مهرجان أبها للتسوق يخترق جدار العالمية سعيا لاستثمارات موسمية

حشود نسائية تتجمهر حول المنتجات التايلندية والألمانية

TT

تمكن مهرجان التسوق هذا العام في عسير من استقطاب منتجات عالمية، منها ما كان يتم استقطابه للمرة الأولى، ومنها ما تجاوز السنوات السبع من حيث المشاركة، وهو ما جاء بعد النجاحات التي لاقاها مهرجان التسوق خلال الأعوام السابقة، ومساعدته في جذب منتجات دولية جديدة في الساحة التسويقية داخل صالة المعارض في عسير.

ويجد الزائر في طيات هذا المعرض المنتجات الكويتية والعمانية والإماراتية والسورية والتايلندية والألمانية والمصرية وغيرها من الدول العربية والغربية، والتي تتسابق لحجز أجنحة منذ وقت مبكر، حيث تختلف هذه المنتجات ما بين ملبوسات وتحف وأدوات تجميل وأجهزة كهربائية بجانب أنواع مختلفة من العسل.

وقال عامر الشعلان، صاحب جناح الحلويات الشرقية، إن «هذا العام يعد العام العاشر لنا من المشاركة في مهرجان التسوق في مدينة أبها، فبعد انقطاع لمدة 3 سنوات سببه مشاركتنا في مهرجانات أخرى وانشغالنا بها، فإننا وجدنا الإقبال والربح في مهرجان أبها للتسوق على اختلاف غيره». وأضاف «المنتجات المعروضة من حلويات شرقية يتم تصنيعها في سوريا، وهناك منتجات سورية ومن أبرزها (كل وشكر، والكنافة، وبلح الشام، والهريسة الشامية، واليبرقة)، والكثير من الحلويات الشرقية التي تميزت بها بلاد الشام وانفردت في طريقة صنعها».

وأشار في حديثه وقال «البقلاوة تلاقي إقبالا غير طبيعي لاستخدام الفستق الحلبي في حشوها، على عكس بعض المحلات التي تستخدم الفستق الإيراني، فالفستق الحلبي يتميز بلونه الأخضر القوي ويتمتع بطعم ونكهة قوية، ويستطيع المتذوق أن يفرق بينه وبين أي نوع آخر من الفستق». وكان للمنتجات التايلندية نصيب الأسد، فالزوار احتشدوا أمام الجناح ليلقوا نظرة على تلك المنتجات النادرة والتي قلما تباع في أسواقنا المحلية. ويقول ممدوح محمد، صاحب معرض المنتجات التايلندية «هذه أول مشاركة لنا داخل معرض أبها للتسوق، فبعد أن جاءتنا أخبار نجاح بيع المنتجات داخل أروقة المعرض والإقبال الرائع من قبل المصطافين العرب والخليجيين بجانب الأجانب، قررنا خوض هذه التجربة التي فيما يبدو ستحقق نجاحا بناء على كمية البيع التي تمت منذ اليومين الأولى».

وعن المنتجات المعروضة يقول ممدوح «هناك الباقات، التي تشهد بيعا كبيرا، إذ إنها مصنوعة من خشب معين وتتدلى منها أعواد ورد مصنوعة من الخشب نفسه، فالوردة عبارة عن ضوء كهربائي يستخدم كنوع من الفواحة، وذلك برشه بالعطر لتفوح الرائح وتعطي مفعول الفواحة ولكن بطريقة حديثة وجذابة فهي أقرب إلى شكل التحفه للتزيين».

وأضاف أن ما يميز المنتجات التايلندية هو خشب «الكوكو نت»، وهو خشب شجر جوز الهند والذي يستخدم غالبا لعمل أشكال من النخيل يقبل عليها أصحاب محلات التمور وبشكل قوي، كما أنها وبحسب قوله تدخل في صناعة الكثير من الأباجورات المضيئة وتعطي أشكالا رائعة عند إشعال الضوء بداخلها. وعن زيادة الزبائن يقول «زبائننا هم من مختلف المناطق العربية والمحلية، خاصة هنا، حيث إننا نلتقي بسواح من قطر ودبي والكويت وعمان ولبنان، بجانب مصر وبعض الدول الأوروبية، فهناك بطاقات تحمل أرقام هواتفنا ومواقعنا الإلكترونية يتم توزيعها على زوار الجناح، لتلبية طلباتهم في حال انتهاء المعرض، وهذا امتداد لنجاح معرضنا المشارك في مهرجان أبها للتسوق هذا العام».

