«جدة غير 32» يسجل حضور مليون زائر خلال أسبوعين من انطلاقه

توقعات بتجاوز عدد زواره 4.5 مليون وعوائد مادية تصل إلى 6 مليارات ريال

توقعات بأن يحقق مهرجان «جدة غير 32» رقما قياسيا من حيث عدد زواره ونسبة مبيعاته والإشغالات الفندقية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن الأمير عبد الله بن سعود، رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، عن بلوغ عدد المصطافين والزوار الذين استقبلتهم المواقع السياحية والمدن الترفيهية بجدة، ضمن أول أسبوعين من مهرجانها الصيفي، نحو مليون شخص من مختلف المحافظات والمناطق، لافتا إلى أن هؤلاء يتوافدون بشكل متزايد يوميا.

وأوضح أن بداية الإجازة الصيفية شهدت حركة سياحية وصفها بـ«النشطة» في كورنيش جدة، في حين تجاوزت نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة 90 في المائة، الأمر الذي يؤكد زيادة معدل توجه العائلات السعودية من المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية وغيرها إلى محافظة جدة.

وتوقع رئيس اللجنة السياحية بغرفة جدة ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان «جدة غير»، أن يزيد عدد زوار عروس البحر خلال فترة المهرجان على 4.5 مليون شخص، معتبرا أن هذا العدد يزيد على الأهداف التي تم رسمها في البداية بنسبة 200 في المائة.

وأضاف: «يعني ذلك أن المهرجان (جدة غير 32) يحقق رقما قياسيا من حيث مرتادوه ونسبة مبيعاته والإشغالات الفندقية، وذلك نتيجة تنوع أجندة المهرجان، وامتداده زمنيا ليشمل إجازة الصيف وأمسيات رمضان وبرامج مختلفة أيام العيد». وأشار إلى أن السياحة المحلية القادمة والمغادرة سنويا تؤكد تصدر القطاع السياحي في منطقة مكة المكرمة مقارنة ببقية مناطق السعودية، كونها تشهد إقبالا متزايدا كل عام، الأمر الذي يجعلها تسجل أعلى نسبة من الزوار خلال الصيف، موضحا أن فريق عمل المهرجانات في المنطقة ركز على التنوع في الفعاليات.

وشدد رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان «جدة غير 32» على ضرورة تنفيذ الفعاليات وفق ما خطط لها، في ظل قيام الجهات الرقابية والنظامية بإيقاف التلاعب في الأسعار بشكل يسيء إلى السياحة بجدة، وذلك وفقا لما وضعته الهيئة العامة للسياحة والآثار من لوائح وأنظمة جديدة تسهم في القضاء على عشوائية وفوضى أسعار الشقق المفروشة والفنادق.

رجال الأعمال والمختصون توقعوا أن يزيد معدل الإنفاق خلال فترة المهرجان على 6 مليارات ريال، الذي تجاوز - بحسب توقعاتهم - التقديرات الأولية بنسبة 150 في المائة، مرجعين سبب تلك الزيادة إلى طول فترة مهرجان «جدة غير 32» وتزامنه مع دخول موسمي رمضان والعيد، مما سيجعل منه المهرجان الأول في منطقة الخليج –على حد قولهم.

وتوقع مازن بترجي، نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة، أن يحقق المهرجان خلال العام الحالي نسبة نموا في عوائده تصل إلى 150 في المائة، حيث إن التوقعات المبدئية تبين وصول حجم العائد الإجمالي إلى 6 مليارات ريال، داعيا زوار العروس لأن يتحملوا بعض المشاريع الموجودة في شوارع جدة التي تعتبر في هذا الوقت (ورشة عمل) من أجل إنجاز مشاريع البنية التحتية، وأضاف: «ستعود جدة في كامل زينتها ورونقها بداية من العام المقبل، بعد استكمال الإنشاءات العملاقة التي تتم الآن».

وذكر أن القطاع الاقتصادي، بما فيه السياحي، يعد أكبر المستفيدين من مثل تلك المهرجانات، مشددا على ضرورة الاهتمام بإبراز المشاريع السياحية بشكل عام التي تحمل الطابع الترفيهي والثقافي وتهتم بالمقومات السياحية في السعودية، وجدة على وجه الخصوص.

