الملك عبد الله يكتب اليوم تاريخا جديدا لمكة المكرمة عبر منظومة من المشاريع الحيوية

تباشير الخير للعالم الإسلامي تنطلق من أقدس البقاع في أفضل الأيام

صورة جوية للحرم المكي الشريف وتحيط به مشاريع التطوير («الشرق الأوسط»)
TT

اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، اللحظات الأول من العشر الأواخر لشهر رمضان، ليضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام وسلسلة أخرى من المشاريع التنموية المحورية التي ستدشن في العاصمة المقدسة رسميا نحو العالم الأول.

ويترقب العالم الإسلامي أجمع، مساء اليوم، وجها لمكة لم يعهده من قبل، تسرد فيه مكة المكرمة تاريخا وهاجا لنفسها، ستكتبه أنامل ملك لم يتوان في أن يقدم مصالح الحجيج والمعتمرين في العاصمتين المقدستين على كل شيء، حول فيها العاصمة المقدسة لورشة عمل، وكتب تاريخا عنها مضيئا لن تحجبه طوبوغرافية مكة الجبلية ولا شعابها المسورة لها.

ولأن عادة خادم الحرمين الشريفين أن يشارك الأمة الإسلامية جمعاء، تباشير الخير في العشر الأواخر من رمضان، فقد لازم مجيئه هذا العام بتدشينه لأكبر المشاريع الإنمائية على الإطلاق، حيث سيفتتح الملك عبد الله بن عبد العزيز حجر الأساس لتوسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي الشريف، كما سيفتتح عددا من المشاريع التطويرية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خلال الأيام المقبلة.

وذكر الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط»، أن مكة المكرمة ستكون على موعد مع المشاريع التطويرية والتنموية والتي سيضع الملك عبد الله بن عبد العزيز حجر الأساس، حيث من الله على الأمة الإسلامية قاطبة بملك كرس وقته ولم يبخل على العاصمة المقدسة بالمال والصحة والمتابعة الكريمة، التي رسمت لمكة المكرمة تاريخا جديدا، واستشرافا أجمل، مكن للعاصمة المقدسة، ملك حولها إلى مصاف الدول المتقدمة بمشاريع تكلفت المليارات تلو المليارات.

وأضاف أمين العاصمة المقدسة، أن مكة أضحت منارة عالمية بفضل المشاريع التي أولت لها القيادة السعودية كامل اهتمامها، وسخرت أفضل وأعظم المشاريع لها، ويأتي على رأسها توسعة الحرم الشريف والمتمثلة في الساحات الشمالية والمسعى والمطاف، وأيضا مشروع وقف الملك عبد العزيز وطريق الملك عبد العزيز ومشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين وتطوير المنطقة المركزية وتصريف السيول بالمشاعر المقدسة ومنشأة الجمرات الحديثة والطرق الدائرية.

واستطرد البار بالقول إن شركة «البلد الأمين» تهدف باعتبارها الذراع الاستثمارية لأمانة العاصمة المقدسة إلى إعداد برامج التنمية والتطوير العمراني وتنفيذها في مكة المكرمة مع تطوير الآليات والسبل اللازمة لتشجيع القطاع الخاص وتسهيل مهمته وإيجاد الفرص الاستثمارية بما يحقق أرباحا مجزية للشركات والمؤسسات العاملة في مجال التطوير العمراني في مشاريع مكة المكرمة ويسهم بفاعلية في دفع عجلة التنمية والتطوير في أنحاء العاصمة المقدسة وفقا للتطلعات السامية الكريمة والدعم والتوجيهات من القيادة السعودية، في بلد امتاز بأن يكون معطاء للارتقاء بالمدينة والخدمات المقدمة لقاطنيها وزائريها وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وتوفير سبل الراحة والطمأنينة والسلامة.

