السعودية: «برامج المراسلات الفورية» تقصي «الرسائل النصية» من تهاني رمضان

التطور التقني يستمر بتأثيره في العلاقات الإنسانية.. و«واتس أب» و«فايبر» و«بي بي ماسنجر» الفضاء الأرحب للتبريكات

رسائل الجوال القصيرة فقدت بريقها وأضاعت طريقها في تبريكات رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

دخلت برامج المراسلات الفورية الحديثة من خلال الوسائط الإلكترونية المتنقلة على الخط في صنع طرق جديدة ومبتكرة للتهنئة والتبريكات بقدوم شهر رمضان المبارك، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في الطرق التقليدية للتهنئة في السعودية، والتي كانت تقتصر على المكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة في تبادل التهاني، حيث تكاد تختفي في ظل ظهور برامج المراسلات المختلفة في أجهزة «الآيفون»، و«البلاك بيري» وغيرها من أجهزة الاتصالات الذكية.

وفي تطور ملحوظ للاستفادة من كل ما هو جديد، ما زال عالم الاتصالات وتقنية المعلومات يرسم حدودا جديدة وأبعادا مختلفة بين العلاقات الإنسانية داخل المجتمعات، فمع كل ابتكار جديد تبرز انعكاسات من شأنها التغيير في طبيعة العلاقات البشرية وطرق تواصلهم التي أصبحت أكثر سهولة مما قبل.

وبالتوازي مع ما تقدمه الأجهزة الذكية المتنقلة، يرى البعض أن مواقع التواصل الاجتماعية على شبكة الإنترنت مثل «فيس بوك» و«تويتر»، تقدم طرقا مبتكرة ومختلفة للتهنئة بالشهر الكريم سواء من خلال الكتابة على حائط الصفحة، أو تصميم رسائل تهنئة بطرق مبتكرة وإرسالها للكثير من المستخدمين. وكعادة السعوديين، ما أن يهل هلال شهر رمضان المبارك، حتى يستقبل الجميع التهاني سواء بالزيارات التي قلت كثيرا أو بالمكالمات الهاتفية ومن خلال الرسائل النصية القصيرة SMS، التي أخذت في الانخفاض بدءا من العام الماضي وهذا العام خصوصا، ليحل بدل ذلك برامج التواصل الحديثة والمبتكرة، التي ينظر لها الكثيرون بالبديل الأفضل لمن تباعدت ديارهم وشغلتهم أعمالهم عن التواصل المستمر.

ورغم ذلك فإن البعض في السعودية ما زال يفضل صلة الرحم بالزيارات التقليدية العائلية للأقارب للتهنئة، بعد أداء صلاة التراويح في ليلة رمضان، لا سيما إذا كانت التهنئة لكبار في السن من الأجداد والعمومة، وتكون غالبا زيارات مختزلة بفنجان من القهوة العربية وأجود أنواع التمر مما يوجد لدى أهل البيت.

أمام ذلك يعي الجيل التقني الجديد أهمية تطويع التكنولوجيا لخدمة أوجه الخير في شهر رمضان المبارك برفع مستوى التواصل الاجتماعي، بتحقيق صلة الرحم في التواصل الأسري والمشاركة الاجتماعية، في حين لا يقف الأمر على ذلك فقط بل التعدي إلى التطوع في إعداد برامج تفطير الصائم والتبرعات العينية للمحتاجين.

وتعد «واتس أب» و«فايبر» من أشهر برامج التواصل التي تربط مستخدمي الأجهزة الذكية من آيفون، وأندرويد، وبلاك بيري ببعضهم، من خلال إرسال رسائل نصية مجانية إلى أرقام المسجلين في دفتر العناوين بواسطة الاتصال بشبكة الإنترنت من الجوال أو الواي فاي، فهي الأوسع نطاقا في الاستخدام للرسائل المهنئة بشهر رمضان المبارك.

ففي هذه الأيام مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة استخدامها من الأجهزة الذكية، أغنت الكثير من الشباب من الجنسين عن التهاني المرسلة بالرسائل القصيرة واستبدلت بالوسم أو الإشارة في حائط الـ«فيس بوك»، بالتنبيهات في تايم لاين الـ«تويتر»، البرودكاست في ماسنجر البلاك بيري وواتس أب بسهولة ومن دون دفع تكاليف إضافية من مزود الخدمة للرسائل القصيرة.

كما اعتمدت بعض العائلات السعودية أخيرا على التهنئة بالمجموعات البريدية التي ترسل رسائل نصية بقاعدة بيانات تحمل جميع أرقام الأقارب وترسل إليهم الرسائل والأخبار بشكل دوري من خلال مواقع إنترنت تحمي الخصوصية بتشفير المعلومات وحفظها.

وهنا ترى إحدى الفتيات أن التكنولوجيا فتحت آفاقا شاسعة للتواصل رغم أن التواصل الكتابي جعل فئة من الناس تنفر منه وتفضل التواصل بالمكالمات الهاتفية والتي تجعل الشهر الفضيل من أفضل المناسبات لسماع أصوات محبيهم، والسؤال عنهم بشكل مباشر.

وأضافت أن تفعيل خدمة البلاك بيري أغناها تماما عن المكالمات والرسائل مع الأقارب والصديقات.

أما صالح، وهو شاب سعودي، يجد صعوبة كبيرة في إرسال رسائل التهنئة لسبعمائة شخص مسجلين لديه في قائمة العناوين، ما جعله يستعيض عنها بتهنئة الأقارب والأصحاب عند مقابلتهم أو بالتهنئة على حائط الـ«فيس بوك».