المدينة المنورة: توقع ارتفاع مبيعات الهدايا والتذكارات بنسبة 200% عن الأعوام السابقة

17% من مصروفات الحجاج والمعتمرين تذهب لاقتنائها

مشتريات الحجاج تتجاوز 2.8 مليار ريال
TT

توقع متعاملون قي سوق الهدايا بالمدينة المنورة ارتفاع مبيعات الهدايا التي يشتريها المعتمرون والحجاج إلى نحو 200 في المائة مقارنة بالمواسم السابقة، مشيرين إلى أن مشتريات الحجاج تتجاوز 2.8 مليار ريال.

وأكد أمير سليهم، الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة، لـ«الشرق الوسط»، أن المدينة المنورة تنال نسبة كبيرة من اقتصادات مستلزمات الحج، مستفيدة من التنوع الذي تظفر به الأسواق والطلب المتزايد لأكثر من مليوني حاج يشترون احتياجاتهم وهداياهم، وينفقون ما بين 12 إلى 17 في المائة من جملة مصروفاتهم من أجل تخليد ذكرى طبعت في قلوبهم وتلهج بها ألسنتهم ثناء وشكرا لله بتوفيقهم من أداء ركن مهم من المناسك الإسلامية.

وأضاف سليهم «ثمة اقتصاديون ومتعاملون في سوق الحج يقدرون مشتريات الحجاج بما يقارب 2.8 مليار ريال، إذ يتجاوز متوسط الإنفاق للأسرة الحاجة 3.240 ريال ويشير خبراء في اقتصادات الحج إلى أن هذه الإحصائية تمثل مجمل إنفاق الحجاج في جميع مدن المملكة ذات الصلة، إلا أن سوق المدينة المنورة تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لضيوف الرحمن الذين يحرصون على شراء هداياهم من طيبة الطيبة، إضافة إلى أن متوسط مكوث الحجاج في المدينة المنورة أكبر من غيرها إذ تبلغ ما بين 5 إلى 8 أيام».

وأوضح أنه وفقا لدراسة أعدها مركز البحوث الاقتصادية في معهد الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، تبلغ نسبة الهدايا 17 في المائة من إجمالي المبلغ المخصص للإنفاق ويختلف مستوى الإنفاق بين البلدان الإسلامية وفقا للمستوى الاقتصادي للفرد، فيصل إلى 5962 ريالا لمواطني لدول الخليج مثلا، بينما لا يتجاوز لدى الإندونيسيين 1179 ريالا.

وبين سليهم أن تمور المدينة المنورة تمثل رقما بارزا في مشتريات وهدايا الحجاج، خاصة أن مدينة المصطفى درجت على إقامة مهرجان دولي للتمور بالقرب من المسجد النبوي الشريف وأنها والهجر التابعة لها والقرى والبلدات واحة تضم أكثر من ثلاثة ملايين نخلة تغطي مساحة تزيد على الـ185 ألف هكتار وتنتج في كل موسم أكثر من 117 ألف طن وأكثر من 125 صنفا من أجود أنواع التمور والرطب، أشهرها: العجوة والغبرة والصفاوى والروثانة والشبلى والربيعة والبرني والحلوة والحلية وسكرية المدينة المشهورة والمبروم واللون بأنواعه.

وتكتسب تمور المدينة بشكل عام، وعجوة المدينة على وجه الخصوص، أهمية دينية تدفع المسلمين من كافة أنحاء العالم لاقتنائها وحملها وإهدائها.

وتابع سليهم «هناك دراسة أتمتها غرفة المدينة توقعت أن تبلغ إيرادات الأسواق التجارية والمجمعات الفندقية والسكنية في مكة والمدينة نحو 18 مليار ريال في العام 2015، وذلك مع استمرار تطبيق نظام العمرة، مما يدل على تنامي القوة الشرائية في أسواق المدينة المنورة». وأشار إلى أن الغرفة اهتمت بظاهرة انتشار وتسارع بناء المراكز التجارية بغرفة المدينة، ووفقا لتصنيف حديث أعدته الغرفة ممثلة في مركز المعلومات الاقتصادية بلغ عدد «الميغامول» 6 مراكز التجارية، واعتمدت الغرفة هذا التصنيف للمراكز التي تحتضن المحلات التجارية بمختلفة أنواعها وخدماتها ويزيد عدد المعارض فيها على 100 معرض وأكثر، مشيرا إلى أنه اتضح من خلال البحث الميداني الذي أجرته الغرفة أن نسبة الزيادة بلغت 200 في المائة خلال الخمس سنوات الماضية، علما أن الدراسة البحثية قد استبعدت الأسواق المتخصصة.

ومن جانبه، أضاف أبو محمد، وهو بائع في إحدى الأسواق المركزية القريبة من الحرم المدني، أن السوق تشهد في الموسم الحالي حراكا في المبيعات بشكل مرض وتقدر بنحو 200 في المائة عن السنوات الماضية، موضحا أن الهدايا تختلف ما بين التمور والملابس، وألعاب الأطفال والساعات والأشرطة والأدوات الكهربائية والأشمغة والثياب السعودية والسبح.

واقترح أبو محمد أن تقوم شركات سعودية متخصصة بإنشاء مصانع لصناعات هدايا الحجاج والمعتمرين، بدلا من استيرادها من دول أخرى، مع العلم أن أعدد الحجاج والمعتمرين الزوار يزدادون سنويا، وهذا يعطي دافعا أكبر لإنشاء مصانع والاستفادة منها.

وبين أبو محمد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن بعض المشترين يبحث عن بلد الصنع في بعض الهدايا وخاصة الصغيرة والخفيفة، ويفاجأ بأن الهدية مستوردة من بلدان أخرى، مشيرا إلى أن بعض المشترين يكون مترددا من شرائها والبعض يسأل عن ما صنع محليا.