الازدحامات عند المساجد: أحياء قلقة.. وسكان غاضبون

الأئمة يطلقون تحذيرات للمصلين من إغلاق الطرقات داخل الأحياء أو سد أبواب المنازل

TT

رغم التحذيرات التي يطلقها أئمة المساجد للناس فإن الظاهرة لا تزال في ازدياد مستمر في كل عام، وهي ظاهرة مصلي المساجد الذين يؤذون الناس بإيقاف سياراتهم أمام أبواب المنازل المجاورة لعدد من المساجد.

ويقول عبد الرحمن محمد، وهو يقطن بحي مشرفة بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يعاني بشكل يومي في شهر رمضان من عدم قدرته على الخروج لقضاء حوائجه وحوائج عائلته بعد صلاة العشاء. ويضيف «على الرغم من امتلاكي سيارتين وتخصيص مواقف واضحة لهما فإن الوضع لا يزال كما هو عليه، على الرغم من قيامي ببعض الإجراءات كوضع الأوراق وغيرها»، ويذكر في هذا السياق أنه ناقش أحد الواقفين تحت منزله فأجاب «لم أكثر عن 10 دقائق».

بدوره قال الشيخ إسماعيل آدم، إمام نفس المسجد المقصود «لطالما حذرنا من هذا الأمر، صحيح أن مسجدي لا يجاور الكثير من المنازل، لكنه يقع قريبا من أحد المجمعات التجارية، ويعاني من نفس المشكلة، وقد قمت بالتنبيه إلى هذا الأمر في الأيام الأولى من رمضان تجنبا للإحراج الذي يصحب هذه القضية».

هذه الظاهرة تنتشر بشكل أكثر في المساجد التي يؤم الصلاة فيها أئمة عرفوا بنداوة الصوت وحسن الأداء والتجويد في القراءة، وكذلك خلال صلاة الجمعة عند الخطباء الذين يقصدهم الكثير من الشباب. وببعض المساجد يوجد العديد من رجال المرور لتنظيم الحركة والسير خاصة وجود السيارات الكثيرة التي تنتظر النساء بعد خروجهن من صلاة التراويح.

وأكد عمر البشير، الذي يؤم المصلين بمسجد السلام بحي مشرفة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمر أصبح ظاهرة ووصفها بـ«غير الحضارية»، وأنه تصرف لا يقوم به إلا من يفتقد أبجديات الذوق ومراعاة حقوق الآخرين وكأن العالم له وحده.

وعن دورهم كأئمة قال «نحن دورنا مقتصر على التوعية بوسائلها المتعددة، في بعض المساجد توجد لوحات إرشادية، إضافة إلى تذكير العاملين والإمام للناس». وأضاف «بعضهم يظن أنه يعمل صوابا بهذا الفعل باعتباره قادما لهدف نبيل وهو الصلاة، وقد يكتسب إثما ما بسبب ذلك لكن عليه الحضور مبكرا، وإذا لم يستطع يقف حيث تنتهي به المواقف».

وذكر الشيخ عمر ما ذكره الدكتور صالح المغامسي إمام مسجد قباء بالمدينة المنورة، حينما حض المتأخرين عن كل المناسبات ومنها الصلاة على دفع ضريبة التأخير بالوقوف في مكان بعيد والمسير لعشرات الأمتار للوصول إلى المساجد وحضور الصلاة أو الدروس والخطب والمحاضرات.

وبين البشير أن دورا كبيرا على الإعلام في التوعية لهذا الأمر، ذاكرا الكثير من المواقف التي تحصل أيضا في أوقات المحاضرات، وهي الأوراق التي تأتي للأئمة والمحاضرين ويتم عبرها الإعلان عن أرقام السيارات وخروج أصحابها لإبعادها.

يذكر أن عقاريين تحدثوا مؤخرا عن أن 15 في المائة من سكان العاصمة الرياض قد تركوا منازلهم بسبب الانتشار الكبير لهذه الظاهرة.