الطائف: 18 شابا يعودون إلى تاريخ الأجداد عبر البناء بالطين والحجارة

ضمن برنامج من هيئة السياحة لتمكين المجتمع المحلي من البناء بالمواد الطبيعية

TT

انتظم 18 شابا في الطائف في دورة تدريبية، دشنتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بمحافظة الطائف، متخصصة في البناء بالطين بغرض إعادة الصبغة التراثية للمواقع الأثرية.

الدورة التي احتضنها «متحف وطني» جنوب المحافظة، استقطبت المهتمين بالجانب التراثي والأثري وتستمر الدورة لمدة خمسة أيام، سيبني خلالها الشباب بيتا من الحجارة والطين يحاكي البيوت القديمة الموجودة في بعض المواقع الأثرية، وتأتي هذه الدورة استمرارا لحملة هيئة السياحة والآثار في السعودية للمحافظة على المواقع والبيوت الأثرية والتي أطلقت منذ فترة، وهي تحت شعار «لا يطيح».

وانطلقت الدورة بحضور المهندس محسن القرني المدير العام للمركز الوطني للتراث العمراني، وطارق خان المدير المكلف لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف.

وأشار المهندس محسن القرني إلى أن الدورة تأتي ضمن جهود هيئة السياحة والآثار ممثلة في رئيسها الأمير سلطان بن سلمان الذي يولي الجانب التراثي والأثري الاهتمام الكبير ببرامج ودورات وأنشطة في مختلف المناطق وبالذات التي تحتوي على مواقع أثرية وتراثية، مضيفا أن الهدف الرئيسي للدورة هو تمكين المجتمعات المحلية من إعادة الطابع القديم والمميز للمباني التراثية، وكذلك يهدف البرنامج إلى توعية الأفراد والمهتمين وتأهيل واستثمار المباني التراثية بالعودة إلى الطبيعة واستخدام المواد التقليدية في البناء، وعبر القرني عن سعادته لما شاهد من حماس لدى مجموعة الشباب في عملهم بفناء «متحف وطني» لبناء بيت قديم من الحجارة والطين حيث يعد مخرجا من مخرجات هذه الدورة.

من جانبه، أكد جورج عيسى اسكندر، مستشار إدارة وتشغيل المواقع التراثية بهيئة السياحة والآثار السعودية، وهو أحد مدربي الدورة، أن هذه الدورة موجهة للمجتمع المحلي ولطلاب المدارس والجامعات والمقاولين المهتمين بالتراث، موضحا أنها ستعقد في معظم المناطق.

وكانت الدورة قد سبق أن أقيمت في مواقع أثرية في منطقة عسير والقصيم وحائل والغاط، وذكر جورج أنها تحقق رسالة هيئة السياحة والآثار ضمن برنامج القرى والبلدات التراثية الذي جاء منذ فترة من الزمن تحت عنوان «لا يطيح»، ويشرف عليه بشكل مباشر المركز الوطني للتراث العمراني الذي دشنه رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان العام الماضي، وقال المستشار اسكندر إن مثل هذه الدورات والبرامج ستفتح مجالا للمستثمرين والمهتمين بالتراث لتحويل بعض المواقع إلى متاحف أو فنادق تراثية أو مطاعم شعبية تحاكي صورة الماضي الجميل بصبغة حديثة تحفظ الرونق التراثي وتجذب السياح وتفتح فرص العمل للشباب.

بدوره شرح المهندس صادق المشهور، مستشار هيئة السياحة والآثار السعودية للمباني التراثية والترميم، خطوات العمل في دورة البناء بالطين والحجارة، قائلا «قسمت خطوات العمل على مدى خمسة أيام، حيث كان اليوم الأول عبارة عن محاضرات نظرية لطرق البناء بالحجارة والطين وأهمية المحافظة على المواقع الأثرية، وبدأ العمل بشكل عملي في البناء في اليوم الثاني للدورة بانتظام 18 شابا من أبناء محافظة الطائف، حيث كانت البداية بعمل أساس البيت الصغير من حفر وتسوير، ثم البناء من حجارة قديمة جدا تعود إلى عشرات السنين جلبت من أحد القصور القديمة الذي تم هدمه في المحافظة».

واستكمل المهندس صادق حديثه بقوله «في اليوم الثالث يبنى الجدار باللبن والطين، ثم يرفع السقف في اليوم الرابع ويتكون السقف من جسور خشبية ويفرش فوقها أعواد خشبية وجميعها قديمة وتؤخذ من الطبيعة المحيطة، ثم توضع عليها طبقة من الطين، وفي اليوم الخامس والأخير يتم تشطيب المبنى بالطين من الخارج، وسيمنح جميع المشاركين شهادات من الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار»، ونوه بجهود مالك «متحف وطني» بالطائف علي بن خلف الشريف على توفير مواد البناء والموقع وتجاوبه ومشاركته مع الشباب المتدرب.

صانع «الليف» يبهر الزوار في قلب الصناعة النفطية بلوحة نابضة من الماضي