جامعتان سعوديتان تحسنان من ترتيبهما في تصنيف شنغهاي 2011

تصدرتا الترتيب على المستوى الإقليمي.. وسط منافسة قوية لجامعات عربية وإسلامية

على الرغم من الانتقادات التي تم توجيهها للتصنيفات الجامعية فإنها تجد تنافسا من الجامعات المحلية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف النقاب أمس عن تحقيق اثنتين من الجامعات السعودية مركزا متقدما في تصنيف شنغهاي العالمي للجامعات الذي يحظى بمكانة عالمية بارزة ومتميزة في الأوساط الأكاديمية، حيث يعتمد في معيار تصنيفه الرئيسي للجامعات على إسهاماتها في مجال البحث العلمي ومخرجاته الأكاديمية، ويعتبر هذا التصنيف من الأرقى والأصعب وأكثر التصنيفات انتشارا وقبولا في الأوساط الأكاديمية، حيث تقوم جامعة شنغهاي جياو تونغ بإعلانه مرة واحدة كل عام.

وبرزت جامعة الملك سعود في النسخة الأخيرة من التصنيف بدخولها ضمن أفضل 300 جامعة عالمية، كإنجاز عالمي غير مسبوق لأي من الجامعات العربية في هذا التصنيف العالمي، محتلة المرتبة 261، فيما دخلت جامعة الملك فهد للبترول في قائمة أفضل 400 جامعة عالمية، ضمن التصنيف ذاته.

وكان ترتيب جامعة الملك سعود في تصنيف شنغهاي للجامعات قد شهد تقدما ملحوظا خلال السنوات الثلاث الأخيرة؛ فبعد أن كانت ضمن أفضل 500 جامعة عالمية والجامعة العربية الوحيدة في التصنيف لعام 2009، دخلت الجامعة نادي أفضل 400 جامعة محققة الترتيب 391، ومسجلة صدارة عربية وإسلامية، وفي الإصدار نفسه دخلت جامعة الملك فهد لأول مرة هذا التصنيف ضمن أفضل 500 جامعة (480) لعام 2010.

ويعتبر تصنيف شنغهاي الذي تعده جامعة شنغهاي جياو تونغ الصينية تصنيفا لجامعات العالم بهدف معرفة الفجوة بين مستوى الجامعات الصينية ونظيراتها في العالم، وتم نشر هذا التصنيف للمرة الأولى عام 2003م، إلا أنه لاقى صدى عالميا كبيرا ومتناميا حتى أصبح اليوم من أكثر التصنيفات العلمية للجامعات قوة وشهرة واحتراما، نظرا لكونه يعتمد التميز في البحث العلمي أساسا للتصنيف، ولكون جميع معاييره قطعية وموضوعية ويمكن قياسها بدقة.

ويعتمد التصنيف على إعلان قائمة تصنيفه يوم 15 من شهر أغسطس (آب) من كل عام، حتى غدا ذلك اليوم من الأيام التي ترقبها الجامعات العالمية، التي ترفع شعار البحث العلمي، وتتسابق في ما بينها لتكون ضمن قائمة الـ500 جامعة الأفضل في العالم، بحسب هذا التصنيف، حيث إنه تتم مراجعة أكثر من ألفي جامعة حول العالم، ويتم التصنيف الفعلي لألف جامعة منها، ولكن لا يتم نشر إلا الـ500 جامعة الأولى فقط.

وباحتلال جامعة الملك سعود هذه المرتبة المتقدمة في تصنيف شنغهاي العالمي للجامعات، فإنها تحتل المرتبة الأولى عربيا وإسلاميا بين جامعات المنطقة كافة، كما أن تلك المرتبة تعطي الجامعة اعترافا دوليا بتميز هذه الجامعة، التي تعتبر أولى جامعات السعودية تأسيسا.

وكانت الجامعات السعودية قد حققت مراكز متقدمة في عدد من التصنيفات الدولية والأكاديمية للمؤسسات الجامعية؛ فمنذ أقل من شهر أعلنت نتائج التصنيف الإسباني الشهير لعام 2011، الذي أظهرت فيه الجامعات السعودية تفوقا ملحوظا، حيث حققت جامعة الملك سعود المركز 186 عالميا، متصدرة الجامعات العربية والإسلامية في ذلك التصنيف، بينما احتلت جامعة الملك فهد المركز 302 عالميا، وحققت جامعات سعودية أخرى ترتيبا لا بأس به على مستوى هذا التصنيف، فيما ظهرت الجامعات السعودية أيضا في التصنيف البريطاني الشهير «كيو إس» بمظهر جيد ومشرف، حيث حققت جامعة الملك سعود المركز 221 عالميا لتصنيف الـ«تايمز» لعام 2010 في صدارة عربية وإسلامية، وجامعة الملك فهد المركز 255 عالميا.

إلا أن تصنيف شنغهاي العالمي للجامعات يحظى باهتمام ومتابعة كل الأوساط الأكاديمية عالميا، حيث يعتمد التصنيف على معايير دقيقة ومحددة، تأتي في طليعتها جودة التعليم، التي تقاس بعدد خريجي الجامعة الحاصلين على جوائز عالمية مرموقة، مثل جائزة نوبل، ويعطى لهذا المعيار نسبة 10 في المائة من التقييم، وكذلك معيار جودة أعضاء الهيئة التدريسية، ويقاس بعدد أعضاء الهيئة التدريسية الحاصلين على جوائز علمية دولية مرموقة، حيث يعطى لهذا المعيار نسبة 20 في المائة من التقييم، فيما حجم البحوث المنجزة من قبل العاملين في الجامعة يقاس بعدد البحوث المنشورة في مجلات علمية دولية محكمة في العلوم الطبيعية، والبحوث المسجلة في فهارس العلوم، وفهارس العلوم الاجتماعية، ويعطى لهذا المعيار نسبة 20 في المائة من التقييم.

كما أن استشهادات البحوث العلمية المنشورة من قبل العاملين في الجامعة، تدخل ضمن المعيار لتصنيف الجامعات، ويقاس بعدد مرات الاقتباس من هذه البحوث من قبل باحثين آخرين، ويعطى لهذا المعيار نسبة 20 في المائة من التقييم، بينما ينظر إلى عدد بحوث الجامعة الواردة في المراجع العلمية في هذا المعيار بنسبة 20 في المائة من التقييم، بالإضافة إلى حجم الجامعة الذي يقاس بأداء الجامعة الأكاديمي مقارنة بحجمها، ويعطى لهذا المعيار نسبة 10 في المائة من التقييم.

يشار إلى أن منهجية هذا التصنيف تعتمد على حصر جميع الجامعات والمعاهد العلمية التي فاز أحد منسوبيها بجائزة نوبل أو ميدالية «فيلدز»، والجامعات التي يوجد بها باحثون يتم الاستشهاد بأبحاثهم بشكل مكثف، أو الذين نشروا أبحاثهم في مجلات علمية مثل مجلة «ساينس» أو «نيتشر»، إضافة إلى ذلك، يتم حصر الجامعات الرئيسية في كل دولة، التي يتم الاستشهاد بأبحاث منسوبيها في فهرس الاستشهاد العلمي الموسع أو فهرس الاستشهاد العلمي للعلوم الاجتماعية، والاستشهاد العلمي للأبحاث في 21 فرعا علميا عاما.