«تويبار».. موقع لرصد أكثر السعوديين شعبية في «تويتر»

الفريحي: الترتيب يأتي بناء على عدد المتابعين.. والدعاة تصدروا المشهد

TT

شكل عالم «تويتر» بتغريداته نوعا جديدا من الحوارات الافتراضية التي وجد فيها عدد من المهتمين بعالم المحادثة على شبكة الإنترنت، بمختلف مشاربهم واهتماماتهم، فرصة للتواصل والتعبير عن آرائهم حول الكثير من القضايا المحلية والعربية والعالمية، وفي إطار ما شهده العالم العربي خلال مطلع العام الحالي 2011 من أحداث سياسية ورياح تغيير طالت عددا من الأنظمة الحاكمة بالمنطقة، فقد تزايد اهتمام السعوديين بمتابعة وافتتاح حسابات لهم بموقع «تويتر»، بعد أن شهد الموقع ازدياد شعبيته لدى مستخدمي الإنترنت في السعودية بانضمام عدد من الشخصيات المهمة إلى «تويتر»، وأصبحوا مستخدمين فعالين لهذه الشبكة الاجتماعية، يغردون عن مواضيع عدة ذات تماس بقضايا تهم المجتمع السعودي، مما أدى لازدياد عدد متابعيهم بشكل متنام وملحوظ يوما بعد يوم.

وذلك ما دفع المبرمج السعودي محمد الفريحي لإطلاق موقعه، الذي يعد عبارة عن أداة للموقع الشهير «تويتر»، والذي أطلقه في 26 يونيو (حزيران) الماضي 2011، وجاء ذلك الموقع في بدايته بجهد شخصي من الفريحي، ويهدف الموقع، الذي أطلق عليه اسم «تويبار»، إلى السماح لمستخدمي «تويتر» بمعرفة المغردين والأكثر شعبية وشهرة على النطاق المحلي.

وأبان المبرمج الفريحي أن الأيام الأولى لإطلاق «تويبار» شهدت إقبالا كبيرا ومثيرا من قبل المستخدمين السعوديين، حيث أرسلت تعليقات هائلة تشير إلى ردود فعل إيجابية تطرح الأفكار وتشجع فكرة الموقع، موضحا أن العمل بالموقع تم بمجهود فردي، دام عدة أشهر قبل الإطلاق.

وأكد الفريحي بأن موقع «تويبار» لا يعتمد على مصادر دعم مالي أو لوجيستي، مؤكدا على أنه تم مؤخرا السماح لخدمة الإعلانات المقدمة من موقع «غوغل»، بحيث يتم دعم الموقع ماديا من الأرباح الصادرة، ولمح إلى أنه لا توجد أي اتفاقية مع موقع «تويتر»، وليس له أي علاقة بموقع «تويتر» سوى أنه تطبيق متصل بالموقع.

وحول كيفية التقييم لأكثر المغردين على «تويتر» من قبل موقع «تويبار»، والآلية التي يتم اعتمادها في إعداد إحصائيات الموقع، أبان الفريحي أن التطبيق مصمم بحيث يضع الاسم في ترتيب معين، بحسب إحصائيات المستخدم، التي يحصل عليها من خلال «تويتر» تلقائيا بمجرد إدخال اسم المستخدم، ومشيرا إلى أن الترتيب يأتي بناء على عدد المتابعين، وتم اختيار عدد المتابعين ليكون المقياس في الترتيب، حيث إنه غالبا يعد مقياس الشعبية الأول للمستخدم. وأشار الفريحي إلى أن «تويبار» عبارة عن تطبيق يحوي قاعدة بيانات المستخدمين، وكذلك مبرمج لترتيب المستخدمين ومتابعة تغيير مراكزهم وشعبيتهم في «تويتر» باستمرارية، مشيرا إلى أن هذه الخاصية غير مقدمة من قبل «تويتر»، وهي خاصية «متابعة الإحصائيات»، التي لم تُطرح كخدمة في مواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى.

