«الدفاع المدني» لـ«الشرق الأوسط»: تكرار الحرائق في مدينة كجدة أمر طبيعي

في حين تواصل 14 فرقة إطفاء حريق بمستودعات للمنظفات المنزلية والورق

TT

اعتبر العميد عبد الله بن حسن جداوي، مدير الدفاع المدني بجدة، أن الحرائق المتكررة التي ضربت أرجاء مدينة جدة حتى يوم أمس «طبيعية»، بالنسبة لمدينة يسكنها 4 ملايين نسمة وتحوي آلاف المستودعات تضم الكميات الكبيرة من الأجهزة والأسلاك الكهربائية، خاصة تحت أشعة الشمس التي تصل إلى منتصف الأربعينيات المئوية أحيانا.

وفي وقت تواصل فيه 14 فرقة من إدارته ومن إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة أعمالها في إطفاء حريق اندلع ليلة أول من أمس في عدد من المستودعات جنوب جدة، أكد جداوي لـ«الشرق الأوسط» أن لكل حريق من التي نشبت في الأسبوعين الماضيين أسبابه الخاصة، إلا أن جميعها تشترك في أن درجة الحرارة المرتفعة تلعب دورا في إذكائها، وبالتالي زيادة رقعتها، مضيفا لذلك غياب اشتراطات السلامة في عدد من المنشآت العامة والتجارية.

ودعا العميد جداوي العاملين في المنشآت الصناعية إلى التدرب في مراكز الدفاع المدني على استخدام وسائل السلامة، ذاكرا أن خوفهم وهروبهم من الموقع الذي يشب فيه الحريق، لعدم معرفتهم بطرق استخدام طفايات الحريق واحد من أهم أسباب نشوب النار على نطاق واسع، يصعب معه السيطرة عليها فيما بعد.

وبين مدير الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات لا تزال مستمرة للوصول إلى الخيوط الخفية وراء حريقي مباني العيسائي والورش الصناعية بمدائن الفهد.

وفي ما يخص حريق مستودعات المنظفات المنزلية جنوب جدة، ليلة أول من أمس، بين جداوي أن الحريق أسفر عن إصابتين بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة لعاملين؛ أحدهما هندي، والآخر بنغلاديشي، وأن إجراءات التحقيق بدأت لمعرفة السبب وراء الحادث.

وأضاف: «تمت السيطرة على 57 في المائة من الحريق، وستنهي فرق الدفاع المدني الـ14 أعمال الإطفاء صباح هذا اليوم (الثلاثاء)، وذلك دون استخدام الطلعات الجوية، تلافيا لتناثر الأجزاء المحترقة، الذي قد يسببه هواء المروحيات».

وذكر جداوي أن مستودع المنظفات المنزلية المشتعل تبلغ مساحته 4500 متر مربع، ويحوي عبوات مضغوطة، أدى انفجارها بشكل مستمر إلى زيادة الرقعة المحترقة لتطال مستودعين مجاورين لتدوير الورق، الذي كان بدوره سريع الاشتعال، وتبلغ مساحة أحد مستودعي الورق 6 والآخر 10 آلاف متر مربع.

ووضع العميد عبد الله جداوي حريق الأمس في المرتبة الثانية من حيث القوة والأثر، بعد حريق سنترال بارك، ويليه حريقا العيسائي وورش نجارة، بينما لم يُصنّف حريقا منزل حي الجامعة ومواقف منطقة البلد منها. ولفت إلى أن صعوبة السيطرة على الحريق في وقت قصير جاءت بسبب صعوبة إطفاء البالات الورقية، التي يصل حجم الواحدة منها إلى الطن تقريبا.

ونصح مدير الدفاع المدني بجدة أصحاب المستودعات والمنشآت بالاهتمام بتبريدها، خاصة المحتوية منها على مواد مخزنة قابلة للاشتعال، مؤكدا في ذات السياق على أن ارتفاع درجة حرارة المنشأة في وجود مصدر حراري، أيا كانت قوته، سوف تؤدي إلى عواقب وخيمة إن لم يسيطر عليها في بدايتها.

وكانت جدة في الأسبوعين الماضيين قد تعرضت لسلسلة من الحرائق التي شكك عدد من سكانها في أنها طبيعية، حتى إن 3 من تلك الحرائق وقعت في ظرف 3 أيام متتالية.

وكان الحريق الأول قد وقع بصالة الملاهي بمركز سنترال بارك التجاري، وأسفر عن حالة إغماء واحدة، بينما كان الحريق الثاني قد وقع بمبنيي العيسائي، وأدى لانهيار أحدهما، وتسبب في ثلاث إصابات؛ إحداها لأحد رجال الدفاع المدني.

وجاء الحريق الثالث في نفس اليوم الذي أطفئ فيه الثاني، وجاء على 12 ورشة للحدادة في مدائن الفهد، ولم يسجل أي إصابة، على العكس من الرابع الذي تسبب في وفاة ثلاثة اختناقا من أسرة واحدة، بينهم رجل وامرأة في الثلاثين ومسن في السبعين.

وكان الحريق الخامس قد نشب في كومة من النفايات بمساحة بلغت 50 مترا مربعا، وكانت تخص المؤسسة العامة للبريد، وذلك بالدور الأول لمواقف السيارات، ولم يسجل أي إصابات أو وفيات.

وباشر الدفاع المدني تلك الحوادث بإرسال أكثر من 41 فرقة من جدة والعاصمة المقدسة، كما شاركت في تلك العمليات عدة قطاعات أخرى، كأمانة جدة وشركة المياه الوطنية.

وكان العميد عبد الله جداوي، مدير الدفاع المدني بجدة، كشف أن جدة تسجل 51 في المائة من الحرائق التي تنشب بكل مدن ومناطق المملكة.

وتشهد جدة هذه الأيام مهرجانها السياحي «جدة غير» الذي يستمر لسبعين يوما، وينظم أكثر من 100 فعالية في عدد من المرافق من ومتنزهات وأسواق تجارية، يحضرها أكثر من مليوني زائر.

وبحسب محمد عبد الرحيم الصفح، مدير قطاع السياحة والفعاليات بالغرفة التجارية والصناعية بمحافظة جدة، فإن الحركة السياحية تتسبب في بلوغ نسبة إشغال للفنادق والشقق المفروشة بما يزيد على 80 في المائة، مما يجعل توفر وسائل السلامة ووجودها أمرا مهما بالنسبة لتلك المرافق وللزائرين.