خطيب جامع في السعودية يحذر من «عصابات» تسعى للاستيلاء على «التبرعات»

قال: إنه يظهر عليهم طابع «الالتزام الديني».. وأورد قصة تاجر أعطى أحدهم 700 ألف ريال فاشترى بها عمارة

TT

فجر إمام وخطيب أحد أشهر الجوامع في العاصمة السعودية الرياض، أمس، مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن حذر في سياق خطبة الجمعة من وجود عصابات تسعى للاستيلاء على التبرعات، ويظهر عليهم طابع الالتزام الديني.

وتأتي هذه التحذيرات، في وقت سعت فيه السعودية منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الشهيرة التي ضربت برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة إلى مكافحة التبرعات العشوائية، أو تلك التي تستخدم فيها الصناديق لجمعها.

لكن ما يحدث اليوم، وطبقا للشيخ فهد الغفيص إمام وخطيب جامع الملك عبد العزيز القريب من القاعدة الجوية العسكرية وسط الرياض، فيبين أن هناك أفرادا ممن يظهر عليهم «سمات الصالحين» يحاولون جمع التبرعات من التجار والخطباء بطرق شتى، بزعم أنهم سيوصلونها إلى مستحقيها من الفقراء.

وأورد الشيخ الغفيص، وهو أحد الخطباء المعتمدين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، في خطبة الجمعة أمس قصة تاجر قام بالوقوف عليها شخصيا، حيث قام رجل الأعمال بإعطاء أحد الأشخاص «المشهورين» بعمل الخير مبلغ 700 ألف ريال لتوزيعها على المحتاجين، ليفاجأ بعدها بأن ذلك الرجل قام بشراء عمارة سكنية بالمبلغ، بل وأنكر أن التاجر قد قام بتسليمه إياه.

وحذر إمام وخطيب جامع الملك عبد العزيز، وهو أحد الجوامع التي بنيت في عهد الملك المؤسس، من مغبة الوثوق بأي أفراد، حتى وإن كانوا من «الملتزمين دينيا»، لوجود الكثير من الشواهد التي تثبت أن من هؤلاء من يحاول الاستيلاء على التبرعات، وعدم الوفاء به لمستحقيها.

وأشار الشيخ فهد الغفيص إلى سلوكيات بعض الأفراد الذين يسعون للاستيلاء على التبرعات، حيث يقومون بقصد مساجد محددة، ويصلون فيها في الصفوف الأمامية، لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وبعدها يبدأون بفتح أحاديث مع أئمة تلك المساجد، ويزعمون أن هناك أفرادا محتاجين، وهم يسعون لمساعدتهم، وصولا إلى تمكينهم من الأموال التي يتسنى للإمام جمعها من سكان الحي، بنية المساهمة في عمل الخير.

ونبه الشيخ الغفيص كلا من التجار والأئمة والخطباء ألا يقعوا ضحية لتوجهات مثل هؤلاء، الذين يسعون للاستيلاء على التبرعات، مستغلين «سمات الصالحين».

وجاء طرح هذه التحذيرات من إمام وخطيب جامع الملك عبد العزيز بعد أن أعرب عن استغرابه من وجود فقراء في الرياض وغيرها من المدن، رغم أن غالبية التجار ورجال الأعمال يؤدون الزكاة المفروضة عليهم، حيث توصل إلى نتيجة مفادها وجود خلل في عملية إيصال التبرعات إلى مستحقيها، داعيا جميع الراغبين في فعل الخير إلى إيصال التبرعات والأموال إلى مستحقيها دون الاعتماد على أشخاص بعينهم، ما لم يكن هناك جهات مرخصة بجمع التبرعات. وكانت السعودية قد وضعت تنظيمات صارمة، تحد من تسرب أموال التبرعات إلى الجهات المشبوهة، أو استغلالها في غير الأغراض المخصصة لها، وهو ما دفع بالبعض للتفكير في بعض الطرق والحيل للوصول إلى أموال التبرعات، والاستيلاء عليها.