وزاد: «باتت مدينة جدة من أكثر المدن السعودية احتضانا لمرافق ومنشآت سياحية متطورة كالفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات، إضافة إلى المطاعم والمراكز الترفيهية والمتاحف الأثرية والعملية والتاريخية ومتاحف التراث، حيث تحوي أكثر من 126 فندقا توفر 11 ألف غرفة، وما يزيد على 730 وحدة سكنية مفروشة توفر أكثر من 28 ألف وحدة سكنية لاستقبال المصطافين».

في حين اعتبر محمد حبيب الرحمن خوجة، عضو مجلس إدارة غرفة جدة، أن مهرجان «جدة غير» يمثل خلال العالم الحالي محطة جديدة للتقدم السياحي في عروس البحر الأحمر، إذ إن السياحة الداخلية لها تشهد ازديادا في كل عام، مؤكدا أن تنوع الأجندة وزيادة الفعاليات ساهم بشكل كبير في النجاح الذي حققه المهرجان خلال نصفه الأول.

من جهته، كشف سعيد عسيري، نائب رئيس اللجنة السياحية بغرفة جدة، عن ارتفاع متوسط الإنفاق اليومي للسائح داخل السعودية للعام الماضي بمعدل 59.1 في المائة مقارنة بعام 2009 ليصل إلى 268 بعد أن كان لا يتجاوز 168 ريالا.

واستطرد في القول: «بلغ متوسط الإقامة في الفنادق نحو 5.1 ليلة في 2010 مقارنة مع 6.2 ليلة عام 2009، حيث تعتمد صناعة السياحة في السعودية بشكل عام، وجدة على وجه الخصوص، على السعوديين والعرب من دول مجلس دول الخليج».

ولفت إلى أن الإحصاءات الأخيرة تدل على أن السياحة أسهمت في السعودية بنسبة 7.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي خلال 2010، ولا سيما أنها تمثل عنصرا رئيسيا في الخطط التي تستهدف تقليل الاعتماد على النفط وتوفير فرص عمل للسعوديين.

وأفاد بأن السياحة ساهمت في توفير أكثر من 490 ألف وظيفة مباشرة في 2010، التي شغل السعوديون نحو 120 ألف وظيفة منها، وذلك بحسب معلومات الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤكدا أن استمرار مهرجان جدة في نسخته لهذا العام على مدار 70 يوما يعتبر انفتاحا جديدا على آفاق أرحب للسياحة في السعودية.

محمد عبد الرحيم الصفح، مدير قطاع السياحة والفعاليات بغرفة جدة، أشار إلى أن الفعاليات الرسمية التي تجاوزت 100 فعالية رئيسية وثانوية حققت نجاحا كبيرا في الأسابيع الثلاثة الأولى لمهرجان «جدة غير23»، حيث ظهر الإشغال في أفضل حالاته في حجوزات الفنادق والشقق المفروشة، وهو ما يؤكد زيادة معدل توجه العائلات السعودية إلى العروس.

وفي السياق ذاته، أكد عامر محمد العبود، عضو لجنة السياحة في غرفة جدة، أن مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي بالسعودية يدعو للتفاؤل، في ظل الاهتمام الذي يحظى به هذا القطاع الحيوي من قبل الحكومة، مبينا أن السياحة تعد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني.

وقال: «متوقع أن يصبح هذا القطاع من أهم الموارد الاقتصادية مستقبلا، في وقت تتجاوز فيه الإيرادات السياحية 40 مليار ريال، فضلا عن بلوغ نسبة إسهامها في الناتج المحلي غير النفطي نحو 6.5 في المائة، إلى جانب أن السياحة السعودية تتسم بالنمو السريع وتوفير الكثير من فرص العمل، حيث يوفر هذا القطاع ما يقارب نصف مليون وظيفة، يشغل السعوديون منها أكثر من 130 ألف وظيفة».

وتوقع أن يوفر القطاع السياحي في السعودية ما يزيد على 90 ألف وظيفة إضافية بحلول عام 2014، مستشهدا على ذلك بالتقرير الصادر عن المجلس الدولي للسياحة والسفر بشأن التوقعات المستقبلية للسياحة والسفر لعام 2019، الذي أشار إلى احتلال المملكة المرتبة رقم 23 عالميا من حيث الناتج المحلي للاقتصاد والسياحة.