مشروع تطوعي يكشف عن خروقات في تطبيق قرار العمل تحت الشمس

القائمون عليه وزعوا عشرات الآلاف من قوارير المياه الباردة على العمال

التنظيم الأخير الصادر عن وزارة العمل لم يلق تجاوبا في حين يقوم متطوعون بمجهودات لتوزيع المياه على العاملين تحت أشعة الشمس («الشرق الأوسط»)
TT

بمجهودات شبابية خالصة، استمر مشروع تطوعي سعودي، يستهدف العاملين تحت شمس الصيف اللاهبة، ليشمل عدة مدن سعودية، بعد أن انطلق منذ العام الماضي في العاصمة السعودية الرياض، حيث قام عدد من الشباب المتطوعين أمس الخميس، بتوزيع عشرات الآلاف من قوارير المياه المبردة والعصائر، على العمالة المنتشرة في مدن سعودية عدة.

وعلى الرغم من صدور تنظيم حكومي في وقت قريب، يقضي بمنع العمل تحت أشعة الشمس المباشرة في الوقت ما بين الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الثالثة مساء، خلال الفترة من 1 يوليو (تموز) إلى نهاية أغسطس (آب) من كل عام، فإن العاملين في مشروع «سقيا»، أكدوا أنهم لم يلمسوا أثرا لذلك على الإطلاق، ولم يلحظوا أي تغير في الوقت الراهن عن الفترات السابقة في ما يتعلق بعمل العمالة تحت أشعة الشمس.

وكان مشروع «سقيا»، قد بدأ منذ العام الماضي في الرياض، مستهدفا فئة العاملين تحت أشعة الشمس، حيث يقوم الشباب بتجهيز كميات ضخمة من المياه والعصائر، لتوزيعها عليهم، ليتكرر هذا المشهد مرتين، آخرها منذ قرابة الأسبوع، بعد نجاحه في المرة الأولى، ليخرج بعد ذلك من حدود العاصمة، إلى بقية أرجاء البلاد.

مشروع «سقيا»، بدأ يوم أمس، في عدد من المدن السعودية شملت الرياض وجدة وعنيزة وبريدة والمجمعة وشقراء وحوطة بني تميم، على أن يتم توسيع المشروع بعد التنسيق مع عدد من المتطوعين في مدن أخرى، في المنطقة الشرقية، إضافة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع ومدن أخرى.

ونوه عمر التركي، المنسق الإعلامي لمشروع «سقيا»، بأن الغاية من وراء هذا المشروع لا تنحصر في مجرد إرواء ظمأ العاملين تحت الشمس فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى معان إنسانية نبيلة، كما تحقق أثرا نفسيا إيجابيا لدى العمالة، عبر تحسين صورة الشباب السعودي لدى العمالة، إلى جانب التخفيف النفسي من وطأة العمل تحت أشعة الشمس الحارقة في وقت تقارب فيه درجات الحرارة في مناطق مختلفة من البلاد حدود الخمسين درجة مئوية.

وحول آلية عمل مشروع «سقيا»، يشير التركي، إلى أنه يتم التنسيق مع بعض محلات السوبر ماركت، بحيث يمكن لأي شخص يرغب في التعاون مع «سقيا»، شراء كميات من المياه، ليقوم فريق العمل في «سقيا» بتسلمها وتوزيعها، مشددا في الوقت ذاته، على أنهم لا يقومون بأي شكل من أشكال استقبال التبرعات النقدية.

ويستفيد القائمون على «سقيا»، من تقنيات موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لأغراض التنسيق والتوجيه في ما بين المتطوعين، حيث قاموا بإنشاء «هاش تاج» على «تويتر»، حيث تتيح هذه الخاصية، توفير صفحة خاصة بالمشروع على موقع «تويتر»، مما يوفر للمتطوعين فرصة متابعة سير العمل، إلى جانب تنسيق العمل في ما بينهم، إلى جانب وجود موقع إلكتروني خاص بالمشروع وهو «soqya.org». وأشار المنسق الإعلامي لمشروع «سقيا»، إلى أن فريق العمل في مدينة الرياض، قام أمس بتوزيع أكثر من 14 ألف قارورة ماء مبردة، وأكثر من 7500 علبة عصير، عبر أكثر من خمسين متطوعا، في حين شهدت جدة توزيع أكثر من 6 آلاف قارورة ماء، قام بتوزيعها 13 متطوعا، كما قام عشرة متطوعين في محافظة المجمعة بتوزيع قرابة 600 قارورة ماء، إلى جانب أكثر من 5 آلاف قارورة تم توزيعها في بريدة.

ويخطو القائمون على «سقيا»، بشكل جاد على طريق توسيع نطاق هذا المشروع على المستوى العربي، حيث تجري اتصالات لنقل هذه التجربة إلى عدد من الدول في الخليج العربي، في خطوة تعزز المعاني الإنسانية النبيلة من وراء مبدأ «السقيا».