السعودية: القنوات الدينية تحتل مراكز متأخرة في اهتمامات المشاهدين

خبير إعلامي يؤكد أن قنوات الدراما في رمضان هي المسيطرة

طبقا لدراسات إحصائية فإن قنوات الدراما كانت الأكثر متابعة في رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

ما إن دخل شهر رمضان المبارك، والذي يعتبر الزمن الذي تكثر به نسبة المشاهدة للبرامج المتلفزة، أظهرت شركات ومجموعات متخصصة في الإحصائيات ونسبة المشاهدة، غياب نسب القنوات الدينية عن ترتيب المشاهدين السعوديين.

تلك الإحصائيات والدلالات، أظهرت غياب القنوات الدينية عن القنوات المفضلة لدى المشاهدين السعوديين، وهي أي القنوات الإسلامية، تعد العدة منذ حين لإطلاق باقة متنوعة من البرامج الدينية، والتي لم تعد تنحصر على نقل المناسبات الدينية وخطب صلوات الجمعة، وبث صلوات التراويح والتهجد.

أمام ذلك، اعتبر خبير إعلامي متخصص في شؤون التلفزيون، أن من الملاحظ غياب القنوات الإسلامية على الرغم من وجود شهر رمضان المبارك، وهو الحدث الديني الأهم، وهو ما فسره بقوله إن الدراما والمسلسلات الرمضانية تعتبر هي المستحوذة على نصيب الأسد.

وقال الدكتور مالك الأحمد خبير متخصص في العلاقات العامة والإعلام إن هناك برامج إسلامية في القنوات العامة في التلفزيون لا تتجاوز نسبتها 10 في المائة من إجمالي خارطة البرامج في القنوات تلك، في مقابل أن البرامج والقنوات الإسلامية لا تتجاوز نسبتها 15 في المائة من الخريطة البرامجية للقنوات العشر الأولى، معتبرا تلك النسبة باليسيرة والقليلة.

وأشار الأحمد أن من تلك القنوات الدينية العشرين الأولى كانت «المجد» القرآنية في المركز 18، تلتها قناة «بداية» في المركز 19، أعقبتهما قناة «الرسالة» في المركز 20. وكان الخبير الإعلامي يستند خلال حديثه على إحصائيات أظهرتها شركة «ابسوس» المتخصصة في الإحصائيات عن ترتيب القنوات لدى المشاهدة في السعودية، تصدرت قنوات «إم بي سي» المرتبة الأولى في القنوات الأكثر مشاهدة. ثم القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وهي القناة الأم في وزارة الثقافة والإعلام، وذلك بنهاية الأسبوع الأول من رمضان.

وأشارت تلك الدراسات إلى أن من بين القنوات العشر الأولى الأكثر مشاهدة كانت هناك قناتان إخباريتان «الجزيرة» و«العربية» وثلاث قنوات دراما «إم بي سي»، و«الخليجية»، و«فنون».

وتشمل تلك أربع قنوات منوعة عامة وقناة واحدة إسلامية عامة في المرتبة العاشرة «المجد العامة»، فيما يلاحظ على حد قول الدكتور مالك الأحمد وجود قناة واحدة سعودية «الأولى» وأربع قنوات خليجية، وخمس قنوات عربية لكنها ذات ملكية سعودية وتستهدف السعودية بشكل رئيسي. وأضاف الخبير أن هذه القنوات العشر تستحوذ على 76 في المائة من نسبة المشاهدة الكلية وقناة واحدة «من هذه العشرة» منفردة تستحوذ على 36 في المائة من إجمالي المشاهدة الكلية.

وبالعودة إلى الإحصائيات والأرقام أظهرت بروز قنوات الأفلام وهي قناة «إم بي سي 2»، و«إم بي سي أكشن»، وقناة «روتانا سينما».

وفي ترتيب القنوات الخمسين الأولى جاء في المركز 19 قناة منوعة عامة ونسبة الدراما لا تقل عن 50 في المائة من خريطتها البرامجية، بنسبة 38 في المائة من إجمالي عدد القنوات.

وفي المركز 13 قناة «دراما» 26 في المائة، و7 قنوات إسلامية عامة ودينية 14 في المائة، و5 قنوات رياضية 10 في المائة، و3 قنوات إخبارية 6 في المائة، و3 قنوات متخصصة 6 في المائة وعلق الدكتور مالك الأحمد بقوله على تلك الإحصائيات أنه لا تزال قنوات الدراما مسيطرة وهي لا تقل عن 45 في المائة.

وأشار الخبير الإعلامي بأنه يلاحظ أن الثقل النسبي للمشاهدة يرتكز في العشرين قناة الأولى والتي تستحوذ على 94 في المائة من حجم المشاهدة الكلي الإجمالي.

فيما ذكر الأحمد أنه تظهر تلك الإحصائيات انحسارا في المشاهدة في بعض القنوات فقناة عريقة مثل «اقرأ» احتلت المرتبة 48 بينما كانت العام الماضي في حدود 22 وهذا مرتبط بنوعية البرامج. وزاد: «ارتباط المشاهد بالبرامج أكثر من القناة، رغم أن بعض القنوات استمرت في التربع على القمة لسنوات لقوة وتنوع برامجها وحصولها على ثقة عالية ورضا المشاهدين».

وتابع: «أصبح رمضان - كما يطلق عليه - شهر الدراما وهذا ما جعل جميع المنتجين والمعلنين يركزون جهودهم وأموالهم في هذا الشهر وكأن هناك معادلة خفية تحكي بأن شهر رمضان يتساوى مع شهر موسم المسلسلات والدراما».