قضية لحوم المدينة «النافقة» تدفع بأمانات المناطق إلى استباق رمضان بحملة «تفتيش»

جدة تلاحق المطاعم ومحلات تعبئة التمور.. ومكة تضبط 100 طن من اللحوم والخضراوات الفاسدة

TT

فتحت قضية اللحوم النافقة التي يقدمها مطبخ في المدينة المنورة لمرتاديه ملف المطاعم والمطابخ، خاصة مع حلول شهر رمضان، وهو ما دفع بأمانات المناطق والبلديات إلى شن حملة واسعة على المطاعم والمطابخ منعا لتكرار ما حدث في المدينة المنورة في منطقة أخرى.

يأتي ذلك في وقت اتخذ فيه أمير المدينة المنورة، الأمير عبد العزيز بن ماجد، إجراءات حاسمة وحازمة ضد المتورطين، إذ وجه كما أشارت «الشرق الأوسط» يوم أمس باستمرار إيقاف من لهم علاقة بهذه المخالفة وإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال إجراءاتهم ثم عرضهم على القضاء لتقدير العقوبة المناسبة بحقهم، مشددا على تكثيف الرقابة الصحية والوقائية على جميع المطابخ والمطاعم للتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية وعدم التهاون في هذا الأمر وإيقاع أشد العقوبات على المخالفين.

وكانت أمانة المدينة المنورة أعلنت الأسبوع الماضي عن ضبط مطبخ بحي الحرس يقوم بشراء وجلب الأغنام المريضة والنافقة من السوق المركزية للأغنام وذبحها ومن ثم طبخها وتقديمها وجبات للزبائن. تم ذلك خلال الجولة التي نفذها فريق من القسم الصحي بالبلدية ضمن الجولات التفتيشية التي يقوم بها المراقبون بصفة مستمرة. وأوضح رئيس البلدية المهندس حمزة سبية في ذلك الحين أن «المطبخ يعمل به سبعة وافدين من جنسيات عربية، أربعة منهم يعملون من دون شهادات صحية، فيما يعمل الآخرون من دون إقامات»، مشيرا إلى أنه تمت مصادرة الأغنام التي تم ضبطها، ومصادرة وإتلاف اللحوم والمواد الغذائية غير الصالحة للاستخدام الآدمي، وإحالة العاملين المضبوطين إلى وحدة ضبط المخالفات البلدية لاستكمال إجراءات التحقيق، مبينا أنه سيتم تطبيق الغرامات والجزاءات في حق العاملين المخالفين.

إلى ذلك، أعلنت أمانة جدة أمس الجمعة أن الإدارة العامة للرقابة التجارية والأسواق قامت بالتعميم على كل منسوبيها بالبلديات الفرعية بتكثيف أعمال الجولات الميدانية على كل منشآت الأغذية وأماكن تداولها، مع تركيز أعمال التفتيش والرقابة الصحية خلال تلك الفترة على مصانع ومحلات تعبئة وبيع التمور للتأكد من خلوها من الشوائب والأتربة واحتفاظها بخواصها الطبيعية وسلامة الحشوة المستخدمة فيها.

وأوضح بيان رسمي بثته الأمانة، أمس، تكثيف أعمال الرقابة الصحية على المحلات التي تعبئ وتعرض وتبيع المكسرات والفواكه المجففة للتأكد من خلوها من الفطريات أو أي تلف ظاهري، وتشديد الرقابة الصحية على مصانع ومعامل تصنيع وعرض وبيع الألبان ومنتجاتها والعصائر للتأكد من جودتها وسلامتها ومأمونيتها ومطابقتها للوائح والاشتراطات الصحية والمواصفات القياسية المقررة، وذلك نظرا لقرب حلول شهر رمضان المبارك.

وأوضح الدكتور بشير أبو النجم، مدير الإدارة العامة للرقابة التجارية والأسواق، تكثيف الجولات بشكل خاص على المخابز الآلية ونصف الآلية ومعامل الحلويات والمعجنات للتأكد من استيفائها للوائح والاشتراطات الصحية خاصة منتجات الكيك والحلويات التي يمكن أن تضاف لها الكريمات التي لا تعامل حراريا، مع إحكام الرقابة الصحية على الملاحم ومعامل ومصانع منتجات اللحوم والدواجن للتأكد من صلاحية وطريقة حفظ وصهر اللحوم والنظافة العامة وصحة ونظافة العاملين وصلاحية الأدوات المستخدمة, مع تشديد الرقابة الصحية على مستودعات المواد الغذائية للتأكد من نظافتها وعدم تكدسها، وترتيبها وتخزين كل نوع من هذه الأغذية في درجات الحرارة المناسبة له، والتأكيد على اتباع قاعدة «ما يخزن أولا يصرف أولا».

وفي سياق ذي صلة، أعلنت مؤخرا أمانة العاصمة المقدسة أن بلدية المسفلة الفرعية داهمت حي النكاسة الذي وردت عنه بلاغات عدة عن عشوائية السوق والأطعمة الفاسدة غير الصالحة للاستخدام الآدمي.

وأوضح المهندس خالد بصفر، مدير الإدارة الفنية ببلدية المسفلة، أن «المداهمة تمت بمساندة البلدية والمجاهدين ومندوبي الإمارة والجوازات، وبمساندة من بلدية أجياد، وبإشراف مباشر من المهندس غازي الحربي رئيس بلدية المسفلة». وأضاف «تم ضبط مائة طن من اللحوم والأسماك والخضراوات والفاكهة الفاسدة وغير المعروف مصدرها. فيما تم القبض على أكثر من 140 شخصا مخالفين لأنظمة الإقامة وأغلبيتهم عليهم جرائم جنائية».