الانتهاء من المرحلة الأولى لتهيئة موقع حاتم الطائي.. والسفلتة والاتصالات مطلبان ملحان

السياح يدخلون «أشجع» العرب و«أكرمهم» بدائرة المنافسة مجددا

جانب من الاستراحات التي أنشئت بالقرب من موقع حاتم الطائي («الشرق الأوسط»)
TT

لخص السياح الزائرون لموقع قصر حاتم الطائي في قرية توارن مطالباتهم بتوفير البنية التحتية، التي تفتقر لها القرية، ومنها تعبيد الطريق الموصل للقصر وإيجاد خدمة الهاتف المحمول واستراحات في الموقع، بعد معوقات تعتري وصول السياح والزوار من داخل السعودية وخارجها لقصر حاتم الطائي.

ويعد الموقع من أعلى معدلات الإقبال السياحي على المواقع السياحة والأثرية في المنطقة، لما يكتنز من إرث تاريخي، ومكونات طبيعية وجغرافية تجعل منه وجهة سياحية وأثرية نادرة.

ومن جهته قال لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في الهيئة العليا للسياحة والآثار، إن أعمال التهيئة بموقع قصر حاتم الطائي بقرية توارن قد اكتمل العمل به.

وأشار عبد الرحمن الرشيدي، نائب مدير قطاع الآثار بحائل، إلى أنه تم استحداث ممرات وجلسات للزوار، بالإضافة لاستراحة في الموقع، وتم بناؤها على النمط العمراني القديم حتى يكون إضافة للموقع.

وبين عبد الرحمن الرشيدي أن تهيئة الموقع التي تمت تعد المرحلة الأولى ويتبعها ربط موقع قصر حاتم الطائي بموقع النهايد السياحي والمزمع احتضانه لقرية الرالي فليج، ويجاور النهايد توارن من الجهة الغربية ويبعد عنها مسافة قليلة، وسيمتد هذا الربط ليشمل مدينة جبة الأثرية والتي تحتضن آثارا يعود تاريخها لقبل الميلاد بأكثر من 3 آلاف سنة.

وبالعودة لكريم العرب «حاتم الطائي» الذي كان ولا يزال أسطورة الكرم التي يتغنى بها جميع العرب، يوجد قصره في قرية توارن كما أجمع المؤرخون، وتعد توارن من أشهر القرى في السعودية وتأتي شهرتها لاحتضانها قبر وقصر حاتم، وتقع شمال غربي مدينة حائل وتبعد عنها مسافة تقدر بـ50 كيلومترا، وتقبع في وسط واد تحيط به سلسلة جبال أجا من جميع الاتجاهات، وفي نهاية الوادي يقع قصر حاتم ومقبرة قديمة حديثة البناء بابها مشرع على الدوام أمام السياح.

ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» دالي محمد الشمري صاحب قصر حاتم الطائي على وجود شواهد حية وراسخة من أمد بعيد ودلائل تؤكد أن حاتم الطائي عاش ومات بقرية توارن.

وشدد دالي على أن قرية توارن غنية بالنقوش والسدود الأثرية وبوابات من الحجر عند مداخل الأودية كانت تستخدم قديما، كما ذكر أسلافنا أنها كان يعمل بها لتنظيم عملية الدخول والخروج لقوم عاشوا قبل الإسلام بحسب نقوشهم وآثارهم. وأشار دالي محمد إلى أن نحتا على صخرة في أحد أركان القصر عثرنا عليها هو ما قادهم لتثبت أن هذا القصر كان يقطنه حاتم الطائي سابقا وهو عبارة عن وصية من حاتم الطائي لابنه عدي.

ويوضح دالي أن السياح والزوار يتوافدون بكثافة وتحديدا في أيام العطل الرسمية لشهرة حاتم الطائي ومن جنسيات مختلفة أوروبيين وأميركيين.

وكرر دالي الشمري مطالب السياح والزوار بإيجاد بنية تحتية تخدم قرية توارن القديمة بتعبيد الطريق الموصل للقصر وإيصال الهاتف المحمول.

وبحسب عبد العزيز العباس، مرشد سياحي مرخص من الهيئة العليا للسياحة والآثار، لا ينافس أكرم العرب إلا أشجعهم عنترة بن شداد بكثافة الزوار والسياح التي يشهدها الموقع، ويقع قبر عنترة كما يؤكد مختصون في قمة تل مرتفع بقرية النعي شرقي حائل ويبعد عنها مسافة تتجاوز 70 كيلومترا وهو الآخر تحول لمزار سياحي لشهرة عنترة بن شداد العبسي، ومات كما ذكر المؤرخون في سنة مابين 615 و625 م.

وقال العباس: لا يبعد قبر حاتم الطائي عن قبر عنترة بن شداد سوى 100 كيلومتر للشرق مع مطالبات بتهيئة الموقع وإيجاد البنى التحتية له، يذكر أنه ما زالت تروى قصص عنترة بن شداد وبطولاته في المسامرة الليلية لأهالي المنطقة نقلا عن أسلافهم. ومن أبرز من كتب عن عنترة بن شداد الليدي آن بلنت وفلفريد شافن المستشرقان الغربيان، فقد ذكرا أن عنترة أكثر فرسان العرب شهرة، ليس لشعره بل لكونه محاربا وبطل قصة رومانسية تحمل اسمه.