وتقدر الإحصاءات الصادرة عن «تويتر» أن ما يزيد على 155 مليون تغريدة يوميا حول العالم يتلقاها الموقع، فيما تظهر الإحصاءات أن من بين 200 مليون عضو على «تويتر»، فقط 30 إلى 40 مليون منهم يعتبرون مغردين نشطاء، أي أن محتوى «تويتر» ينتجه أقلية.

وتشير الإحصاءات شبه الرسمية لموقع «تويتر» أن إجمالي عدد مستخدمي «تويتر» النشطاء في الدول العربية قارب مليوني شخص، بينما قارب إجمالي المستخدمين 6 ملايين في الربع الأول من 2011، ووصل عدد التغريدات الصادرة من المغردين العرب النشطاء إلى 22 مليونا، بينما وصل معدل عدد التغريدات الصادرة من المغردين العرب النشطاء إلى 252 ألف تغريدة يومية أي ما يقارب 3 تغريدات كل ثانية.

إلى ذلك، نفى المبرمج محمد الفريحي ما يراه البعض من أن ما يقدمه موقع «تويبار» من قوائم للأكثر شعبية ومتابعة على «تويتر» لا يقدم جديدا؛ حيث إن الأكثر شعبية هم نجوم الإعلام والدعاة المعروفون وبعض مما اكتسبوا الشهرة لأفكار قدموها عبر الإعلام الجديد، حيث يؤكد الفريحي على أنه في الواقع من المستخدمين من هم أصحاب شهرة اكتسبوها من خلال «تويتر».

وأوضح الفريحي أنه يتم من قبل القائمين على «تويبار» تحديث القوائم آليا باستمرار، موضحا أن هناك مردودا يعود على الموجودين بقوائم الأكثر شعبية تتمثل من وجهة نظره بقياس مدى تأثير وفعالية شخوص مستخدمي تويتر، كما يؤكد على أن الكثير من أولئك الأكثر شعبية قد زادت من شعبيتهم.

وزاد الفريحي أنه قد سهلت إحصائيات «تويبار» التواصل بين شباب الإعلام الجديد، لتحقيق إنجازات جديدة تخص المجتمع السعودي، حيث إن الموقع ما زال يغطي المستخدمين السعوديين فقط، ولمح إلى أن موقع «تويبار» يساعد المستخدمين الجدد لـ«تويتر» لاختيار الأشخاص الذين يتابعونهم قياسا على فعالية المغردين أو شعبيتهم.

وأكد الفريحي أن الموقع لا يزال نواة جديدة خصبة لمجال الإعلانات، معتبرا أنه فكرة استثمارية لها خطوات مقبلة للتوسع، مؤكدا على حاجة الموقع للدعم المادي وسيتحقق ذلك من خلال رعاة رسميين للموقع أو من خلال الإعلانات، بحسب وصفه.

ويشير الفريحي إلى أن موقع «تويبار» لديه رؤية مستقبلية لتطوير مجالاته، من أبرزها زيادة عدد المستخدمين ليشمل من هم أقل شعبية، مشيرا في الوقت ذاته إلى توسيع نطاق نسخ الموقع ليغطي دولا عربية أخرى بالإضافة للسعودية.

كما أشار إلى أن الفترة القليلة المقبلة من المتوقع أن يتم إطلاق نسخة من الموقع لإحدى دول الخليج، مشيرا إلى أنه سيتم كذلك البدء بإطلاق نسخ أخرى بحسب الأصداء على فترات متفرقة تتراوح ما بين شهرين إلى عدة أشهر.

وزاد الفريحي: «كما نخطط لبرمجة أكثر من فكرة وإطلاقها خلال السنة المقبلة، بحسب احتياج المستخدم المحلي للشبكة العنكبوتية»، موضحا أنهم يبحثون عما يصل بالمستخدمين للاحترافية والمهنية وكل ما يساعدهم على ذلك، سواء من تطبيقات إلكترونية أو على صعيد المجالات الأخرى، كل يعمل بحسب تخصصه ومجاله.