صيف سعودي «حار».. يستثني الجنوب «الماطر»

الأرصاد تؤكد أن درجة حرارة المدينتين المقدستين ستكون أدنى من المتوقع في رمضان

بينما تعيش معظم المناطق السعودية صيفا حارا.. تسجل مناطق جنوب البلاد هطول الثلوج والمطر كما توضح الصورة التي التقطت مؤخرا في جبال عسير («الشرق الأوسط»)
TT

«درجة الحرارة الصغرى في كل مناطق المملكة العربية السعودية، هي الكبرى في جنوبها»، لا غرابة في ذلك فالمناخ في السعودية كالسطح والطقس كالتضاريس في بلد مساحته مليونان وربع المليون كيلومتر مربع، وعلى أربعة أخماس شبه الجزيرة العربية.

هذا التنوع الطفيف بين الكل من جهة، والجنوب من جهة أخرى، لا يلغي غلبة «آب اللهاب» والجو القاري الشديد الحرارة صيفا، وذلك خلال رمضان الذي يطل هلاله ليلة غد أو بعد غد، ويوافق الأول من أغسطس (آب) المقبل.

مرتفعات الجنوب ورؤوس السروات العالية، تنفرد (وما أنعم انفرادها هذه المرة) وتستأثر بأجمل ذلك الطقس، فالنسيم والأجواء الباردة والمطر ستستمر طوال الشهر الفضيل، الذي يفترض أن يمسك الناس خلال نهاره عن الأكل وعن الشرب حتى تغرب الشمس، وستدنو درجة الحرارة في تلكم المرتفعات من مدى قد يصل إلى الـ17 المئوية، مع العواصف الرعدية والأمطار الرعدية والجو الغائم جزئيا في أسوأ الأحوال، حسب تقارير للأرصاد وحماية البيئة.

وليس بعيدا عن ذلك الوصف، أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بدورها سوقت لتلك المرتفعات واصفة إياها بـ«المنتجعات المناسبة»، حتى إن البعض يتوقع في هذا السياق أن يقوم الكثير من السعوديين والخليجيين الراغبين في زيارة الحرمين الشريفين وأداء عمرة رمضان بأداء صيامهم بين الطائف ومكة أو الباحة ومكة أو أبها ومكة، والمدينة، إذ إن النزول من جبال تلك المدن ذات النسيم العالي والعاصمة المقدسة إما دقائق أو ساعات بالسيارة.

ولا عجب في ذلك، فغيرة سكان 11 منطقة إدارية في السعودية تشتعل تجاه نزلاء جبال أبها والباحة والطائف الذين ينعمون بالأمطار في الليل والنهار في حين هم يشاهدون الماء خلال نهارهم سرابا فقط في الطرقات، أو في الكؤوس والقناني ويمنعون منها حتى نداء صلاة المغرب.

أما هؤلاء الساكنون في المناطق الأخرى سواء في صحارى الشرق والشمال أو هضبة الوسط أو السهول الساحلية في الغرب، فسيعيشون صيفا حارا هذا العام، وعلى حرارته لن يصل إلى الدرجة التي تداولتها المجالس والمواقع الإلكترونية - التي بدت متشائمة - وأكدت أن درجات الحرارة ستفوق الخمسين مئوية في شهر الصوم.

درجات الحرارة في المدينتين المقدستين والرياض والدمام وعرعر ستكون الأعلى، وستبلغ في أكثر الأوقات سخونة الـ45 درجة مئوية، بينما ستكون درجات الحرارة في منخفضات جنوب الجنوب وجدة وينبع أقل من ذلك بنحو خمس درجات مئوية. وحول درجات الحرارة في تلك المدن، وردا على ما جاء من المتشائمين بدرجة الحرارة هذا العام، أكد حسين القحطاني، المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط»، أن درجات الحرارة التي تلامس الخمسينات تلك تحصل سنويا في فصل الصيف، لكنها تكون في المناطق الصحراوية شرق البلاد.

وبين القحطاني أن معدلات درجة الحرارة في المدينتين المقدستين وجدة قد ترتفع إلى ما بين 38 و48 مئوية فقط إذا ضربت المنطقة موجة حارة ما، مؤكدا أن التوقعات المناخية التي خرجت لا تشير إلى ما فوق الدرجة 45.

ولأول مرة منذ عقود، يوافق شهر رمضان المبارك، وهو الشهر الهجري التاسع، شهر أغسطس (آب)، وهو الشهر الثامن في السنة الميلادية، ويعتبر أكثر الشهور حرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، كما تعتبر فترة النهار فيه أطول فترة نهار في السعودية، كما وضح القحطاني.

وفيما يتعلق بالمعدلات المناخية، التي صدر بها تقرير للأرصاد، فإن في مكة درجة الحرارة العظمى 42.8 درجة مئوية، ومعدل درجة الحرارة الصغرى 29.5 مئوية، ومعدل الرطوبة النسبية 39 في المائة، ومعدل الأمطار 5.2 ملليمتر، اتجاه الرياح السائدة شمالية ومعدل سرعتها 6 كلم في الساعة. وفي المدينة المنورة، توقع الملخص المناخي أن يكون الطقس خلال رمضان حارا نهارا، ومعتدلا ليلا، مع فرصة ظهور تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة نتج عنها بعض الأمطار الخفيفة والمتفرقة، وكانت غزيرة خلال بعض السنوات، بينما أشارت الملخصات المناخية للمدينة المنورة إلى حصول انخفاض تدريجي في درجات الحرارة كانت أواخر الشهر.

وناقشت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة مع أمانة العاصمة المقدسة «برامج المراقبة البيئية لرصد ومراقبة جودة الهواء في أماكن المشاعر المقدسة والحرم المكي». وقدمت أمانة العاصمة المقدسة عرضا مرئيا عن دراسة إنشاء شبكة رصد نوعية الهواء بمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تضمنت أهداف المشروع، وإجراء دراسة استشارية متكاملة عن أهمية الشبكة ومتطلباتها، وتحديد وتعريف مصادر التلوث المختلفة المؤثرة على خصائص أو دلالات معينة بالهواء، والتنبيه والإنذار لوجود حالة من التلوث الهوائي وقياسها كما ونوعا قبل وصولها للحد الحرج، وتحديد بدء مسار التلوث واتجاهه, وهذا يعنى تفهما تاما لديناميكية التلوث بالموقع تحت الدراسة.