بعد عامين من الانتظار.. «الحرث» تعود لاحتضان أهاليها بعد الحرب مع الحوثيين

122 قرية ترسم الابتسامة لعائدين إليها

انتعشت حركة البيع والشراء في أسواق القرى بعد عودة الأهالي إليها («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ أهالي محافظة الحرث فجر اليوم (السبت) رحلة العودة إلى القرى المسموح بالعودة إليها بعد أن غادروها قبل عامين تقريبا، إثر أحداث الحد الجنوبي التي شهدتها المحافظة.

ووفقا لمحافظ الحرث محمد بن هادي الشمراني، فإن العودة تشمل أسر النازحين من نحو «120» قرية تابعة للمحافظة، وذلك بعد أن صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعودة الأسر النازحة لتلك القرى، والذين يجدون متابعة ميدانية متواصلة ومباشرة من الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، مراعاة لأوضاع تلك الأسر ورغبتهم الملحة في العودة إلى قراهم.

وأكد الشمراني أن جميع الجهات الحكومية، ومنذ صدور الموافقة على عودة النازحين لتلك القرى، بدأت في تهيئة تلك القرى وإعادة الخدمات إليها وتوفير سبل الراحة للمواطنين العائدين إلى قراهم في شتى المجالات الخدمية من مياه وطرق وبلدية وكهرباء وصحة وتعليم وغيرها من الخدمات، مثمنا الجهود والأعمال التي بذلها منسوبو مختلف الجهات المشاركة في تهيئة القرى وتعاون الأهالي مع تلك الجهات الأمر الذي أسهم في إنجاز المهام والأعمال كافة. وتقطع تصريحات الشمراني تضارب الأنباء حول رجوع النازحين من سكان محافظة الحرث الحدودية التابعة لمنطقة جازان (أقصى جنوب السعودية)، منذ أن فارقوها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، خلال قيام القوات السعودية بعمليات تطهير المحافظة من المتسللين المسلحين الذين حاولوا التسلل إلى المنطقة، ولم تدم طويلا عمليات التطهير، حيث صدرت الأوامر بعودة الأهالي إلى قراهم المسموح بها قبل رمضان العام الجاري.

عودة الأهالي، كانت سببا في أن تفيض قريحة الشعراء من أبناء المنطقة، الذين عبروا بدورهم عبر أبيات شعر وخواطر ودموع عن فرح غامر، وتدافع أرباب المنازل العائدون إلى منازلهم بفرحة ملأت قلوبهم ودموع فرح سالت على خدودهم.

واصطف عند مدخل المحافظة طابور من السيارات لأهالي المحافظة، وتسابقوا على مشاهدة المنازل التي وقعت ضحية تسلل مسلح، أو المزارع التي لم تحصد منذ عامين، أو قرية أصبحت غابة من الأشجار تسكنها الزواحف، والكل يريد أن يعيد الحياة لمحافظته بعد أن أصيبت بعزلة لم تكن طويلة.

وتستعد 122 قرية لاستقبال الأهالي العائدين إلى قراهم، وتعيد الابتسامة على وجوههم بعد أن عاشوا عامين خارج قراهم ومنازلهم رغما عنهم، أرباب المنازل ورجال المحافظة يدخلون اليوم ليعملوا على تهيئة المنازل والأمكنة قبل أن تدخلها النساء والأطفال.

واعتبر محمد بن هادي الشمراني محافظ محافظة الحرث في حديث لـ«الشرق الأوسط» قرار عودة الأهالي، بلسما وشفاء لمعاناتهم، حيث عانوا طويلا وهم خارج قراهم ومنازلهم.

وأشار الشمراني إلى أن الجهات الأمنية تعمل على طلعات تمشيط وبحث وإزالة أي من مخلفات حرب لسلامة السكان من أي ضرر.

وأضاف المجرشي «تم السماح لنا بدخول المحافظة والعودة إلى قرانا والقيام بإصلاح منازلنا وترميمها، وعدم التعامل والابتعاد عن أي عمالة غير نظامية، وأن نتعامل مع العمالة النظامية، وان نحترس من أي جسم غريب والاتصال فورا بالجهات ذات الصلة، التي تقوم من ناحيتها بالتعامل فورا مع الجسم الغريب، أما بالنسبة إلى منزلي، فدخلته ووجدته مدمرا من الداخل، ويحتاج إلى صيانة بالكامل وتغيير لجميع الأثاث والمستلزمات المنزلية».

من جانبه، قال يحيى زيلعي «تسابقنا على دخول القرى ومشاهدة مزارعنا ومنازلنا التي هي شبه منتهية جراء تطهير المنطقة من المتسللين، فشاهدت مزرعتي وأرضي وكأني لم أشاهدها طوال 20 عاما، خرجنا نبكي حزنا عليها».

وشملت الموافقة التي صدرت من الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، توصيات سبقت دخول المواطنين، للإدارات الحكومية والخدمية والأمنية لإنهاء جميع الاستعدادات لعودة النازحين إلى المحافظة والقرى المسموح بالعودة إليها قبل منتصف شهر شعبان.