لجان سرية لتقييم عروض المهرجانات.. والحرمان في انتظار المتلاعبين

غرفة جدة: إعادة النظر في تقليدية الأسواق ومطالبات بإنشاء مدن ترفيهية بداخلها

الفعاليات السياحية التي أقيمت في المدن السعودية تجد قبولا وتفاعلا من غالبية شرائح المجتمع (تصوير: سليمان المرزوقي)
TT

ينتظر أصحاب الفعاليات والمهرجانات الخاصة بداخل الأسواق والمولات التجارية والمنتجعات السياحية في جدة تقييما نهائيا، قد يسبب في حرمان المتلاعبين؛ التي لا تلتزم بمعايير سلوكية ولا تؤدي الغرض المطلوب منها وهو ما اعتمد من قبل القائمين على المهرجان قبل الحصول على التصاريح الممنوحة لإقامة تلك الفعاليات.

كما ستطال العملية التطويرية، إعادة النظر في تكرار الفعاليات وتصاميم المولات والمراكز التجارية الجديدة للقضاء على التقليدية، وأن تحتوي على مدن ترفيهية بداخل تلك المراكز.

وكشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن كثرة الفعاليات في جدة، التي تعتبر قياسية مقارنة بالأعوام الماضية، جعلت من المسؤولين في مهرجان جدة ممثلة في القائمين في غرفة جدة واللجنة السياحية بإنشاء لجنة تقوم بجولات سرية، لرصد وتقييم فعاليات المهرجانات، وفي حال كانت المهرجانات لا ترتقي بالشكل المطلوب، يتم إعداد تقارير وقد يتسبب في حرمانها بالحصول على تنظيم في الأعوام المقبلة.

وأوضح سعيد عسيري، نائب رئيس لجنة السياحة في غرفة جدة، أن فعاليات مهرجان جدة هذا العام كان قياسيا، وجميع الأسواق تشبعت بالفعاليات والمهرجانات، التي روعي فيها أن تشمل جميع الفئات العمرية ومن الجنسين.

وحول تكرار الفعاليات بين الأسواق، اعتبر عسيري هذا الأمر عادة ليست محصورة على مهرجان جدة، وإنما هي عادة في الإنسان العربي، وقال: «التكرار سمة عربية ويجب أن لا ننسى أن فعاليات المهرجانات المقامة في دول الخليج جميعها تقلد مهرجانات السعودية، وهذا أمر معروف».

وأضاف: «الغرفة التجارية هذا العام تسلمت مهرجان جدة، وروعي فيها التنوع بما يتناسب مع الأسرة، وهذا انعكس على الحجم الكبير لعدد المهرجانات والعروض، وعملية تطوير تلك الفعاليات يجب أن تكون بمشاركات خبرات عالمية، حيث ستستضيف جدة قريبا مؤتمرا دوليا في تنظيم وتطوير المهرجانات، وهو أمر سينعكس على تطوير المهرجانات ليس بالمدينة وإنما في مدن السعودية كافة».

وحول تقييمه للإقبال في شهر رمضان، قال عسيري: «نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة مرتفعة جدا وقد تتجاوز 90 في المائة، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة في العشر الأواخر من رمضان».

وكثفت اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان «جدة غير 32» بالغرفة التجارية الصناعية بجدة استعداداتها للمشاركة في تنظيم مهرجان «جدة غير 32» بـ100 حدث ترفيهي وفني ورياضي وثقافي، التي ضمت في عضويتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة محافظة جدة، والغرفة التجارية الصناعية بجدة وعددا من ممثلي الجهات المشاركة في فعاليات المهرجان.

وأشاد فهد الغامدي، رجل الأعمال في مجال السياحة وعضو لجنة السياحة بغرفة جدة، بفكرة وجود لجنة سرية تعمل على تقييم الفعاليات بهدف عدم التلاعب، وأن تحقق أهدافها سواء بشكل خاص للمنشآت وبشكل عام لمدينة جدة، ووصفها بالإجراء القوي والجازم، وأضاف: لا بد من أن يكون هناك حزم في قضية مراقبة الفعاليات، والاهم أن يتم حرمان المتلاعبين فيها.

