رئيس الجمعية الفلكية بجدة لـ «الشرق الأوسط»: رصد فلكيين لمركبات فضائية قادمة مجرد «شائعة»

على خلفية تزايد الشائعات والخرافات الفلكية التي تشير إلى نهاية العالم

TT

لم ينفك سكان كوكب الأرض أن يتلقوا العديد من الشائعات، والخرافات هذا العام، تتنبأ جميعها بنهاية العالم، بدءا من اصطدام كوكب مجهول بالأرض، ومن ثم انطلاق أشعة قاتلة من الشمس تقضي على الحضارة الإنسانية متزامنة مع نهاية حضارة شعب المايا، كان آخرها تلك الشائعة التي انتشرت إلكترونيا حول رصد فلكيين مركبات فضائية غامضة قادمة من كوكب آخر متجهة نحو الأرض.

وبهذا الصدد، أوضح المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، لـ«الشرق الأوسط» أنه ومع اقتراب عام 2012 ما زالت الشائعات حول نهاية العالم ودمار الأرض تنتشر وبصور مختلفة، نافيا صحة تلك المعلومات التي شاعت مؤخرا حول رصد مركبات فضائية غامضة قادمة للأرض، واصفا إياها بأنها مجرد «شائعة». إلا أن الفلكي أبو زهرة لم ينف احتمالية زيارة كائنات فضائية في المستقبل لكوكب الأرض، أو إمكانية التقاطنا إشارات منهم تشير إلى وجودهم أو العكس، وذلك عبر التقاطهم إشارات راديوية صادرة عن سكان الأرض، أو أنهم يحصلون على مركبات «فوياجر» و«بايونير» مثل التي أطلقت في منتصف القرن الماضي وغادرت نظامنا الشمسي نحو الفضاء السحيق.

وبحسب آخر الإشاعات التي لاقت قبولا واسعا بين أوساط الناس، فإن 3 مركبات فضائية مجهولة الهوية - أكبرها يبلغ عرضها 200 ميل - وإن هذه الأجسام تتحرك خلف مدار القزم «بلوتو»، وبناء على سرعتها فإنها يجب أن تصل إلى الأرض في 2012، وإنها سوف تكون مشاهدة من خلال التلسكوبات البصرية عندما تكون قريبة من مدار القمر. إلا أن المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، قال «شاع أن الأجسام التي تم الادعاء باكتشافها تقع بميل زاوي سالب 90 درجة، وأي فلكي يعلم جيدا أنه لا يمكن رؤية هذا الجزء من السماء من منطقة ألاسكا لأنها تقع في القطب السماوي الجنوبي».

وقال إن تلك الشائعة ترجع إلى مشروع «سيتي» (وهو مشروع علمي مخصص للبحث عن حياة ذكية في الفضاء الخارجي)، وإلى برنامج «هارب» وهو نظام هوائيات يوجد في ألاسكا وهو مصمم لدراسة ظاهرة الشفق القطبي.

وأضاف أن الجمعية قامت بالتواصل مع مشروع «سيتي» للحصول على المعطيات المدارية لتلك المركبات الفضائية من أجل عمل متابعة لحركتها من خلال البرامج الفلكية، ولكن المشروع نفى أن يكون قد اكتشف مركبات فضائية، وأن تلك المعلومات عارية عن الصحة، وأن المشروع لم يستخدم هوائيات «هارب» في ألاسكا من الأساس.

وبين أن تزامن وصول المخلوقات الفضائية إلى الأرض مع نهاية تقويم حضارة المايا في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2012، خرافة حيث يعتقد الكثيرون حول العالم بأن ذلك سوف يكون نهاية الحضارة الإنسانية أو حدوث تغيرات كبيرة على مستوى كوكب الأرض، ولم يستبعد أن يقوم الإنسان بتطوير مركبات فضائية تمكنه من السفر إلى عوالم جديدة.

الجدير بالذكر أن مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة كانوا قد اكتشفوا ما قد يكون أول كوكب يصلح للعيش عليه خارج المجموعة الشمسية التي ينتمي إليها كوكب الأرض العام الماضي.