التصوير الصحافي في السعودية.. مهنة تحولت إلى «هواية»

تقنيات الويب 2.0 والشبكات الاجتماعية كانت حافزا لنقل الأحداث العاجلة

التصوير تحول من صنعة بيد المحترفين إلى هواية في صفوف السعوديين («الشرق الأوسط»)
TT

تلعب الصور في الصحف والمواقع الإخبارية دورا مهما في إبراز حدث ما وسط العالم المتسارع، الذي قد لا يجد الشخص فيه متسعا لقراءة خبر أو حدث ما ويكتفي بمشاهدة ما هو معروض من صور تصف الحدث كما هو دون تعديل؛ بلغة بصرية تجسّد صورة حية لما يحدث في لحظة من الزمن.

في السعودية يعد مجال التصوير الصحافي حديثا نسبيا ما إذا تمت مقارنته بانطلاقه عالميا خلال بداية عام 1880، وقد تخصص العديد من المصوّرين السعوديين في التصوير الصحافي في الحروب والأزمات وكذلك التصوير الصحافي داخل المناسبات والمؤتمرات والتصوير الصحافي داخل الملاعب.

بشير صالح مصور صحافي سعودي يذكر بأن أهم ما يجب على المصور مراعاته هو جاهزيته تماما لتغطية الحدث أو المناسبة من خلال احترام مواعيد العمل وتوفير أدوات التصوير كاملة وبدائلها في حالة الطوارئ.

ولعل من أبرز المشكلات التي قد تواجه المصورين الصحافيين بالسعودية عدم وجود تنظيم رسمي لوجودهم داخل المناسبات مما قد يتسبب بإشكالية وجود البعض دون مبرر. يتحدث عن ذلك المصور الصحافي محمد المشهور قائلا ما يعيق عملنا أحيانا في تغطية الاحتفالات الرسمية عدم تفهم رجال الأمن لدور المصور في نقل الحدث بصورته الحقيقة؛ فلا يوجد عادة أماكن مخصصة للمصورين أو كابلات الكهرباء التي تخدمنا كثيرا ولا غنى عنها. ويذكر المصور الصحافي خالد الخميس مصور «الشرق الأوسط» بأن المصورين في السعودية لا يمكنهم العمل دون بطاقته الصحافية لذلك من الصّعب أن يعمل بشكل حرّ دون أن يكون تابعا لجريدة أو مؤسسة صحافية.

دخل المصوّر الصحافي يجنيه من خلال تركيزه على التقاط صور لأهم الشخصيات أو الأحداث في المناسبة التي يشهدها، وعليه يقيس سعر الصورة التي يعرضها للبيع بعد حفظ حقوقه عليها، وبإجماع المصورين فإنه لا يوجد تسعيرة معيّنة للصور وإنما تكون بحسب جودتها والمقابل الذي يتفق عليه المصوّر ووكالة الأنباء أو الصحيفة التي يعمل لصالحها.

خلال هذه الأيام ومع تطور التقنيات الحديثة أصبح التصوير الصحافي هواية متاحة للجميع كونه ينقل الأحداث لحظة بلحظة في الشّبكات الاجتماعية كـ«فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» بالكاميرات المدمجة في الجوالات الحديثة، وقد استعانت بعض الصحف بمثل تلك الصور في نقل بعض الأحداث العاجلة كما حدث في سيول مدينة جدة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وتعتمد مهنة المصور الصحافي على أن يقف خلف الكواليس حتى يظهر الصورة بإتقان وجودة عالية في نقل الحدث بإيقاف اللحظة واقتناصها بعدسته في الزاوية المناسبة. وبعكس المصورين الهاوين يراعي المصور عدم إحداث أي تعديلات على برامج تحرير الصور وإلا لانحدرت قيمة الصورة. ويستخدم حاليا في تحديد ماهية التعديلات التي قد خضعت لها الصورة أداة تدعى «tineye» تعد من أشهر تطبيقات الويب 2.0 حيث تستخدم أيضا لحفظ حقوق الملكية الفكرية للصورة عند نشرها على الإنترنت.

وكما هي الفنون متعددة، فإن التصوير الصحافي قد انقسم إلى تصوير كلاسيكي - وهو ما يوثق حدثا ما كما هو - وتصوير صحافي حديث؛ الذي أصبح هواية لعدد من المصورين الذين يعملون بشكل حرّ في الميادين، فهو يهتم بجمالية الصورة سواء كانت صورة حيّة أم ممسرحة للأحداث المختلفة في الكوارث أو في الملاعب كالتي تعرضها بشكل دوري مجلّة «ناشيونال جيوغرافيك» لمصوري العالم الذين احترفوا فنّ التصوير الصحافي.

يعد نوع الكاميرا والعدسة التي يحملها المصور الصحافي عاملا مؤثرا في جودة الصورة الملتقطة لذا قد حرصت الشركات المنتجة للكاميرات ومعدات التصوير على تخصيص وتسويق معدات خاصة للمصورين الصحافيين في العالم، كالعدسات الضخمة ذات الطول البؤري البعيد والكاميرات ذات الدقة العالية. ويمكن أن نجزم أن عملية التصوير الضوئي أصبحت أسهل بفضل التطور التقني الذي يشهده هذا الفن؛ فيستطيع المصور التقاط آلاف الصور وتخزينها على بطاقة الذاكرة وإرسالها مباشرة إلى المؤسسة الصحافية التي يعمل بها.