حملة نسائية تكسر قاعدة «احتياج اليتيم».. إلى «دعمه للمحتاجين»

ضمت 60 فتاة من الدور الاجتماعية.. لإعانة الأسر الفقيرة وتفطير الصائمين في رمضان

جانب من الفعاليات الصيفية في الشرقية
TT

في حين اعتاد الجميع أن اليتيم هو من يحتاج تقديم يد العون، بادرت 60 فتاة يتيمة من المنطقة الشرقية بكسر هذه الصورة النمطية، ليكن هن من القائمات بمساعدة المحتاجين، في حملة نسائية أطلقها نادي «سماي» التدريبي للفتيات، ويشرف عليها مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية، وتشمل الجهات المنفذة للحملة كلا من: فتيات دار التربية الاجتماعية بالأحساء، وفتيات دار الحضانة الاجتماعية بالدمام، وشباب من مركز الأمير سلطان للتربية الاجتماعية.

إذ توضح منظمة الحملة ومديرة نادي «سماي» آمال الفايز لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف منها هو «تعزيز دور اليتيم في المجتمع، وتحويله إلى عضو فاعل قادر على تقديم المساعدة بدلا من تلقيها فقط؛ كما هو معتاد»، مضيفة بقولها «(سماي) هو ناد للفتيات استهدف بأنشطته التدريبية والتأهيلية فتيات الدور الاجتماعية بالمنطقة الشرقية ضمن استراتيجية واضحة الأهداف؛ طويلة المدى، وبأساليب تربوية ذات تأصيل علمي، ومن خلال كوادر تدريبية مؤهلة لتطوير ذوات الفتيات وتأهيلهن عمليا ووظيفيا لتعزيز دورهن الإيجابي في المجتمع». وتتابع «تم التخطيط لهذه الحملة استكمالا لبرامج وأنشطة النادي التي تهدف إلى غرس وتعزيز مفاهيم وقيم المسؤولية الاجتماعية والعطاء لدى المشاركات والمشاركين، وبطلب وإلحاح من متدربات النادي لمثل هذه الأنشطة، حيث يحملن شعورا متميزا من حب أعمال الخير والعطاء للآخرين، كما تمت الاستعانة بنادي الفرسان التطوعي لاستقطاب إخوان الفتيات من الشباب المقيمين بمركز الأمير سلطان الاجتماعي ليساهموا في توزيع وجبات الإفطار؛ لتعزيز وتحقيق مفهوم توزيع وتكامل الأدوار الحياتية بين المرأة والرجل. هذا ويطمح النادي إلى أن يكون له دوره في قلب الصورة المتمثلة في أن يقدم المجتمع الدعم والمساعدة للأيتام، إلى صورة أجمل حيث يقدم اليتيم ما يخدم مجتمعه ودينه».

وقد امتدت الحملة لـ4 أيام متواصلة، حيث أنهت فعالياتها مساء أمس الثلاثاء، بعد أن تضمنت إعداد سلال غذائية متنوعة وتوزيعها على 40 أسرة من الأسر المحتاجة وفق ما يعرف بـ«أرزاق رمضان»، أما أول يومين من الشهر المبارك فقد اشتمل نشاط الحملة فيها على إعداد 2000 وجبة خفيفة لتفطير الصائمين، وتوزيعها على المضطرين ممن يوجودون خارج منازلهم في وقت أذان المغرب؛ مثل المسافرين في صالات الانتظار والمرضى ومرافقيهم في أقسام الإسعاف بالمستشفيات الكبرى.

يضاف لذلك، استغلال تجمع فرق العمل وتقديم المحاضرات والجلسات النافعة للمشاركين والمشاركات في الحملة، وعن مصادر التمويل، توضح الفايز أنه «قام بعض المتبرعين وفاعلي الخير بتمويل الحملة، بينما قامت إحدى السيدات الفاضلات بالتبرع باستراحتها الخاصة لتكون مصنع تعبئة للوجبات والسلال الغذائية».

وأوضحت مديرة الحملة تفاصيل الخطة الزمنية بالقول «في اليومين الأول والثاني، قامت فرق المشاركات من فتيات دار التربية ودار الحضانة بتعبئة السلال الغذائية وتوزيعها على الأسر المحتاجة، وفي اليومين الثالث والرابع تقوم فرق المشاركات بتعبئة علب إفطار صائم، ثم يقوم المشاركون من أبناء مركز الأمير سلطان بتوزيعها في وقت أذان المغرب على الصائمين».

جدير بالذكر أن نادي «سماي» للفتيات انطلق عام 2009 بعد أن تبناه قسم الدراسات والبحوث بمكتب الإشراف النسائي بالمنطقة الشرقية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، ويعد النادي الأول من نوعه في السعودية، حيث تستهدف أنشطته وبرامجه جميع الفتيات من الفئة العمرية التي بين 14 إلى 24 عاما، في حين أن غالبية متدربات الدفعة الأولى كن من فتيات دار التربية الاجتماعية بالأحساء، وفتيات دار الحضانة الاجتماعية بالدمام. بواقع: 27 متدربة من دار التربية بالأحساء، و23 متدربة من دار الحضانة بالدمام، إلى جانب 12 متدربة من خارج دور الوزارة (عموم المجتمع). وتتضمن الأهداف العامة للنادي: «الارتقاء بوعي الفتاة بضرورة التغيير الإيجابي، وإكسابها دافعية ذاتية عالية في تحقيق ذاتها، ومساعدتها في النهوض بتقديرها لذاتها وإدراكها أبعاد قدراتها وجوانب القوة لديها، ومعاونة الفتاة في وضع أهدافها وإكسابها مهارات التخطيط لها والعمل على تحقيقها، وتعويد الفتاة تحمل مسؤولياتها الشخصية والاستقلالية والتكيف مع الصعوبات والعقبات، وتعزيز الجانب الروحي لديها وتعزيز الهوية الثقافية والدينية وترسيخها، وإكسابها خبرات ومدارك جديدة وتنمية هواياتها من خلال الأنشطة المهارية المتنوعة».