم أو يومين، واصطحابه للطبيب البيطري للتأكد من سبب الإصابة بالإسهال، والحذر من تقبيل الحيوان، وضرورة ارتداء القفازات أو تطهير اليدين عند تنظيف حوض الأسماك.