جمعية «إبصار»: رصد نحو 7 ملايين ريال لدعم وتأهيل 15 ألف معاق بصريا

تعد المرحلة الثالثة من البرنامج.. وسبقتها مرحلتان صرف عليهما 3.6 مليون ريال

8500 فرد عدد المستفيدين من الحملة في مرحلتيها الأولى والثانية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ «الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في جمعية «إبصار» الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية عن رصد نحو 7.5 مليون ريال كميزانية للمرحلة الثالثة من حملة دعم تعليم وتأهيل 15 ألف معوق بصريا في السعودية، والتي انطلقت في شهر مايو (أيار) العام الماضي برعاية الأمير طلال بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية، حيث تستمر لمدة ثلاث سنوات.

وذكر محمد توفيق بلو، أمين عام جمعية «إبصار» الخيرية، أن هذه الميزانية المرصودة سيتم توزيعها بناء على خطة عمل بدأ العمل بها مطلع الشهر الحالي وحتى نهاية العام المقبل، حيث إنه تم رصد 1.6 مليون ريال لتوزيع 10246 وسيلة معلم برايل، في حين سيتم توزيع ما يقارب 1440 قارئ شاشة «نظام إبصار» بإجمالي تكلفة تبلغ 4.320 مليون ريال، عدا عن توزيع 2951 عصا بيضاء بتكلفة تصل إلى 442.6 ألف ريال، إضافة إلى رصد 835 ألف ريال للأنشطة والبرامج التدريبية على مستوى السعودية.

وقال في حديث لـ «الشرق الأوسط» «بلغ إجمالي تكلفة تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من الحملة نحو 3.6 مليون ريال شملت تكاليف وسائل معلم برايل بما يقارب 1.3 مليون ريال، وبرامج نظام إبصار بنحو 180 ألف ريال، إلى جانب عصي الحركة والتنقل التي بلغت تكلفتها 7.2 ألف ريال، بينما وصلت تكاليف برنامج بناء الأمل الصيفي للعام الماضي ما يقارب 42.5 ألف ريال، وأنشطة برامج التدريب في الجمعية ومعهد النور للبنات وجامعة الملك عبد العزيز بنحو مليوني ريال».

وفيما يتعلق بمصادر تلك المبالغ، أفاد أمين عام الجمعية بأن مجمل الميزانية كان عن طريق تبرعات فاعلي خير وعدد من الجهات والمؤسسات الخيرية، إضافة إلى مجموعة من المستشفيات الأهلية، حيث بلغ إجمالي تبرعاتهم ما يقارب 2.7 مليون ريال، في حين تحملت الجمعية بقية التكاليف البالغة 980.5 ألف ريال تمت تغطيتها من مواردها الأخرى.

وأضاف «بلغ إجمالي المستفيدين من الحملة في مرحلتيها الأولى والثانية نحو 8.5 ألف فرد، والذين استفادوا مما يزيد على 20 برنامجا تدريبيا ونشاطا توعويا داخل وخارج السعودية»، لافتا إلى أن ذلك أثمر عن نتائج إيجابية كثيرة.

وبين أن تلك النتائج تتمثل في تطبيق آلية نموذجية للتعاون بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بدعم تعليم وتأهيل الطلاب المعوقين بصريا والمشرفين عليهم والمرافق التعليمية الخاصة بذوي الإعاقة البصرية، وتسهيل حصول المعاقين بصريا على الوسائل التعليمية والمعدات المساندة، ونشر التقنيات بينهم وتشجيعهم على الانخراط في برامج التأهيل، وتزايد عدد الأطفال المستفيدين منها.

وأفاد بوجود أكثر من ألفي طالب وطالبة مكفوفين في مدينة جدة ومنتسبين في 13 معهدا و182 فصل نور، وما يقارب 70 طالبا و20 طالبة مكفوفين بجامعة الملك عبد العزيز، وهو ما دفع بالجمعية إلى توزيع ما يزيد على ثلاثة آلاف وسيلة برايل على إدارات ومرافق التربية والتعليم، و528 أخرى على ثلاث جامعات، و48 على مراكز التأهيل الشامل عبر وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة.

وأوضح محمد توفيق بلو أن حملة دعم وتأهيل 15 ألف معوق بصريا في السعودية أسهمت أيضا في إيجاد آلية جديدة لتعليم طريقة برايل، وتشجيع المكفوفين وأسرهم وأخصائيي التربية الخاصة على تعلمها، وتنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال المشاركين في الحملة، وزيادة الثقة في النفس بين ذوي الإعاقة البصرية في إيصال رسالتهم إلى المجتمع وتنمية حس التكافل الاجتماعي بينهم.

واستطرد في القول «تمكنا خلال الحملة من مكافحة الفقر بين أسر الطلاب المحتاجين من ذوي الإعاقة البصرية والمساعدة في استقرار حياتهم المعيشية وتحصيلهم العلمي بيسر وسهولة»، مشيرا إلى أن هذه الحملة امتدت خارج السعودية في ظل توزيع نحو 1440 وسيلة معلم برايل على 22 جمعية ومركزا وجهة تعليمية في كل من فلسطين والأردن ومصر واليمن.

وقد واجهت جمعية «إبصار» الخيرية جملة من التحديات أثناء تنفيذها للمرحلتين السابقتين من حملة دعم وتأهيل 15 ألف معوق بصريا على مستوى السعودية، والتي تضمنت عدم وجود قواعد وإحصائيات بيانية دقيقة لديموغرافية المكفوفين بالسعودية ما عدا إحصائية الطلاب المنتسبين لمعاهد وبرامج الدمج، وذلك بحسب ما ذكره أمين عام الجمعية.

وزاد «من أبرز تلك التحديات أيضا انتشار حالات الفقر بين الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ومحدودية الخدمات المتوفرة لتعليم وتأهيل ضعفاء البصر والمكفوفين، ونقص الوعي العام بأهمية دعمهم وتعليمهم والتكاليف المترتبة عليه، مما أدى إلى نقص التمويل اللازم لشراء التقنيات المساندة لهم حسب الخطة المعدة».

وأكد على صعوبة إيصال وسائل معلم برايل إلى معاهد المكفوفين في الدول العربية المحتاجة، وذلك على خلفية ارتفاع أجور الشحن ونظام الجمارك لدى بعض الدول العربية، مشيرا إلى أن الجمعية تحملت عبئا إداريا وبشريا وإعلاميا لتنفيذ تلك الحملة. وأوصى أمين عام جمعية إبصار الخيرية خلال المرحلة القادمة لتنفيذ الحملة بضرورة التنسيق مع الجهات المعنية للاستفادة من التعداد السكاني في حصر أعداد المعوقين بصريا، واعتماد برنامج مكافحة الفقر بين الطلاب المعاقين بصريا وأسرهم ضمن الحملة، وتكثيف الحملات التوعوية بين إدارات المسؤوليات الاجتماعية في القطاع الخاص ورجال الأعمال لحثهم على المشاركة بفاعلية أكثر.

ودعا إلى ضم برامج تطوير الكوادر المتخصصة في ضعف البصر والتربية الخاصة ضمن برامج الحملة، وتنفيذ برامج تدريب وتأهيل وظيفي للمعاقين بصريا من خريجي الجامعات والعاطلين عن العمل، وإيجاد آليات وسبل لتسهيل إيصال وسائل معلم برايل إلى معاهد المكفوفين في الدول العربية.