وحول تقييم الفعاليات، قال الغامدي هناك مجهود واضح في كثرة الفعاليات، وهذا واضح من انتشارها وتنوعها في جميع الأسواق والمنتجعات السياحية، أما فيما يتعلق بالتكرار، فهذا يرجع لضعف الشركات المحلية المعنية بتنظيم مهرجانات داخلية وموجه للجماعي، وهو ما يجب أن تكون تلك الشركات بعملية ابتكارات حتى لا تتسبب في ملل الزوار بدلا من أن تكون عامل جذب.

وحملت الأرقام والتقارير المبدئية لحجم زوار مدينة جدة، منذ بداية الإجازة السنوية، مفاجأة سارة؛ حيث وافقت التوقعات التي وضعت قبيل إطلاق مهرجان الصيف الحالي، وذلك باستقبالها لنحو 4.5 مليون زائر، بزيادة ضعفين عن الموسم الماضي، وتحقيق نسبة إشغال كاملة لفنادقها، وسط تقديرات بتجاوز معدل الإنفاق خلال الفترة 6 مليارات ريال، متجاوزة التقديرات الأولية بنسبة 150 في المائة.

محمد العمري، نائب مهرجان جدة ومدير فرع السياحة في منطقة مكة المكرمة، أرجع تكرار الفعاليات إلى أن القطاع الخاص لا يمكن أن يلزم بأفكار معينة، وقال: «هناك ضوابط يجب أن تلتزم، وهي أن تحترم سلوكيات وعادات هذا البلد، والابتكار في الفعاليات مطلب، وأعتقد أن هذا العام كان ناجحا من حيث الابتكار في الفعاليات، وخاصة الفعاليات الشبابية من مهرجان للتمور والسيارات، وكانت جميعها سجلت أرقام حضور مرتفعة»، وأضاف: «جميع المهرجانات التي نفذت مرضي عنها».

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر متخصصة أن السياحة المحلية المقبلة والمغادرة سنويا تؤكد تصدر القطاع السياحي في منطقة مكة المكرمة على بقية مناطق المملكة وتشهد إقبالا متزايدا عاما بعد عام، مسجلة بذلك أعلى نسبة من الزوار خلال الصيف، ومنها مدينة جدة، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك إلى جانب أن فعاليات مهرجان «جدة غير 32» حققت عنصرا كبيرا بتنويعها في جذب العدد الكبير من الزوار إلى هذه المدينة التي تزخر بآيات التنوع والجمال واحتفاظها بعبق التاريخ والأصالة والحضارات، وغيرها من الشواهد الدالة على موروث منطقة مكة المكرمة التاريخي بشكل عام، وجدة بشكل خاص، ومنها منطقتها التاريخية التي تعتبر شريان جدة النابض.

وأكد الأمير عبد الله بن سعود بن محمد آل سعود، رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان «جدة غير 32»، أن فعاليات المهرجان قطعت شوطا كبيرا استمتع خلاله المصطافون بنماذج متنوعة من السياحة السعودية ذات الطابع المناسب والملائم لكل شرائح الأسرة والمجتمع، مشيرا إلى أن هذه الأيام، ومع المعايشة الروحانية لشهر رمضان، حرصت اللجنة المنظمة على أن يكون المهرجان يتسم في فعالياته الخاصة بشهر رمضان بالروحانية والطقوس الرمضانية، مركزا على العادات والتقاليد في هذا الشهر.

