«أم القرى» والمشككون.. قصة جدل ممتدة منذ 6 سنوات في السعودية

المفتي في خطبة الجمعة: تشكيك الناس في إمساكهم لا أصل له.. ولا ينبغي الانخداع به

صورة ضوئية من القضية ذاتها التي نشرتها «الشرق الأوسط» في 2005 («الشرق الأوسط»)
TT

لم ينفك الشارع السعودي منذ 6 سنوات، وحتى اليوم، عن الحديث حول تقويم أم القرى، ومدى صحة أوقات الإمساك عن الطعام فيه في شهر رمضان المبارك، وسط آراء بعض علماء الدين، تعتقد أن هناك فارقا زمنيا بين وقت الإمساك الوارد في التقويم، وبين الوقت الفعلي الذي يتجاوز الوقت المحدد بـ17 دقيقة أو أكثر.

الآراء المشككة في تقويم أم القرى، تواجه برفض جازم من المؤسسة الدينية الرسمية، لاعتبارات تتصل بكون التقويم قد تم إعداده وضبط أوقاته على يد لجنة شرعية معتبرة، وذات أهلية.

ما أعاد الجدل هذا العام، إلى الواجهة من جديد، كان عبارة عن مجموعة من الرسائل النصية التي تم تداولها بين مستخدمي الهاتف الجوال، والتي زعمت بأن وقت الإمساك في تقويم أم القرى غير صحيح، حيث إن المسلمين في السعودية يمسكون عن الطعام، قبل الموعد المحدد بـ17 دقيقة.

هذا الأمر، تصدى له الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، في خطبة الجمعة يوم أمس، حينما استنكر رسائل الجوال تلك، التي كان تحث المسلمين في السعودية على تناول الطعام بعد أذان الفجر، بدعوى عدم صحة الأوقات الواردة في التقويم.

وتطرق مفتي السعودية إلى هذه الرسائل بقوله: «للأسف الشديد بث في الجوالات رسائل تقول إننا نمسك قبل الوقت بما يقرب بسبعة عشر دقيقة، فكأنهم يقولون إن الفجر الذي عندنا في تقويم أم القرى سبق الوقت، ويرون الأكل والشرب في هذه الدقائق وأن الفجر لم يطلع، ويقدحون في هذا التقويم المعتمد الذي مضت عليه سنون كثيرة منذ أنشأه الملك عبد العزيز عام 1343، وهو تقويم مبني على لجنة علمية ذات علم شرعي ومجموعة من علماء البلد المسلمين الصادقين الناصحين، وتوارثته الأمة».

ورفض مفتي عام البلاد، الطعن في تقويم أم القرى أو التشكيك فيه، مؤكدا أن تشكيك الناس في إمساكهم «خطأ لا أصل له، ولا ينبغي ترويجه ولا الانخداع به».

وأكد المفتي التزام بلاده بتقويم أم القرى، على الرغم من حملات التشكيك التي تطاله من فترة لأخرى. وقال: «نحن نلتزم بالتقويم لأن الواجب علينا أن ننظر في الأفق، ولكن لأن وسائل الإضاءة لا تظهر ذلك فنحن نعتمد التقويم لأنه على حق وصواب ولا إشكال في ذلك».

واعتبر االشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن التشكيك في تقويم أم القرى «فيه نوع من التنطع الذي لا أصل له، ولا ينبغي لأي مسلم أن يصغي له، بل يكون مع المسلمين في إمساكهم وإفطارهم، أما هذه التنطعات والشكوك وافتراء الأكاذيب، فكلها تصدر ممن ليست عنده خبرة ولا دقة في الأمر، وإنما يحب المخالفة، فاحذروا ترويج هذه الشائعات أو الإصغاء إليها».