«أغسطس ورمضان» يقودان أسر حائل لابتكار طرق جديدة لترشيد الكهرباء

مع درجات حرارة زادت على 45 درجة

TT

يبدو أن الحاجة فعلا أم الاختراع، هذا هو الحال لدى أهالي حائل، شمال السعودية، الذين ابتكر الكثير منهم، أو لجأوا إلى أن تجتمع الأسرة بالكامل في مكان واحد، ليعمل مكيف واحد فقط بدلا من أن يستخدم كل شخص من العائلة مكيفا خاصا به، تلافيا لزيادة الحمل على الكهرباء، خشية انقطاع التيار جراء زيادة الحمل والطلب على الطاقة.

فمع استمرار الانقطاعات المتكررة، التي تزامنت مع دخول شهر رمضان الكريم، الذي يصادف هذا العام دخول شهر أغسطس (آب)، ومعه ارتفعت درجة الحرارة لمعدلات مرتفعة تتجاوز 45 درجة مئوية، عمدت بعض العائلات في منطقة حائل (شمال السعودية) لترشيد استهلاك الكهرباء، تخوفا من انقطاع الكهرباء، في ضل الأجواء اللاهبة، التي تزداد معها مشقة الصوم.

وعاشت أمس أجزاء من أحياء منطقة حائل فترات انقطاع خلال الظهيرة، تسببت بأضرار مادية ونفسية خلال هذا الشهر الكريم.

وشمل الانقطاع في ذات الوقت عددا من القرى التابعة لمنطقة حائل، وهو ما يراه البعض ترشيدا للكهرباء بطريقة إجبارية، أو بطريقة غير مباشرة. وهنا يؤكد نايف محمد الدهام، رب أسرة في حائل، إن الإحساس بقيمة الكهرباء مع درجات الحرارة المرتفعة أثناء الصوم، قادنا للترشيد أكثر في الكهرباء، للتخفيف من الضغط الكبير على الكهرباء حتى لا نزيد الأحمال ونكرر ما حدث قبل سنوات.

ويضيف نايف الدهام أن الترشيد كان حديث المجالس والاستراحات قبل رمضان من قبل أرباب العائلات، وكانت هناك حلول عدة تم طرحها، منها عدم تفرق أفراد الأسرة في غرف، وبالتالي تعمل عدة أجهزة تكييف، لذا يمكن أن يُقتصر على تشغيل جهازي تكييف فقط، تنقسم معهما العائلة، وكذا الحال مع الإنارة والأجهزة التي لا حاجة ماسة لها، وهنا يتحقق الترشيد ربما بشكل إجباري تستفيد منه الأسر بشكل مباشر.

وهنا يؤكد صالح سليمان الرمالي أن هاجس انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجة الحرارة، وخاصة خلال شهر رمضان، حتم التفكير في الترشيد، والسعي وراء عدم زيادة الأحمال، وقال: «إن بعض الأطفال باتوا يشاركون في الترشيد، عبر نزعهم أي أسلاك كهربائية لا حاجة لها، كتلك الخاصة بالهواتف الجوالة، والإنارة الخارجية، ومحولات التلفزيونات التي لا داعي لعملها».

وعاشت حائل أمس، ذات الحالة التي عاشتها المنطقة الشرقية من المملكة، بعد أن طرأ، وطبقا لإعلان الشركة السعودية للكهرباء، خلل فني في محطتين في الدمام والمبرز في الأحساء، وقفا خلف واحد من أكبر انقطاعات الكهرباء في ظل صيف لاهب، الذي تضرر منه نحو 5 آلاف منزل.

ومنذ بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، الذي شهد ارتفاعا عاليا في درجات الحرارة، شهدت الكهرباء انقطاعا في الكثير من الأحياء السكنية وبعض المنشآت الصناعية، لكن واحدا من هذه الانقطاعات نهاية الأسبوع الماضي، أطفأ خدمة الكهرباء عن 4935 مشتركا في أجزاء من مدن الدمام والمبرز والقطيف، وقالت الشركة السعودية للكهرباء إنه يعود إلى عطل في الكابل المزدوج في محطة المبرز، وخروج محول في محطة النابية في الدمام.

ولم يختلف الحال في جدة، الخميس الماضي، عن الحال في الشرقية، حيث استفاق أكثر من 23 ألف مشترك على انقطاع في التيار الكهربائي عن منازلهم، عزته الشركة السعودية للكهرباء لانقطاع في إحدى محطات التحويل، والناجم عن زيادة في الأحمال، التي قُدّرت بنحو 10 في المائة عن المعدل الطبيعي، وقاد ذاك الانقطاع إلى أن تعيش عدد من أحياء جدة خارج الخدمة لساعات، جراء توقف التيار الكهربائي عنها.