جدة: الاستعانة بشركة متخصصة لتنظيم أوضاع 5 آلاف قطعة بحرية

90 % نسبة إسكان المنتجعات البحرية رغم تضاعف أسعارها

تنظيم التراخيص البحرية يفرض أجواء السلامة على المصطافين الذين يحبذون البحر (تصوير: ثامر الفرج)
TT

أعلنت جهات حكومية وخاصة في السعودية عزمها استصدار تنظيم جديد ينظم منح الرخص البحرية لمرتادي البحر، بعد تسجيل جملة من المخالفات والممارسات الخاطئة، وذلك بالاستعانة بإحدى الشركات الأجنبية المتخصصة في وضع نظم القيادة والسلامة في هذا النوع من الرياضات.

ويأتي ذلك في وقت سجلت فيه جدة نحو وجود 5 آلاف وحدة بحرية متحركة في شواطئها، تمتلك السيدات نحو 10% منها، وذلك بحسب تأكيدات رسمية حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مستثمرين في القطاع.

وهنا أوضح المقدم صالح الشهري الناطق الإعلامي في حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة أن الرخص البحرية لقوارب النزهة والدبابات البحرية تمنح للشخص بعد أخذ دورة متكاملة في المدارس التي تقدم الدورات المتخصصة في بعض المراسي والوحدات البحرية المصرحة، والتي تقدر مدة الدراسة فيها بنحو أسبوع، تتضمن فهم الإشارات الملاحية وطرق قيادة الزورق، يتم بعد ذلك اختباره من قبل فرد من حرس الحدود وفي حال اجتيازه الاختبار يمنح الرخص لمدة عامين، مشيرا إلى أنهم يجددون نحو 50 رخصة يوميا.

وشهدت، على الجانب الآخر، المنتجعات البحرية في جدة نسبة إسكان كاملة رغم ارتفاع الأسعار إلى الضعف، بحسب ما أكد الأمير عبد الله بن سعود رئيس اللجنة السياحية بغرفة جدة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان «جدة غير 32»، مشيرا إلى أن الارتفاع يرجع إلى كون الوقت يعتبر وقت ذروة وموسما للمنتجعات. بينما أشار من جهته طلال المنسي، أحد المستثمرين في القطاع، إلى أن الحركة تشهد هذا العام إقبالا منقطع النظير، وتعيش جدة أجواء رائعة دفعت بالمصطافين من كافة أرجاء المملكة للاستمتاع بأجوائها.

وأكد عدد من أصحاب الأعمال وصول مدينة جدة إلى مستوى متقدم في استثمار الأعمال والفعاليات السياحية، بالصورة التي تعزز مكانة المنتج السياحي السعودي في وقت يصل فيه حجم الاستثمار السياحي في عروس البحر الأحمر وفق آخر الإحصائيات إلى 60 مليار ريال، مشيرين إلى تربعها على المركز الأول في الفكر الاستثماري السياحي، لتنوع الثقافات الاجتماعية بها التي تعتبر عاملا لجذب رؤوس الأموال في الاستثمارات السياحية.

وبينوا أن مهرجان جدة غير 32 الذي تعيش أجواءه عروس البحر الأحمر مع موسم الصيف الحالي سيدعم ويعزز من تواجد الفرص الاستثمارية وتنوعها في هذا المجال، حيث يتوفر 192 فندقا مجهزا بأكثر من 11004 غرف إلى جانب وجود نحو 670 منشأة سكنية مفروشة بعدد 13561 وحدة سكنية، ناهيك عن زخم فعاليات المهرجان التي يستمتع بها قاطنو جدة ومرتادوها من خلال احتضانها لنحو 76 منتجعا سياحيا و14 مدينة ترفيهية و205 مراكز تجارية و15 متحفا و90 مركزا رياضيا و194 وكالة سفر وسياحة و84 شركة تأجير سيارات و480 مطعما.

وأوضح في هذا الصدد رئيس لجنة تأجير السيارات بالغرفة التجارية الصناعية بجدة والمستثمر في الشقق المفروشة سعيد بن علي البسامي أن مهرجان جدة غير 32 يلعب دورا في إنعاش سوق الاستثمار السياحي لسبب أن مدينة جدة تتميز بأماكن سياحية مختلفة تتطلب من السائح أن يتنقل بين جنباتها والاستمتاع بما تزخر به من مقومات سياحية مختلفة.

وأكد أن الجهات الرقابية النظامية ستوقف من يحاولون الإساءة إلى السياحة بعروس البحر الأحمر من خلال التلاعب في الأسعار عند حدهم، وفقا لما وضعته الهيئة العامة للسياحة والآثار من لوائح وأنظمة جديدة تساهم في القضاء على عشوائية وفوضى أسعار الشقق المفروشة والفنادق.