وأكد أن جميع القطاعات والجهات الحكومية والخاصة العاملة في مهرجان «جدة غير» تعي ضرورة تجويد المنتج السياحي المحلي وسط آمال أن تتجاوز إيرادات مهرجان جدة لهذا العام 4 مليارات ريال، وتحقيق الأرقام القياسية من حيث مرتادي المهرجان، بفضل مراعاة التنويع في المحتوى في أطول مهرجان سياحي تعيشه المملكة، وطرق تقديم الفعاليات فيه ليحظى زوار ومرتادو محافظة جدة بمنتج سياحي وترفيهي يعزز مكانة صناعة السياحة بالمملكة العربية السعودية، ويدلل على مكانة جدة وموقعها السياحي الراقي بين منظومة مدن المملكة، وذلك خلال فترة الصيف التي تحظى بأمسيات رمضانية وبرامج مختلفة أيام العيد.

من جانبه، أورد أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة، عدنان بن حسين مندورة، أن مهرجان «جدة غير» لهذا العام، وبعد دخول شهر رمضان المبارك ومع زيادة كثافة الأفواج السياحية المقبلة لعروس البحر الأحمر، أخذ بتغيير ثوبه ومعالمه السياحية، بتقديم منتج له طابع الملائم للشرائح المختلفة في هذا الشهر الذي يتسم بالعادات والتقاليد، كوجبات الإفطار الرمضاني والمشروبات والمأكولات التي تقدم في هذا الشهر، والتي تحرص معظم الجهات أن تقدمها للسياح ورواد المهرجان.

وقال إن هذه المظاهر وغيرها تؤكد أن مهرجان «جدة غير» يمثل محطة جديدة للتقدم السياحي في عروس البحر الأحمر، التي تتميز بتاريخها العريق وتراثها الثقافي المتنوع، ورصيدها من النشاط الإنساني في جميع المجالات، آملا أن تتحقق للسياحة الداخلية النجاحات التي تجعلها في المقدمة؛ فالسياحة الداخلية لمدينة جدة تشهد ازديادا في كل عام، لاستمرار أعمال اللجان القائمة على تنظيم المهرجانات بجدة بشكل عام ومهرجان جدة غير بشكل خاص.

وأكد مندورة أن القطاع الاقتصادي، بما فيه السياحي، يعتبر على رأس قائمة المستفيدين من مثل تلك المهرجانات، مشددا على ضرورة الاهتمام بإبراز المشاريع السياحية، خصوصا التي تحمل الطابع الترفيهي والثقافي وتهتم بالمقومات السياحية بالمملكة وجدة على وجه الخصوص، حيث يعتبر مهرجان «جدة غير» تنشيطا للحركة الاقتصادية في جدة، وإبرازا لمقوماتها الواعدة، وبحكم أن الغرفة التجارية الصناعية بجدة هي التي تدير هذا الحدث بمشاركة مختلف الجهات والقطاعات، فسيكون هناك دفعة قوية للحركة الاقتصادية كونها بيت التجار والممثل الرئيسي للقطاع الخاص في جدة. الأمر الذي يجعلها الأكثر دراية باحتياجات القطاع الخاص من غيرها.

وأكد أن مقومات السياحة تتكامل في هذه المدينة الواعدة التي باتت من أكثر المدن السعودية احتضانا لمرافق ومنشآت سياحية متطورة، كالفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات، إضافة إلى المطاعم التي تقدم ألوانا مختلفة من الأطعمة والمراكز الترفيهية والمتاحف الأثرية والعملية والتاريخية ومتاحف التراث، كما يوجد فيها أكثر من 126 فندقا توفر 11000 غرفة وما يزيد عGN 730 وحدة سكنية مفروشة وتوفر أكثر من 28000 وحدة سكنية مهيئة لاستقبال المصطافين خلال أيام المهرجان.

وأفاد بأنه سيكون لمهرجان «جدة غير» الطابع المختلف كليا عن باقي المهرجانات لتنوعه وجودته وتميزه بتقديم كل ما هو جديد ويرتقى بمستوى سياحة المملكة وعروس البحر الأحمر على وجه الخصوص، إلى جانب أنه يسهم في خلق فرص للمستثمرين بقطاع السياحة، بإشراف ودعم من إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة والهيئة العامة للسياحة والآثار والغرفة التجارية الصناعية وأمانة جدة.