قرار جديد لوزارة الثقافة يحد من نشوء «تكتلات» في انتخابات الأندية الأدبية

الأحساء تواجه امتحان التصويت مساء الاثنين و3 سيدات مرشحات للمجلس

إحدى فعاليات النادي الأدبي في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

استبقت وزارة الثقافة والإعلام قيام تكتلات تحت السطح في انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية في المدن الرئيسية التي يتوقع أن تشتد فيها حدة المنافسة، مع وجود قوة انتخابية وازنة، بقرار جديد يقلص عدد الأصوات التي يمنحها الناخبون كلما ازداد عدد أعضاء الجمعية العمومية.

ويمنع القرار الجديد قيام تحالفات أو تكتلات بدأ الحديث عن واحدة منها في الانتخابات المقبلة في الأحساء يوم بعد غدٍ الاثنين. ولا يسمح القرار الجديد للقوة الانتخابية التي تتشكل من أعضاء الجمعية العمومية أن تمنح صوتها لأكثر من مرشح واحد لمجلس الإدارة إذا كان حجم الناخبين أكثر من 450 عضوا، لكنه يراعي المجالس التي تتحجم فيها القوة الانتخابية دون المائتين فيمنح كل ناخب حق التصويت لعشرة أسماء.

وأصدرت وزارة الثقافة والإعلام تعميما ينظم عملية التصويت لانتخاب الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية التي تستأنف يوم بعد غد الاثنين في الأحساء، وتنتهي نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الحدود الشمالية.

وقررت لجنة الإشراف على انتخابات الأندية الأدبية، وبناء على المادة 13 من لائحة الانتخابات للأندية الأدبية، أن تكون الأصوات الممنوحة لكل ناخب للجمعية العمومية التي يتكون أعضاؤها من 1 إلى 200 عضو، عشرة أصوات. أما الجمعية العمومية التي يتكون أعضاؤها من 201 إلى 450 عضوا فيحق للعضو الناخب خمسة أصوات. والجمعية العمومية التي يتكون أعضاؤها من 451 عضوا فأعلى فيحق للعضو الناخب صوت واحد.

وتنص المادة 13 على أن «يقوم الناخب بالاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الإدارة - إلكترونيا أو ورقيا - ويحق للناخب التصويت لمرشح أو أكثر، وفق ما تقرره لجنة الإشراف على الانتخابات».

وقال الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف على لجنة الانتخابات إنه سيتم اعتماد الأرقام المسجلة بتاريخ إغلاق الجمعية العمومية لكل نادٍ.

وكانت وزارة الثقافة والإعلام وافقت جدول تنظيم انعقاد الجمعيات العمومية للأندية الأدبية لانتخاب مجالس إداراتها، تبدأ من يوم بعد غد الاثنين في الأحساء. وخلال شهر رمضان الحالي سوف يتم تنظيم انتخابات الجمعيات العمومية بالإضافة للأحساء، لاثنين من الأندية الأدبية هما نادي نجران ونادي تبوك الأدبي، وفي شهر سبتمبر (أيلول) المقبل ستكون الرياض المحطة التالية لانتخاب الجمعية العمومية للنادي الأدبي، يليها أندية المدينة المنورة، وجازان، وأبها، وجدة، والطائف، والقصيم، والباحة، قبل أن تنتهي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) في منطقة الحدود الشمالية.

وبالعودة إلى انتخابات الأحساء التي يتوقع أن تشهد تنافسا كبيرا، فقد جاء قرار لجنة الإشراف على انتخابات الأندية الأدبية على النحو الذي كانت ترجوه إدارة الانتخابات في النادي الأدبي هناك، حيث عملت على ضمان أن يكون التصويت «فرديا» لمنع نشوء تكتلات على نحو كان متوقعا، ويمنح قرار اللجنة أعضاء الجمعية العمومية لنادي الأحساء المكون عددهم من 520 عضوا صوتا واحدا فقط.

وكانت الأحساء قد سجلت حضورا كبيرا في عدد المسجلين لعضوية الجمعية العمومية، حيث تقدم للتسجيل نحو 1050 شخصا، وكان عدد المتقدمين الذين تنطبق عليهم الشروط 850 شخصا، ووصل عدد الأعضاء الذين قاموا فعليا بتسديد الاشتراك البالغ 300 ريال 520 شخصا.

وينتخب أعضاء الجمعية العمومية عشرة أعضاء لمجلس الإدارة من نحو 34 عضوا سجلوا أسماءهم كمرشحين لمجلس الإدارة، بينهم ثلاث سيدات، هنّ: بشاير محمد، معصومة العبد الرضا، والشاعرة تهاني الصبيحة.

ومن بين أعضاء الإدارة الحالية، وعددهم عشرة أعضاء، لم يتقدم للترشيح في الدورة الحالية سوى خمسة أسماء فقط، هم: الدكتور نبيل المحيش، الدكتور خالد الحلبي، والناقد محمد الحرز، والشاعر جاسم الصحيح، والشاعر محمد الجلواح. وتقام انتخابات النادي الأدبي في الأحساء في قصر الغانم مساء الاثنين.

وكان الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، قد قال لـ«الشرق الأوسط» إن انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية «تمثّل نقلة جديدة في الحركة الثقافية عبر إشراك الأدباء في صناعة القرار الثقافي والأدبي»، مبينا أن الانتخابات جاءت «استجابة من قبل الحكومة لتلبية رغبات هؤلاء المثقفين والأدباء للقيام بدورهم ومهامهم الأساسيّة في تقديم ما يخدم الوطن وثقافته».

وقال: «إن الانتخابات ليست تجربة جديدة ولكنها مسألة جاء تطويرها في الأندية الأدبية وتعتبر تجربة وليدة لأنها انقطعت فترة طويلة ثم عادت مرة»، موضحا أنه في نادي مكة الأدبي ونادي الجوف ونادي حائل جرت الانتخابات - في هذه الأماكن الثلاثة - بطريقة مكشوفة ونزيهة وشفافة. والنتائج التي أفضت إليها هذه الانتخابات شكّلت مجموعة تمثل مختلف أطياف المجتمع من حيث الخلفية الثقافية والفكرية ومن حيث الأعمار والجنس.

وكانت الانتخابات في نادي حائل أفضت إلى ترشح 5 سيدات لعضوية مجلس الإدارة، فازت أربع منهن: الجوهرة سعود الجميل، وعائشة صالح الشمري، وشيمة محمد الشمري، وهند محيمد الفقيه. بالإضافة إلى عبد الله البطي، ونايف مهيلب الشمري، وفهد العوني العنزي، وفهد عمر التميمي، ورشيد سلمان الشمري، وعبد الرحمن اللحيدان. وبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية 89 عضوا، ترشح منهم 33 عضوا، منهم خمس سيدات لعضوية مجلس الإدارة.