عادلة بنت عبد الله: لا علاقة للأحداث السياسية بزيادة نشاط السياحة الداخلية

قدرت في حديث لـ «الشرق الأوسط» نسبة الزيادة السنوية لمبيعات مهرجان «بساط الريح» بـ20%

تشكّل عائدات المسؤولية الاجتماعية للجهات الخاصة المشاركة ما نسبته 20 في المائة من إجمالي مبيعات المهرجان («الشرق الأوسط»)
TT

قدرت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، رئيس المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في المنطقة الغربية، حجم المبيعات المتوقع أن يحققه مهرجان السوق الشرقية «بساط الريح الثاني عشر» بنحو 12 مليون ريال، والتي تشكل منه عائدات المسؤولية الاجتماعية للجهات الخاصة المشاركة نسبة تتراوح ما بين 20 و30%.

وقالت خلال حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لمسنا أمورا إيجابية طيلة أيام المهرجان من ضمنها عدد الحضور الذي يشهد زيادة مستمرة في كل عام، والتبرعات المقدمة من بعض الجهات والمحلات، عدا عن المبيعات التي حققتها المشاركات أيضا»، مؤكدة على رضا الجميع عما حققوه من مبيعات.

واستبعدت أن يكون للأحداث السياسية المحيطة بالمنطقة العربية أي أثر على زيادة عدد مرتادي مهرجان السوق الشرقية نتيجة نشاط السياحة الداخلية بشكل أكبر، حيث إن «بساط الريح» عادة ما يشهد زيادة سنوية في دخله المادي بنسبة 20%.

مهرجان السوق الشرقية «بساط الريح الثاني عشر» السنوي كان قد انطلق يوم السبت الماضي برعاية الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واستمر لمدة 5 أيام ليختتم أعماله يوم أمس بفتح المجال للعائلات بعد أن كان مقتصرا على السيدات في الأيام الأربعة الأولى منه.

وهنا، علقت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز خلال ردها على سؤال «الشرق الأوسط» في المؤتمر الذي عقد أول من أمس، قائلة: «للمرة الثانية يشهد المهرجان تخصيص يوم للعائلات، حيث إننا دائما ما نوزع استمارات على المشاركين لاستطلاع آرائهم في كل عام».

وأفادت بأنه بعد ذلك طالب المشاركون بإلغاء يوم العائلات وتخصيص كافة أيام المهرجان للنساء فقط، غير أنهم خلال العامين الماضيين عادوا ليؤيدوا مجددا فتح المجال أمام العائلات للحضور، الأمر الذي أدى إلى تخصيص آخر يوم لبساط الريح عوضا عن جعله في منتصف أيامه وزيادة فترته إلى 5 أيام، وذلك بهدف استقطاب رجال الأعمال وتعريفهم على منتجات الأيدي النسائية السعودية.

في حين شددت الدكتورة لمى السليمان، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، على أهمية حضور رجال الأعمال لمثل هذه المناسبات النسائية، خصوصا أن معظمها يكون بدعم منهم، إلا أنهم لا يشاركوا فيها بطريقة واقعية.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن حضور رجال الأعمال من شأنه أن يدع فرصة أمامهم للتعرف على الكوادر النسائية العاملات من منازلهن ومستويات منتجاتهن وتقديم الدعم لهن، ولا سيما أن التمويل ليس سهلا بالنسبة للسيدات، مما تساهم زياراتهم في تقديم الدعم والتبرعات»، لافتة إلى وجود تفاؤل جراء مشاركتهم في مهرجان «بساط الريح الثاني عشر».

من جهتها، أكدت عبير قباني، عضو مجلس إدارة رئيس إدارة تنمية الموارد والعلاقات العامة في المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية، على أن مهرجان السوق الشرقية قائم بتمويل المؤسسة نفسها، مبينة أن الجديد خلال هذا العام هو المشاركات الخارجية من إيطاليا وتونس ولبنان.

وقالت في المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش المهرجان أول من أمس: «حتى الآن يعتمد بساط الريح بشكل أساسي على صاحبات المنشآت الصغيرة، غير أنه استطاع أن يحتل حيزا كبيرا في المجتمع ليصبح بذلك علما من أعلام شهر رمضان المبارك»، موضحة وجود 17 جهة داعمة منها عن طريق الخدمات وأخرى بالتبرعات المادية.

وذكرت أن اليوم الأخير الذي تم تخصيصه للعائلات هدفه خيري، خصوصا أن المهرجان يعد شراكة بين القطاع الخيري وقطاع الأعمال لدفع عجلة العمل الخيري بالسعودية، حيث إن عائده المادي تستفيد منه المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في علاج الحالات المسجلة لديها، مضيفة: «بلغ عدد المرضى الذين تمت خدمتهم العام الماضي ما يقارب 4.1 ألف مريض بواقع 9.1 ألف خدمة طبية واجتماعية».

واستطردت في القول: «مهرجان بساط الريح ليس البرنامج الوحيد للمؤسسة، غير أنه يشكل ما نسبته 65% من دخلها المادي، والذي تجاوز العام الماضي الـ7 ملايين ريال، ونطمح بتحقيق المزيد».

وبالعودة إلى الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، فقد رحبت بفكرة التعاون الخليجي والعربي مع المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن المؤسسة ما زالت تخطو خطواتها الأولى رغم مرور 14 عاما على تأسيسها.

وبررت ذلك بأن وزارة الصحة لم تعتمد الخدمة المقدمة من المؤسسة إلا قبل نحو عامين، مما أدى إلى البدء في تدريب كوادر من الوزارة لتقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية، مؤكدة على أن التعاون في ذلك المجال حتى مع مؤسسات دولية سيشكل إضافة جيدة للمؤسسة.

وزادت: «إن خدمة الرعاية الصحية المنزلية في الوطن العربي تعتبر قليلة جدا، لأسباب غير معروفة، رغم تزايد التعداد السكاني الذي هو بحاجة إلى المزيد من المستشفيات، إلا أن إمكانياتها لا تخولها للتوسع بموازاة الكثافة السكانية، الأمر الذي يؤدي إلى تولد ضغط على تلك المستشفيات».

وفيما يتعلق بالحلول، أبانت رئيس المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في المنطقة الغربية بأن الرعاية المنزلية تعتبر الحل الأمثل لذلك، وهو ما دفع بالمؤسسة إلى البدء في دراسة لاعتماد مجموعة من البرامج التدريبية خارج السعودية وتحقيق تعاون من المؤسسات في الخارج.