مرور العاصمة المقدسة توقف المركبات الصغيرة وتحكم قبضتها على «مفاصل» المنطقة المركزية

مطالبات بفرض غرامات وتأمين على مواقف الشوارع التجارية

مرور العاصمة تسيطر بشكل كامل على المنطقة المركزية («الشرق الأوسط»)
TT

دافعت الإدارة العامة للمرور في العاصمة المقدسة عن الازدحامات المرورية التي عجت بها شوارعها، مبينة أنه نتاج طبيعي نظير كثافة المركبات الموجودة رغم تخصيصها لخمسة مواقف رئيسية تشمل «موقف طريق مكة جدة السريع وموقف طريق مكة الليث وموقف طريق مكة الكر الهدى وموقف طريق مكة المدينة السريع وموقف طريق مكة السيل» إلى جانب المواقف داخل مكة للمعتمرين من داخل مكة المكرمة وهي «موقف الزاهر والقشلة والرصيفة وكدي والغزة ومحبس الجن».

وتشهد العاصمة المقدسة إغلاقا محكما على دخول السيارات الصغيرة لداخل المنطقة المركزية، ونفذت خطة عملية تعمل على الإفراغ الكامل لجميع المركبات الصغيرة ودخول فقط سيارات النقل الكبيرة، بغية تخفيف أعباء الاختناقات التي قد تتوالد جراء توافد مركبات المواطنين والمقيمين.

وبحسب العقيد مشعل المغربي، مدير الإدارة العامة للمرور في العاصمة المقدسة، فإن الحافلات التي تقل المعتمرين قد جرى تخصيص مواقف لها داخل المنطقة المركزية في داخل فنادق معتمريها، حيث تطبق نظام الحركة الترددية، والذي يمنع تصادم الحافلات حركيا، ويمنع الوقوف في حدود المنطقة منعا باتا لعدم وجود مواقف بها قبل الصلاة بنصف ساعة وبعدها بنصف ساعة لتفريغ المنطقة للمشاة وفصل حركة المركبات عنها لتيسير عملية الوصول إلى المسجد الحرام والخروج منه.

ودعا متخصصون في مجال النقل إلى فرض رسوم على مواقف السيارات في جميع الأجزاء المحورية، وقالوا إنها مطبقة في جميع دول العالم وفق منظومة نقل متكاملة، وتجنب الشوارع التجارية والحساسة المستخدمة من اكتظاظ السيارات والحافلات، حيث تلجأ الجهات المسؤولة في تلك البلاد إلى فرض رسوم تقي تلك الأماكن ويلات الاختناقات.

وقال عبد المنعم بخاري، صاحب أحد المشاريع التجارية في منطقة الرصيفة إن فرض غرامات مالية على وقف تلك المركبات هو إجراء حضاري سبقتنا إليه معظم الدول العالمية التي تسنمت أدوارا حضارية متميزة لأن تصرفات بعض السائقين من قائدي المركبات الخاصة وسيارات الأجرة وسيارات النقل على حد سواء هي التي تخلق الأزمات المرورية وتفاقم من طرق حلها حيث تفتقد الساحات المرورية إلى ثقافة السائق المتميز.

وقال إن المشاريع المزمع تنفيذها حاليا من إزالات وخطط لنقل مكة نحو العالم الأول خاصة في المدخل الغربي من العاصمة المقدسة ستهدف إلى وأد المشاكل المرورية بالكامل خاصة إذا اعتمدت بشكل كامل على خدمة القطارات، التي ستساعد بشكل نهائي في منع دخول جميع أنواع المركبات إلى العاصمة المقدسة والاعتماد التقني على نقل القطارات الذي سيتيح خيارات أفضل.

وأضاف فهد اليوسفي، أحد المواطنين قاطني المنطقة المركزية، أنه إذا تغاضينا عن تلك المخالفات التي يقوم بها سائقون غير مهيئين لثقافة التعامل مع أماكن حرجة ومزدحمة فسوف يفقد الشارع الانضباط ويزداد الأمر سوءا حول أزمة المواقف لذلك يجب فرض الغرامات على المخالفين كي لا يفقد الشارع انضباطه لأن «العبثية» أصبحت هما يفكر به أصحاب المركبات لا سيما معاقل الزحام المعروفة في منطقة الأسواق والمجمعات التجارية فضلا عن تأثيراتها السلبية على أصحاب المركبات فهي تلقي بظلالها على الحركة المرورية بكاملها.

وأضاف اليوسفي بالقول: «هناك أزمة في العثور على مساحات خالية من الأراضي لإنشاء مواقف، فيتعين استغلال ما هو موجود بالطريقة المثالية وربما تكون فكرة مواقف تحت الأرض هي المثلى وهذا معمول به في الدول العالمية وليست فكرة صعبة فهو مطبق في الكثير من الدول العربية والأوروبية.