من جانبه، أضاف عضو مجلس إدارة غرفة جدة سليم الحربي، أن القطاع الاقتصادي بما فيه السياحي، يعتبر أكبر المستفيدين من مثل تلك المهرجانات، مشددا على ضرورة الاهتمام بإبراز المشاريع السياحية، خصوصا التي تحمل الطابع الترفيهي والثقافي، وتهتم بالمقومات السياحية بالمملكة وجدة على وجه الخصوص، حيث يعتبر مهرجان جدة غير 32 تنشيطا للحركة الاقتصادية في جدة وإبرازا لمقوماتها الواعدة.

وقال: «بحكم أن الغرفة التجارية الصناعية بجدة هي التي تدير هذا الحدث بمشاركة مختلف الجهات والقطاعات سيكون هناك دفعة قوية للحركة الاقتصادية كونها بيت التجار والممثل الرئيسي للقطاع الخاص في جدة الأمر الذي يجعلها الأكثر دراية باحتياجات القطاع الخاص من غيرها».

وأكد الحربي أن مقومات السياحة تتكامل في هذه المدينة الواعدة التي باتت من أكثر المدن السعودية احتضانا لمرافق ومنشآت سياحية متطورة كالفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات، إضافة إلى المطاعم التي تقدم ألوانا مختلفة من الأطعمة والمراكز الترفيهية والمتاحف الأثرية والعملية والتاريخية متاحف التراث، كما يوجد فيها أكثر من 126 فندقا توفر 11000 غرفة وما يزيد عن 730 وحدة سكنية مفروشة وتوفر أكثر من 28000 وحدة سكنية مهيأة لاستقبال المصطافين.

هذا وقد شدد فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة من خلال نشر 7 فرق رقابية لضبط الأسعار والخدمات ومتابعة كافة مشغلي الفنادق والوحدات السكنية المفروشة بالمنطقة وتوجيههم بضرورة التقيد بالأسعار وعدم رفعها استغلالا لموسم الصيف وكذلك الإلغاء الكامل لرسوم الخدمة على الأسعار المعتمدة للغرف والأجنحة وذلك تجنبا للعقوبات والإجراءات النظامية التي سوف تصدر بحقهم.

وعاد الحربي بالقول: «يطلع المصطافون دائما في جدة ومهرجاناتها السياحية بعيون المتعة والاكتشاف على ما تزخر به جدة من آيات التنوع والجمال ويعاينون عن كثب كنوز الحضارات ونفائس الحرف والصناعات والفنون والطبيعة وغيرها من الشواهد الدالة على موروث مدينة جدة التاريخي والثقافي والحضاري»، بينما أشار محمد بن عبد الله العمري المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة إلى أن الحدث الأبرز في السياحة الداخلية هو مهرجان جدة غير 32، الذي يعتبر أول مهرجان صيفي على مستوى المملكة العربية ويحفل بـ200 فعالية تشمل الفعاليات الترويجية والترفيهية والثقافية والتسويقية بالإضافة إلى مشاركة الكثير من المنشآت السياحية والمراكز التجارية والمطاعم ومكنه ذلك التنوع من الاستمرار لـ13 عاما من التقدم والإنجاز.

وأشار إلى تدفق الأفواج السياحية لمدينة جدة خلال مهرجان جدة غير 32 من مختلف مناطق المملكة، مؤكدا تكثيف الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بفرع منطقة مكة المكرمة لجهودها لخدمة الزوار حيث تشير التوقعات إلى اجتذاب جدة لأكثر من 4.5 مليون سائح من داخل المملكة وخارجها كاشفا عن تنافس المواقع السياحية والمدن الترفيهية في تقديم ما لديها من أنشطة سياحية متنوعة واستقبال المصطافين من جميع المحافظات والمناطق الذين يتوافدون بشكل متزايد يوما بعد يوم، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية من بداية الإجازة الصيفية حركة سياحية نشطة في كورنيش جدة أما حجوزات الفنادق والشقق المفروشة فتشير إلى أكثر من 90% نسبة إشغال، وهذا ما يؤكد زيادة معدل توجه العوائل السعودية من المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية وغيرها إلى محافظة جدة تحديدا.

وأضاف العمري أن الهيئة تتطلع هذا العام وبالجهود المبذولة والاستعدادات المكثفة لكافة الجهات ذات العلاقة أن ترتفع نسبة الخدمة والأداء إلى الأفضل كما توقع العمري أن يرتفع عدد زوار عروس البحر الأحمر مدينة جدة خلال صيف هذا العام 2011 بنسبة 15% وأن يتخطى الرقم 4 ملايين زائر لأول مرة خلال الصيف.

وأشار إلى أنه بناء على توجيهات الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار فقد تم الأخذ في الاعتبار ما يسمى بسياحة الشباب في مختلف مناطق المملكة وخصوصا بمنطقة مكة المكرمة حيث تقوم الهيئة حاليا على الانتهاء من خطة للاستفادة من العناصر الشابة وتم تشكيل فرق عمل من الشباب في كل منطقة من مناطق المملكة.