وفي إطار آخر، التقت «الشرق الأوسط» بصاحب الجناح المصري لبيع الجلابيات المصرية التي تقوم نساء بصنعها في مصانع للملبوسات النسائية. ويقول عن مشاركته «هذه المشاركة هي الثالثة، ولو أننا لم نحقق نجاحات لما عدنا والتزمنا بجناح يعرف عن هويتنا، فالملبوسات المعروضة تلقى إقبالا شديدا، كونها تلبي رغبات وذائقة المرأة العربية والسعودية بشكل عام».

وفي إحدى زوايا المعرض التقت «الشرق الأوسط» مع عدنان يوسف، صاحب المنتجات اليدوية الخشبية السورية، حيث أكد أن «المنتجات المعروضة صناعة أيد سورية نسائية، ولم تخضع صانعاتها لأي نوع من التدريب، إنما هي فطرة إبداعية تمكنا من توظيفها لصالح البلد ولصالح النفع المادي العائد عليهم بمشاركتهن في هذا المعرض».

وأكد عدنان أن المنتجات تعتمد في طريقة تزيينها على ذوق السيدة السورية، فهي كما يراها المشترون تبدو وكأنها خضعت لحبكة صناعية تعتمد على آلات تصنيعية للخشب، إلا أنه وبحسب قوله، يتم إيضاح أنها صنعت بأيدي نساء من سوريا لأي من يرغب في شرائها.

وحول نجاح المعرض السوري للمنتجات السورية قال عدنان يوسف «نحن نجدد ونتجدد من خلال جناحنا في صالات المعارض بهذا المهرجان، وهو ما أسهم في هذا الإقبال السياحي على المنطقة»، منوها بأن أبناء المنطقة يتهافتون على هذه البضائع لأنها موسمية لا تتعدى الأربعين يوما في السنة».

وفي شأن متصل، انفرد المنتج الألماني بتميز في طريقة العرض، وذلك من خلال موظفيه الذين استخدموا الميكروفون لشرح طريقة عمل أجهزتهم بشكل مباشر وحي، حيث شهد هذا العرض الفريد لبضائعهم ومنتجاتهم جمهرة نسائية، ومن هؤلاء النساء من خرجن ببعض ما شاهدنه، ومنهن من اكتفين بالمشاهدة وكسب فكرة عن البضاعة الألمانية.

في ظل ذلك، أبدى المهندس عبد الكريم الحنيني، وكيل إمارة منطقة عسير والمشرف العام على المهرجان، تفاؤله بالنجاحات التي بدأ يحققها مهرجان التسوق والتي اتضحت من خلال الإقبال الشديد على المعارض المصاحبة للمعارض، وقال الحنيني «يسجل هذا التميز الذي انطلق مع انطلاقة مهرجان التسوق في أبها ضمن الحوافز المشجعة، لتطوير وتوسع دائرة المهرجانات المستقبلية والقائمة على دعم صناعة السياحة في المنطقة». وأشار إلى أن التنوع الحاصل في ما يقدم للسائح من عروض ومنتجات وفعاليات، يأتي لتوثيق ما سبق من جهود قام عليها عدد كبير من المسؤولين في المنطقة وخارجها، وهذا كما يرى يشعل نيران المنافسة على التألق ويحاكي الحداثة في الأفكار المطروحة والمنفذة. وعن قصر مدة الإجازة ومدى تأثيرها على الفعاليات المعروضة والإقبال، يقول الحنيني «لم تتأثر منطقة عسير بهذه العوامل، لأن منطقة عسير منطقة سياحية متنوعة، فالمناخ والموقع الجغرافي والعروض السياحية وتعدد أشكال التسوق، جميعها عوامل تتميز بها المنطقة عن باقي مدن المملكة، والتي تواجه موجة من الحر، تدفع بالسائح للبحث عن الجو المعتدل، فالفعاليات السياحية في عسير جاءت مكملة للكنوز الطبيعية للمنطقة».