الشراء بالجملة يسقط 15% من أسعار المواد الغذائية في رمضان

عائلات ذوي الدخل المحدود يتحدون في مواجهة الغلاء

TT

اتحد عدد من العائلات السعودية، خصوصا من ذوي الدخول المحدودة، لمواجهة غلاء المستلزمات الغذائية لشهر رمضان المبارك، حيث لجأوا إلى طريقة جديدة لتخفيف وطأة المصروفات التي يفرضها الشهر الكريم.

وتتلخص هذه الطريقة في اتحاد بعض العائلات في شراء المستلزمات الرمضانية بالجملة أو الكرتونة ومن ثم تقسيمها في ما بينهم بعد عملية الشراء، إذ أثبتت هذه الطريقة، وبحسب تأكيداتهم، توفير ما يزيد على 15 في المائة من إجمالي المشتريات إذا ما قورنت بالبيع المفرد.

وهنا يؤكد عبد العزيز العثيمين الذي يعمل في القطاع الأمني أن الشراء بالجملة أفضل طريقة يمكن من خلالها توفير أكبر مبلغ ممكن في ظل الضغوط المالية التي يفرضها سنويا شهر رمضان المبارك، موضحا أنه ومنذ 3 سنوات يعمد بالتعاون مع عدد من إخوانه إلى كتابة المستلزمات الرمضانية قبل دخول الشهر ومن ثم القيام بشرائها بالجملة.

ويشير العثيمين إلى أن إجمالي ما يتم توفيره من خلال الشراء بالجملة يزيد على 15 في المائة عن الشراء الفردي، واستشهد في حديثه بعدد من الأصناف الرمضانية مثل الشعيرية التي يبلغ سعر كرتونتها 196 ريالا (52.2 دولار) وتحتوي على 24 كيسا، سعر الواحدة منها 9 ريالات للمفرد (2.4 دولار)، ولكن الشراء بالجملة يقلص سعرها ليصل إلى 8 ريالات (2.1 دولار)، مستطردا بأن البعض قد يرى أن توفير ريال واحد لا يستحق هذا العناء، إلا أنه عند الانتهاء من شراء المستلزمات يجد المستهلك أن ما تم توفيره يتجاوز المائة ريال بعد شرائه أصنافا متعددة.

من جانبه، بيّن حمد الدوسري الذي يعمل في القطاع المصرفي أن الشراء بالجملة لا يخدم الناحية الاقتصادية للأسر فقط، ولكنه يتجاوز ذلك ليخدم في المجال الأول التعاون بين الأصدقاء والإخوة أو الجيران، فتجد أن روح رمضان تكمن في الالتحام بين الناس، وهذا ما يميز الشهر الكريم عن غيره من الشهور وهو إحياء روح الجماعة واسترجاع أيام رمضان في السنين الماضية حيث كان التعاون في ما بينهم على أوسع أفق.

وتابع الدوسري بأن الشراء بالجملة يخدم أيضا تحديد المتطلبات الضرورية دون التوسع في الأشياء الثانوية، خصوصا أن الجميع يكون قد اتفق على شراء حاجات معينة ولا مجال للاجتهاد أو الشراء المفاجئ مما يوفر أيضا مبالغ مالية إضافية نتيجة تحديد الطلب.

وفي نفس الموضوع، كشف عامر سر التاج، وهو مدير أحد التموينات، عن أن البيع بالجملة ليس الخيار المفضل لديهم، لما ينعكس عليهم بانخفاض في الأرباح مقارنة بالبيع المفرد، لأن من يجني فارق الربح من اشترى بالجملة، موضحا ذلك بكرتونة المعكرونة التي يبلغ سعر شرائهم لها 62 ريالا (16.5 دولار) ويستخرجون منها ربحا إذا بيعت بالجملة لا يتجاوز الـ70 ريالا (18.6 دولار)، ولكن إذا تم تقسيمها وبيعها بالتجزئة فإن الأرباح من ورائها لا تقل عن 85 ريالا (22.6 دولار)، ومثلها الكثير من السلع التي تقل أسعارها إذا تم شراؤها بالجملة.