مسرح العرائس في الظهران يستعيد «الحكواتي» في الأجواء الرمضانية

الحشاش يعلن عن متحف في الدمام خلال 3 سنوات.. ويتحدث عن آثار تعود لـ10 آلاف سنة

جانب من مسرح العرائس الذي أقيم ضمن العروض الرمضانية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن عبد الحميد الحشاش، مدير متحف الدمام الإقليمي، أن المتحف سينتقل في غضون 3 سنوات إلى مبنى جديد على الواجهة البحرية، مضيفا أن المبنى الجديد سيتم تصميمه على شكل صدفة بمساحة 3700 متر مربع، وتوجد في داخله 7 قاعات، وقاعة لاستقبال العروض، وقاعات متنوعة للعصور الإسلامية وما قبل الإسلام والتراث الشعبي والتراث الوطني.

كان الحشاش يتحدث في ندوة عن الآثار في المنطقة الشرقية، جرى تنظيمها ضمن فعاليات مهرجان أرامكو الثقافي، مساء أول من أمس، بعنوان «رحلة التاريخ»، ضمت، بالإضافة إلى الحشاش، حمود الهاجري، اختصاصي الآثار بالمتحف، وأدارها محمد طحلاوي.

وقال الحشاش: إن المنطقة الشرقية تحتضن الكثير من المواقع الأثرية، وبعضها ما زال بكرا لم يُمس، مشيرا إلى أن الدراسات الجغرافية والآثار التي جرى اكتشافها أعطت مؤشرا مهما إلى العلاقة مع بلاد الرافدين، بالإضافة لخطوط التجارة حتى مع الهند، مشيرا إلى أختام الحلي والأختام الهندية التي جرى اكتشافها.

وأضاف: إن المدن والمستوطنات العريقة في المنطقة التي جرى اكتشافها كشفت عن الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة لتوسطها بين الحضارات القديمة التي برزت في منطقة الهلال الخصيب ووادي الرافدين شمالا، وفي الهند والسند وفارس شرقا، وفي اليمن جنوبا، بالإضافة إلى إشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج العربي، الأمر الذي جعلها تلعب دورا مهما في الاتصالات البشرية والتجارية بين شعوب تلك الحضارات منذ أكثر من 10 آلاف سنة.

وتابع الحشاش: إنه تبين، من خلال المسح الأثري الذي أجري على المنطقة عام 1396هـ 1976م، وعام 1397هـ 1977م، أن هناك أكثر من 400 موقع أثري تعود إلى فترات مختلفة منذ العصور الحجرية وحتى أواخر العصر الإسلامي.

ويشير الحشاش إلى أن هناك عمليات مستمرة للتنقيب والاستكشاف في عموم المنطقة الشرقية، مشيرا إلى اكتشافات في مدينة ثاج التاريخية. وتقع مدينة ثاج بالمنطقة الشرقية على بعد 95 كم تقريبا عن مدينة الجبيل، وعلى بعد 150 كم تقريبا إلى الشمال الغربي عن مدينة الظهران، ويعتبر موقع ثاج من أهم المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية وفي المملكة.

في حين ذكر حمود الهاجري، اختصاصي الآثار، أن أسباب وجود الحضارات التي تمتد إلى 7000 سنة هو وقوع بعض الأماكن والمناطق على طريق تجاري وطريق بري، وكذلك وفرة المياه مثل واحة القطيف والأحساء وكذلك الخبر والدمام.

وقال الهاجري: «إنه خلال السنوات الثلاث، وبسبب مشاركة القطاع الخاص، تمت حفريات في منطقة الراكة، شمال الخبر، وتم اكتشاف قرية صغيرة فيها أكثر من 7 وحدات سكنية تشمل على عنصر معماري وله علامات كثيرة على وجود بشر وحركة تجارية، وكان من الأدلة وجود مناجم التمور وغرفة لتخزين (الدبس)، وكذلك وجود مقتنيات وزخارف وأدوات طبية كان تستخدم للعلاج الطبي».

وأشار الهاجري إلى أن «المنطقة الشرقية لها ارتباطات قوية بحضارات مثل حضارة ديلمون وبلاد الرافدين والسومريين، وكذلك حضارة العبيد من خلال اكتشافات بينها ما جرى اكتشافه مؤخرا في مدافن الظهران».

إلى ذلك، سيطر الإبهار على مسرح العرائس الذي أقيم ضمن فعاليات برنامج أرامكو السعودية الرمضاني، أمام جمهور يستعرض للمرة الأولى هذا الفن. وخلال العرض الشائق تتقدم شخصية «أبو الحكايات»، الذي يبدأ بسرد قصصه المسلية، بالتزامن مع دخول العرائس التي تمثل شخصيات عدة من التراث القديم، ويدور حولها في كل مرة قصة جديدة، وكان المميز هو الطريقة الجميلة لديكور العرض وتناسق الدكاكين التي تضم شخصيات القصة بتصميم يحاكي الحارات المصرية الشعبية، كما حازت التصاميم الخاصة بالشخصيات إعجاب الحضور بألوانها وتفاصيلها وأجزائها المقاربة للشخصيات الحقيقية.

من جهته، بين مدير فرقة العرائس، محمد كشك، أن الفرقة تعتبر من أهم فرق العرائس في مصر والعالم العربي، وقدمت الكثير من العروض في عدة بلدان، مضيفا أن الفرقة تأتي رغبة في المساهمة في تشكيل ثقافة مسرح العرائس في المملكة.

وقال: «بالنسبة للعرائس فنحن من يقوم بتصميمها عبر مصممة الفرقة آيات خليفة، بينما أقوم أنا شخصيا بصناعتها ونحتها ونستخدم مواد محلية لإتمامها». وأضاف: «لدينا 12 فنانا في فرقتنا يؤدون مختلف الشخصيات التي يتضمنها العرض، أما العرائس فنمتلك 50 دمية أو عروسة نقوم باستعمالها حسب فكرة كل عرض».

وتحدث عن مسرح العرائس راشد بن عبد الله الورثان، مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام، معتبرا أنه يعتبر مشروعا مكلفا كبداية، لكن مع استمراره سيكون أقل اقتصاديا من المسرح التقليدي، مضيفا أن المخرج محمد كشك أضاف رونقا جميلا؛ فقد مزج بين المسرح التقليدي من خلال الحكواتي والرقصات الحية من الممثلين، بالإضافة إلى التعبيرات الجسدية، التي استطاع من خلالها محاكاة جزء من الواقع.

وشدد الورثان على أهمية أن يكون الفنيون (محركو الدمى) مدربين جيدا على كيفية التنفيذ، وأن يكونوا ممثلين من إحساسهم الداخلي إلى أصابعهم إلى الدمى وهو ما لوحظ خلال أيام العرض لنجدهم فنانين متمكنين من أدائهم.

يُذكر أن عروض مسرح العرائس (أبو الحكايات) أقيمت على مدى 3 أيام في برنامج أرامكو الرمضاني، بواقع عرضين كل مساء.