120 موهوبا سعوديا يتعرفون على منشآت «أرامكو» ويقترحون حلولا صناعية

صانع الليف حسين السادة يتفنن في ابتكار مصنوعات قديمة من ليف النخل («الشرق الأوسطْ)
TT

في ركن من الخيمة التراثية، التي تستقر فوق ربوة في الظهران، ضمن فعاليات «صيف أرامكو»، يقبع رجل طاعن في السن، ممسكا بمجموعة من الحبال الليف يبرمها بيديه وقدميه صانعا منها مجموعة من الليفيات القديمة، في واحدة من الذاكرة الشعبية التي حرصت «أرامكو» على عرضها أمام الزوار.

ويبلغ العم، حسين السادة، السبعين من عمره، ويبدو ظهره منحنيا لكنه يستمتع بالمهنة التي أتقنها منذ عشرات السنين، ويجلس اليوم لكي يحكيها أمام زواره.

ويمسك السادة الحبال يفتل بعضها، ويبرم الآخر، ويقول إنه كان يعمل قديما في النخيل حيث يصنع من ليف النخيل مصنوعات كانت تمثل جانبا من عصب الحياة التي يتكئ عليها. والليف هو طبقة رقيقة تلتف حول جذع النخلة وتفصل ما بين الكرب في النخل.

ويسرد السادة جانبا من الصناعات التي تعتمد على الليف، ومنها الحبال، حيث يصنع عبر تمزيق نسيج الليف بعد ترطيبه إلى خيوط صغيرة بقطر يصل إلى ثلاثة ملليمترات للحبال الدقيقة وبعد أن تتكون مجموعة من هذه الخيوط يبدأ عمل الحبال.

ويقول السادة، عند صناعة الحبال يجلس العامل مادا إحدى رجليه مستخدما أصبع الإبهام، ويكون الحبل من ثلاثة خيوط يلفها بالتناوب بما يشبه الحلزون حول بعضها مستغلا أن لا ينتهي اثنان مع بعض حتى يضيف حبلا صغيرا آخر عليهما، وذلك حتى لا تضعف قوة الحبال، وهكذا تستمر العملية إلى الطول المطلوب للحبال.

كما يصنع من الليف الخرج، وهو الأداة التي توضع فوق ظهر الدابة لنقل الرمل والسماد، ويتدلى فوق ظهرها على جانبيه وبشكل كيسين مفتوحين من الأعلى ومتصلين مع بعض.

وتصنع كذلك من الليف، المروى، وهو يشبه الخرج إلا أنه يتكون من أربعة أكياس يتدلى كل كيسين من جانب الدابة، وهو يستخدم غالبا لجلب المياه.

كما يصنع من الليف الكر، هو أداة يستخدمها الفلاح لصعود النخلة ويصنع من نسيج الليف من حبال دقيقة على شكل قطعة مستطيلة تحيط بظهر الفلاح أثناء الصعود.

كذلك أورد السادة بعض المصنوعات من الليف مثل المواسد والمساند، ويقصد بالمواسد المخدات والمساند ما يوضع خلف الظهر في المجالس العربية، وهذه تعمل من الليف الكامل بعد تصفيقه كما توضع داخل كيس من القماش لإعطائها مظهرا جميلا.

وقال إنه كان يصنع من الليف غطاء للرأس للحماية من الشمس وأحذية لتصد حرارة الرمضاء, ولما كان الليف متوفرا على نطاق واسع ويدخل في عدد من الصناعات المهمة فقد كان الاشتغال به أيضا كثيرا.

وتسعى شركة «أرامكو» السعودية لتعريف عشرات الموهوبين السعوديين على صناعة النفط في السعودية عبر تنظيم زيارات لهم خلال الصيف الجاري لمنشآت الشركة ومعاملها.

ويحتضن برنامج «موهبة الصيفي» بـ«أرامكو» السعودية 120 طالبا موهوبا من مختلف مناطق المملكة، يتم تأهيلهم ضمن أربعة مسارات علمية هي: العلوم، والرياضيات، والهندسة، وبناء المدن المستقبلية. بالإضافة لعدد من البرامج الإثرائية والدورات التدريبية واللقاءات التعريفية والزيارات الاستكشافية.

وقد تم تنظيم زيارة للطلاب الموهوبين لمعامل الزيت في محافظة بقيق شرق المملكة, وذكر رئيس البرنامج، المهندس ربيعان الشهراني، بأنه تم تقديم عرض تعريفي بمعامل بقيق وكيفية استخراج الزيت الخام بالإضافة إلى المراحل التي يمر بها الزيت الخام حتى ينتج بعدة صور مختلفة.

كما أوضح عبد العزيز العوهلي، النائب العلمي للبرنامج، أنه تم خلال الزيارة أخذ جولة ميدانية في المعمل بقيادة طاقم من المهندسين لمشاهدة طبيعة المعمل من أنابيب وخزانات وتمديدات، صاحبها أسئلة هادفة وتدوين ملاحظات من طلاب البرنامج.

وأكد النائب العلمي الدكتور علي الأنصاري أهمية هذه الزيارة للطلاب حيث تم عقد ورشة عمل بعنوان «تحديات الإنتاج والحلول الهندسية»، كانت من أهم هذه التحديات مشكلة التآكل في أنابيب الغاز، التي تفاعل معها طلاب البرنامج حيث أخرجوا عددا من الحلول لهذه التحديات التي أبهرت مهندسي معمل بقيق.

الجدير بالذكر أن برنامج «موهبة الصيفي» بـ«أرامكو» السعودية هو أحد البرامج التي تشرف عليها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، برعاية وتنفيذ شركة «أرامكو» السعودية.