الطائف: انطلاق مهرجان «سوق عكاظ» في 20 سبتمبر المقبل

مسرحية السوق ستتناول هذا العام شخصية الشاعر زهير بن أبي سلمى

رفع عدد جوائز المهرجان إلى 8
TT

أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة العشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل موعدا لافتتاح فعاليات سوق عكاظ الخامس، برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بموقع «السوق» في منطقة العرفاء بمحافظة الطائف، الذي سيستمر لمدة أسبوعين بمشاركة عدد كبير من الأدباء والمثقفين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها إضافة إلى عدد كبير من الحرفيين المشتغلين في الصناعات التراثية القديمة.

وأكد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ أن رعاية خادم الحرمين الشريفين تأتي امتدادا لرعايته الكريمة لكثير من المهرجانات الوطنية والمحافل العلمية والفكرية والأدبية والتراثية انطلاقا من إيمانه العميق بأهمية بناء الإنسان المؤمن القوي القادر على الرقي بوطنه بين الدول وتحقيق مجده وعظمته بين الأمم والشعوب.

وقال: «سيذكر التاريخ خادم الحرمين الشريفين معمرا للأوطان وبانيا للإنسان وداعية للحوار بين أتباع الحضارات والمذاهب والأديان وراعيا للعلم والعلماء والثقافة والمثقفين والأدب والأدباء والفكر والمفكرين إلى جانب عنايته بتراثنا الوطني وتشجيعه للمحافظين عليه»، مذكرا بما ناله «سوق عكاظ» في السنوات الماضية من دعم وتشجيع كبيرين من خادم الحرمين الشريفين ساعدا على انتقاله من أفكار على ورق إلى حقيقة ملموسة تتطور عاما بعد آخر على أرض الواقع بتضافر جهود الوزارات والهيئات والمؤسسات المشاركة في إعداده وتنظيمه وحرص الأدباء والمثقفين والمفكرين على المشاركة في فعالياته والتنافس على جوائزه وتوافد المواطنين والمقيمين على ارتياده والاطلاع من نافذته المفتوحة على آفاق الماضي والحاضر والمستقبل الرحبة.

وشدد على أن عناية إمارة المنطقة واهتمامها بسوق عكاظ لا ينطلق من الحرص على إحياء المكان وإنما إعادة الاعتبار إلى مكانته الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل بالعناية بالإبداع والتميز العلمي ونشر الثقافة والعلم والمعرفة.

ووصف سوق عكاظ وما يقدمه من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية بأنه ينسجم انسجاما تاما مع أهداف الخطة العشرية المعدة لتنمية منطقة مكة المكرمة، وتحديدا مع أهداف محور بناء الإنسان، الموازي لمحور تنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محليا وإقليميا وعالميا.

وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة: «بلوغ منطقة مكة المكرمة موقعها الذي تستحقه لن يتأتى إلا من خلال بناء المجتمع المبني على القيم والمتميز بالأخلاق والملتزم بقيم العمل والنظام والمعاملة والعلم والثقافة والفكر والأدب.. ونحن، ولله الحمد، نملك قاعدة إسلامية تؤهل مجتمعنا لأن يكون مجتمعا مثاليا بشرط الالتزام بالمبادئ الإسلامية الحقة».

واستعرض الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أنشطة سوق عكاظ المعدة للتنفيذ في هذا العام التي توزعت على خمسة برامج؛ هي: الفعاليات الثقافية، وجوائز سوق عكاظ التي زيدت إلى 8 جوائز بعد إضافة جائزة جديدة لـ«الإبداع والتميز العلمي»، وبرنامج «جادة عكاظ» ومعرض الكتاب الإلكتروني، وبرنامج الكتّاب، إلى جانب برنامج «عكاظ المستقبل» الذي استحدث هذا العام ويضم سلسلة من المحاضرات والندوات والمعارض العلمية المتخصصة.

وأشاد الفيصل بالجهود التي بذلها أعضاء اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، معربا عن تطلعه إلى أن يواصل «السوق» في هذا العام نجاحاته السابقة وصولا إلى تقديم صورة حضارية مشرفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ آبائه وأجداده وقوته من نماء وطنه وازدهاره منطلقا إلى بناء مستقبل مشرق له وللأجيال المقبلة متسلحا بقيمه وعاداته وتقاليده وعلومه ومعارفه وثقافته وأدبه.

من جانبه، أوضح الدكتور سعد بن محمد مارق أمين اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ أن اللجان المشرفة على فعاليات «السوق» عملت بدأب على إعداد برنامج متكامل يضم عناصر عدة؛ فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية «السوق» وأهدافه من خلال مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل وتشتمل النشاطات الثقافية للسوق في هذا العام على مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية تستمر لثلاثة أيام بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب.

وقد أضاف «السوق» جائزة جديدة هي «جائزة الإبداع والتميز العلمي» إلى قائمة جوائزه السابقة التي تضم «جائزة شاعر عكاظ» و«جائزة شاعر شباب عكاظ» و«جائزة لوحة وقصيدة» و«جائزة الخط العربي» و«جائزة التصوير الضوئي» و«جائزة الحرف اليدوية» و«جائزة الفلكلور الشعبي»، وتشرف على جميع هذه الجوائز اللجنة الثقافية للسوق بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والهيئة العامة للسياحة والآثار.

وذكر أمين اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ أن «السوق» يشتمل على برنامج «جادة سوق عكاظ» الذي يتضمن مجموعة من الأنشطة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، إلى جانب نماذج من البرامج الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في «السوق» قديما. وستستمر هذه الأنشطة والبرامج لعشرة أيام، وتتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار الإشراف عليها، مفيدا بأن نشاط سوق عكاظ يضم معرض الكتاب الإلكتروني بمشاركة عدد من الناشرين ممن يقدمون خدمة النشر والبيع الإلكتروني، كما يستضيف عددا من المهتمين بالنشر الإلكتروني في العالم العربي، واتحاد الناشرين العرب، فضلا عن عقد ثلاث ندوات متخصصة في هذا المجال تركز على موضوعات حقوق المؤلف والنشر الإلكتروني وتقويم التجربة العربية في نشر الكتاب إلكترونيا واستعراض التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.

وحول أنشطة «برنامج الكتّاب»، أوضح الدكتور مارق أن البرنامج الذي ينفذ للعام الثاني على التوالي سيوفر الفرصة لعدد من المفكرين والكتاب العرب لعرض تجاربهم في مجال التأليف والكتابة؛ حيث سيتم تخصيص جناح لكل مفكر أو كاتب لعرض مؤلفاته واستقبال الزوار الراغبين في اقتنائها، منوها بأن برنامج «عكاظ المستقبل» الذي سيشهده «السوق» للمرة الأولى في هذا العام يركز على استشراف مستقبل الإنسان وتقديم الأفكار الثقافية والفنية والتقنية الحديثة عبر مجموعة من الندوات والمعارض المتخصصة، وأن هناك تخصيص جزء من «جادة» السوق تحت اسم «عكاظ المستقبل».

وكشف أمين اللجنة عن أن مسرحية «السوق» ستتناول هذا العام شخصية الشاعر زهير بن أبي سلمى ومدتها 30 دقيقة تعرض على مدى خمسة أيام، وهي من تأليف المسرحي الدكتور شادي عاشور، فيما سيشارك في تجسيد الشخوص نخبة من الممثلين السعوديين والعرب.