جدة: اختيار 140 مدرسة لتطبيق منهج اللغة الإنجليزية على الصف الرابع

إخضاع المعلمات والمشرفات لدورات تدريبية حول المناهج المستخدمة قبل بدء السنة الدراسية

الوزارة تسعى من خلال تدريس الإنجليزية إلى تأهيل الطالب ليتمكن من وسائل التعبير الكتابي والشفوي ومعرفة الأدب والثقافة الغربية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر في إدارة تخطيط وتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم في جدة، عن اختيار 140 مدرسة ابتدائية حكومية في جميع مناطق وأحياء محافظة جدة، من قبل مكاتب التربية والتعليم، وذلك بالتعاون مع قسم اللغة الإنجليزية بإدارة الإشراف التربوي وإدارة شؤون المعلمات، لتطبيق قرار تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الرابع الابتدائي بدءا من العام الدراسي الجديد.

وأكدت لمياء الحاج، رئيس قسم المناهج بإدارة التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم، ومنسقة المشاريع الوزارية الخاصة بالمناهج الدراسية، لـ«الشرق الأوسط»، أن اختيار تلك المدارس جاء وفقا لشروط؛ أهمها أن تكون مباني المدارس حكومية لا مدارس ذات مبان مستأجرة أو أهلية، بالإضافة إلى أن تكون الصفوف مجهزة بالتقنيات التعليمية الحديثة.

وبينت الحاج أن الأفضلية للمجمعات التعليمية والمدارس ذات الهيئة الإدارية والتعليمية المستقرة، لافتة إلى استثناء المدارس الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم من هذا القرار.

وحول المناهج المستخدمة، أوضحت الحاج أنه تم اعتماد 5 كتب مختلفة لـ5 سلاسل عالمية وناشرين مختلفين، سيتم توزيعها على جميع مناطق ومحافظات السعودية وفق أعداد المدارس وأعداد الطلاب والطالبات، مبينة أن 3 من هذه المناهج سيتم تدريسها في مدينة جدة ومن هذه الكتب: كتاب «Smart Class» التابع لسلسلة «MM Publications» لـ40 مدرسة في جدة، وكتاب «English for Saudi Arabia» التابع لسلسلة «Macmillan» في 40 مدرسة أخرى، والمدارس التالية سيدرس فيها كتاب «We Can» التابع لسلسلة «McGraw Hill» بمعدل حصتين أسبوعيا، إضافة إلى الخطة الدراسية المعتمدة.

واستبعدت الحاج أن يكون لهذا القرار أثر كبير في توظيف وتعيين معلمات مستجدات، وقالت: «معلمة الصف السادس قادرة على تدرس اللغة الإنجليزية للصف الرابع الابتدائي؛ لذا فقد لا نحتاج إلى تعيينات جديدة لمعلمات مستجدات في المدارس، عدا عن أنه قد يظهر هذا الاحتياج في العام الذي يليه في حال امتداد التجربة إلى الصف الخامس الابتدائي».

وحول الشروط الواجب توفرها في معلمة اللغة الإنجليزية، أكدت الحاج ضرورة أن تكون المعلمة متخصصة في اللغة الإنجليزية، مشيرة إلى عقد دورات تدريبية للمعلمات والمشرفات التربويات حول المناهج المستخدمة قبل بدء السنة الدراسية.

وبينت أن هذا القرار لن يتم تعميمه في الفترة الحالية على جميع المدارس إلا بعد الانتهاء من الخطة على الصف الرابع والخامس وقالت: «هذا القرار الوزاري قد يكون بعد الانتهاء من تجريب الكتب على الصفين الرابع والخامس في جميع المناطق ورفع التقارير عن التجربة للوزارة».

وقالت إن الهدف الأساسي من هذا القرار هو محو أمية اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى القضاء على هيبة تعلمها لدى الطلاب والطالبات وتهيئتهم لاستكمل تعليمهم في المراحل اللاحقة (المتوسطة والثانوي)، وأضافت أن الوزارة تسعى من خلال هذا القرار إلى تأهيل الطالب للتمكن من وسائل التعبير الكتابي والشفوي، بالإضافة إلى معرفة الأدب والثقافة الغربية، بتنمية التفاهم الدولي، واكتساب المصطلحات الفنية والعلمية والمهنية.

وأشارت لمياء الحاج إلى أن الوزارة عمدت إلى تجريب عدة كتب لناشرين معتمدين عالميا بمناهج مطورة على 4 مناطق في السعودية (الرياض – جدة – القصيم - الشرقية)، وذلك منذ 4 سنوات في 4 مدارس ابتدائية حكومية بنات (ب 126، ب 128، ب 155، ب 170)، ومثلها بنين في جدة، وهذه السلسلة «English with Friends» للناشر شركة النشر التربوي العربي، وقد رفعت تقارير عن تلك التجربة التي أثبتت نجاحها على الطالبات في جميع المناطق.

وأشارت الحاج إلى النهضة القوية التي يشهدها قطاع التعليم في السنوات الأخيرة بدءا من مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية، ثم المشروع الشامل، لافتة إلى مشروع تطوير اللغة الإنجليزية للصفين السادس الابتدائي والصف الأول المتوسط ومشروع تطوير اللغة الإنجليزية بالمرحلة الثانوية، والمشاريع الأخرى التي تساند تلك المشاريع وتقدمها الوزارة خدمة للتعليم.

قرار وزارة التربية والتعليم بتدريس مادة اللغة الإنجليزية في بعض المدارس لم ينل رضا الأمهات اللاتي يرون أن اقتصار تدريس مادة اللغة الإنجليزية على بعض المدارس دون الأخرى يعتبر نوعا من التمييز المعرفي، متسائلات هل لأنها تجربة تجعل المعرفة تقتصر على أشخاص دون الآخرين؟

وتساءلت أم مها عن وضع ابنتها التي لم يشمل مدرستها قرار تعليم اللغة الإنجليزية في حال انتقلت إلى الصف الخامس مع طالبات من مدارس يشملها القرار، كيف سيتم التعامل معها وهل سيتم إعطائها نفس المنهج؟! بينما قالت أم محمد: «سأقوم بنقل ابنتي إلى مدرسة يشملها القرار حتى تستفيد ولا تجد صعوبة في فهم المنهج عند انتقالها للصف الخامس وحتى تكون لديها فرص تعليمية أخرى».

وترى أم يوسف أن تطبيق القرار على مدارس دون الأخرى يعتبر ظلما في حق الطلاب، وقالت: «سأحاول نقل ابني إلى مدرسة يشملها القرار حتى يستفيد من تعلم اللغة مبكرا».

وأضافت: «أعتقد أن تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية أخد أكثر من حقه لا سيما أنه قد تمت تجربته أكثر من مرة، وفي كل عام نسمع عن تطبيق القرار وتعميمه، ولكن للأسف لا يتم، وهذا كله يضيع على أبنائنا فرصا أخرى عند تخرجهم في الثانوي كالابتعاث الذي من أهم شروطه أن يجيد الطالب اللغة الإنجليزية».