حرارة جافة تطيح بالمناطق الوسطى والشرقية واعتدال ممطر تعيشه المرتفعات خلال شهر رمضان

توقعات باستمرار تزامنه مع الصيف حتى السنوات الـ9 المقبلة

TT

مفارقات مناخية تشهدها السعودية بين مناطقها خلال فصل الصيف الذي يتزامن أيضا مع دخول موسم رمضان المبارك، ففي الوقت الذي تتمتع فيه المناطق المرتفعة بطقس معتدل وممطر، باتت تعيش مناطق وسط وشرق المملكة صيفا قاسيا وجافا، لا يختلف كثيرا عن المنطقة الغربية من حيث ارتفاع درجات الحرارة، إلا في كون الأخيرة تعاني من ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، عدا عن وصول درجات الحرارة بها إلى 52 درجة مئوية. يأتي ذلك في وقت كشف فيه حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، عن احتمالية وصول درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في عدد من مناطق السعودية خلال شهر رمضان المقبل، إلا أنه أكد في الوقت نفسه على عدم تسجيل الأرصاد في الأيام الحالية لأي درجات تجاوزت الـ48 درجة مئوية حتى الآن.

الملامح المناخية لفصل الصيف الذي بدأ منذ 21 يونيو (حزيران) ويستمر حتى 22 سبتمبر (أيلول) المقبل والموافق نهاية شهر شوال، دفعت بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى تصنيفه لجزءين، يعتبر الجزء الأول منه فترة جافة تسودها الرياح الشمالية الجافة والحارة والتي تنشط على فترات، الأمر الذي يؤدي إلى عواصف ترابية شديدة تبلغ ذروتها وسط النهار تفاعلا مع امتداد المرتفع الجوي المتمركز في شمال غربي السعودية، وهو ما ينشأ معه «فروقات» في درجات الحرارة والضغط على المناطق الشرقية والوسطى من المملكة.

في حين تتأثر المنطقة الغربية بالرياح الشرقية المسماة بـ«السموم» التي تهب بين فترة وأخرى، لتكون شديدة الحرارة وجافة ومحملة بالغبار، بينما تعتبر الفترة الثانية من فصل الصيف، والتي تبدأ من أواخر شهر يوليو (تموز) الحالي وحتى نهاية سبتمبر المقبل وتتزامن مع شهر رمضان المبارك «رطبة» على السواحل، إلا أنها لا تخلو من ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة بشكل متكرر. وفي المقابل، فإن فصل الصيف يتسم أيضا بنفحات لطيفة تجعل من مرتفعات منطقة عسير والباحة والطائف منتجعا يقصده معظم أهالي السعودية، وذلك باعتبار أن درجات الحرارة الصغرى تصل في تلك المناطق إلى 16 درجة مئوية، والتي قد تنخفض حتى 10 درجات مئوية، مع هطول أمطار غزيرة عليها بحسب توقعات الأرصاد الجوية.

فصل الصيف أعلن عند خوله في شهر يونيو الماضي بطرق كثيرة تختلف باختلاف المناطق، إذ إنه أهدى لأواسط السعودية كمية كبيرة من الأشعة الشمسية أدت لارتفاع درجات الحرارة مصحوبة بكتلة هوائية حارة وجافة لتتراوح الدرجات ما بين 44 و49 درجة مئوية. غير أنه وفي نفس الوقت كان قد صحب معه أمطارا غزيرة اختارت منطقتي جازان وعسير مهبطا لها لتشمل أيضا محافظات عدة تتمثل في بني مالك والعارضة ومركزي فيفا وآل زيدان وعددا من المراكز والقرى التابعة للمنطقة الجنوبية. من جهته، أوضح الدكتور منصور المزروعي، مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن بداية شهر رمضان تتزامن مع فصل الصيف ابتداء من العام الحالي وحتى السنوات الـ9 المقبلة، مشيرا إلى أنه يتقدم 11 يوما كل عام ليعود بعد تسعة أعوام ويتزامن مع فصل الربيع.

محمد بابيضان، المشرف بإدارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لفت إلى أن أهم ما يمتاز به شهر رمضان هذا العام هو ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة، الأمر الذي يؤدي للشعور بالحرارة بشكل أكبر.

وأضاف «يزداد هذا الشعور خصوصا في المدن الساحلية، سواء على الخليج العربي أو البحر الأحمر، إلا أن درجات الحرارة لهذا العام ما زالت حول المعدل، حيث إنه لم تسجل درجات حرارة أعلى مما سجله صيف العام الماضي».

وأفاد بأن الفترة المقبلة تعد موسما للأمطار في مرتفعات عسير وجازان والباحة، والتي ربما تكون غزيرة أحيانا مع عواصف رعدية ممطرة خلال فترة النهار وامتدادا للمساء، مبينا أن المنطقة الشمالية يتوقع لها طقس مستقر مع ارتفاع درجة الحرارة، خاصة على الأجزاء الشرقية منها. واستطرد في القول: «من المتوقع أن تشهد منطقة جنوب الرياض والمنطقة الشرقية تكون بعض السحب التي من شأنها أن تتسبب في هطول أمطار خفيفة ومتفرقة عليها، غير أن الطقس في وسط السعودية سيكون شديد الحرارة خلال ساعات النهار، بينما يستمر الغبار على فترات متباعدة بأقل حدة مما كان عليه بداية موسم الصيف». وذكر المشرف بإدارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن العام الماضي سجل درجات حرارة أعلى من العام الحالي، مستشهدا على ذلك بما سجلته مدينة جدة آنذاك خلال الفترة الحالية لدرجة حرارة 52 درجة مئوية، في حين لم تتجاوز حتى الآن الـ43 درجة مئوية للفترة نفسها من العام الحالي.