مثقفون يطعنون في انتخابات الأندية الأدبية.. و«الثقافة والإعلام» تبرئ ذمتها

ما زال الجدل قائما بينهم حول نتائجها

TT

ما زال الجدل قائما بين أوساط بعض المثقفين حول الطعون في نتائج انتخابات الأندية الأدبية، التي استأنفت مسيرتها مؤخرا، على الرغم من أن المستجدات والمتغيرات التي تحكم العمل الثقافي في وزارة الثقافة والإعلام دفعتها للاتجاه نحو جعل الانتخابات مبدأ أساسيا في اختيار مجالس إدارات هذه الأندية بديلا عن التعيين، حيث كان القرار بضرورة اتخاذ الانتخابات بديلا أنسب في الفترة المقبلة، وتلبية لتطلعات قطاع عريض من المنتسبين للساحة الثقافية والأدبية.

واتساقا مع الخطوة الجديدة في مسيرة الأندية الأدبية، كان لزاما إجراء الكثير من التعديلات على اللائحة القديمة لهذه الأندية بما يتوافق والمرحلة التي تتطلع إليها الوزارة مستقبلا، خاصة اللائحة التي أثارت جدلا كبير في الأوساط الثقافية السعودية بسبب تحديد شرط التخصص لمن يريد الانتساب لعضوية الأندية الأدبية.

وبذلك أصبحت الأندية الأدبية أمام مرحلة جديدة من مراحل تطورها ونموها، حتى يكون المثقف والمثقفة في موضع المسؤولين الأولين عن الساحة الثقافية وكل ما يجري فيها، وعلى هذه القاعدة تمت جدولة مواعيد قيام الجمعيات العمومية لبقية الأندية الـ13، لتحضير جمعيتها العمومية بالشروط التي ترسمها وفقا للائحة الأساسية للأندية الأدبية، التي بدأت بنادي الأحساء الأدبي في الثامن من رمضان، مرورا بنادي الطائف الأدبي في السابع والعشرين من ذي القعدة.

وتختتم الانتخابات في شهر ذي الحجة بإجراء أربع جمعيات، حيث يبتدر نادي القصيم الأدبي الانتخابات يوم الأحد 3 من ذي الحجة، يليه نادي الباحة الأدبي يوم 18 من ذي الحجة، ثم نادي المنطقة الشرقية يوم السبت 23 من ذي الحجة، والخاتمة مع نادي الحدود الشمالية الأدبي يوم الثلاثاء 26 من ذي الحجة.

وكان الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام، قد وافق على هذه المواعيد، لتكوين مجالس إدارات متناغمة، تنأى بنفسها عن مواطن الصراع غير المجدي، والجدل العقيم الذي يقعد بالعمل الثقافي ولا يطوره، حاثّا كل المثقفين والأدباء على القبول بنتائج الانتخابات، مع الالتزام بتوفير جو من الحرية والشفافية، والعمل على مساعدة المنتخبين لتحقيق البرامج الطموحة التي ترفع من اسم المملكة عاليا في سماء الثقافة والأدب.

ومن جانبه، قال ناصر بن صالح الحجيلان، وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ورئيس لجنة الإشراف على الانتخابات: «هناك من يشعر بالغبن أو بالظلم في حالة لم يفز في هذه الانتخابات، وبالتالي تكون هناك حالة روح دفاعية. ذلك أن الإنسان الذي لم يفز قد لا يعترف بالإخفاق، مما يجعله مضطرا للبحث عن عناصر أخرى يشفي فيها غليله، كالقدح في نزاهة الانتخابات أو التقليل من قيمة من فازوا».

وأشار إلى أن الانتخابات نفذت بالأجهزة الإلكترونية وليس للبشر فيها أي تدخل، مؤكدا أن هذه الطريقة تعطي أكبر فرصة أمان للناخب، فهي سرية بين الناخب وضميره، وهذا يحمّل الناخب المسؤولية في منح صوته لهذا الشخص أو لذاك. ومن خلال التجارب الثلاث السابقة للانتخابات هناك من ذكر أنه غير رأيه في بعض المرشحين في آخر لحظة.

وعن وجود طعون واحتجاجات من قبل المثقفين تجاه الانتخابات، أكد الحجيلان أن لائحة الانتخابات أتاحت الفرصة للطعن في نتائج الانتخابات خلال أسبوع من الانتخابات، مبينا أن المقصود بالطعن هو في الإجراءات التي تعمل وفقها الانتخابات، موضحا أنه لم يرد ما يفيد بذلك سواء من نادي مكة أو نادي الجوف أو نادي حائل، مقرّا بوجود اعتراض في الآلية التي سبقت الانتخابات، ففي مكة اعترض واحد على وجود شخص فائز ليس من سكان مكة مثلا، مع أن اللائحة أوردت كلمة «المنطقة»، وليس «المدينة». أما الاعتراضات في الجوف فتتعلق بالمرحلة السابقة للانتخابات وهي عدم إدراج اسم الشخص في الجمعية العمومية، وفي حائل جاءت اعتراضات من وجود شرط التخصص، وقد حسم هذا الأمر بتفسير وزير الثقافة والإعلام للائحة بترك الأمر للأندية الأدبية لحسم ذلك، حيث حسم مجلس إدارة نادي حائل الأدبي المسألة بوضع تخصص اللغة العربية شرطا مع المؤهل.