وأضاف البار أن من أهم المشاريع التي تمت في عهد الرخاء والخير هي مشروع تطوير وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين، ويتألف من خمسة عناصر رئيسية هي الأبراج السكنية: وتشتمل على 6 أبراج سكنية وبرج سابع فندق فئة 5 نجوم، يتراوح ارتفاعها ما بين 28 دورا للأبراج الأمامية، و35 دورا للأبراج الخلفية، و45 دورا للأبراج الجانبية و60 دورا لبرج الفندق ليبلغ إجمالي السكنية نحو 11 ألف غرفة تستوعب نحو 35 ألف ساكن.

وأضاف البار أن المشاريع الاستراتيجية نحو الأخذ بمكة نحو مصاف المدن المتقدمة لم يقف، فقد عمدت الحكومة السعودية إلى إنشاء منظومة متكاملة لتصريف السيول بكافة أرجاء العاصمة المقدسة ومنها شبكة تصريف مياه الأمطار بمشعر منى للسدود والأنفاق ويشتمل هذا المشروع على إنشاء قنوات مفتوحة لتجميع وتحويل مياه السفوح والجبال إلى السدود.

وقال البار: «تبدأ هذه القنوات من الجبال المحيطة برأس الشعيب الشرقي وحتى بداية مشعر منى من جهة أنفاق الملك فهد، كما يتضمن نطاق العمل بهذا المشروع إنشاء ثلاثة سدود خراسانية على ممرات السيول الرئيسية شمال مشعر منى بمناطق الشعيب الغربي وشمال طريق الملك خالد قرب المربع 28 ومنطقة مجر الكبش، وإنشاء أنفاق لتحويل المياه خلف سد مجر الكبش إلى منطقة الشعيب الغربي، وإنشاء أنفاق لتحويل المياه المتجمعة خلف السدود إلى منطقة المعيصم».

وأضاف البار: «وضعت شركة (البلد الأمين) ضمن أولوياتها مشاريع تطوير المناطق العشوائية وإيجاد مشاريع للإسكان العاجل لسد الفجوة المتوقعة والطلب المتزايد على الإسكان نتيجة أعمال الإزالة لمواقع التطوير والتوسعة للمسجد الحرام والخدمات الملحقة بها، وكذلك مشاريع الطرق الرئيسية التي تنفذها أمانة العاصمة المقدسة ووزارة النقل».

وأبان في حديثه أن من أهم المشاريع التي تم تنفيذها هي توسعة المسجد الحرام ومشاريع تطوير المناطق العشوائية، حيث يتميز النسيج العمراني لأحياء مكة المكرمة القديمة بالنمو العفوي غير المنتظم، شأنه شأن المدن الإسلامية، حيث وفر هذا النمو خصائص بيئية واجتماعية تتلاءم مع احتياجات المجتمع في ذلك الوقت الذي كان يركز في تنقلاته على المشي واستخدام الدواب فقط، ووفر مباني تتلاءم مع المناخ السائد فكان التصاق المباني واستخدام الطرقات الضيقة وأساليب بدائية في عملية التهوية الطبيعية.

وأضاف أمين العاصمة المقدسة، أنه مع مرور الزمن وتغير نمط الحياة الاجتماعية أصبحت هذه الأحياء لا تتلاءم مع احتياجات السكان ولا تلبي طلباتهم ولا توفر لهم الخدمات اللازمة في ظل استخدام المركبات والتقنيات الحديثة ووسائلها المختلفة، كما أن الهجرة من القرى للمدن وبقاء أعداد من الحجاج والمعتمرين في فترات مختلفة، أوجدت أحياء عشوائية كان لنموها أثر سلبي على المدينة ولم تتمكن الجهات الخدمية من توفير الخدمات الضرورية لها وفق الأسس العلمية المتبعة فكان لا بد من مراجعة ودراسة أوضاع هذه الأحياء والارتقاء بها وفق أسس علمية روعيت فيها النواحي التخطيطية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية.

إلى ذلك، اعتبر الدكتور حبيب زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مكة دخلت فعليا نحو مرحلة عصرية وتاريخية بفضل الإشراف المباشر لكافة مشاريعها من خادم الحرمين الشريفين، الذي تابع سير كافة المشاريع التي تنفذ في العاصمة المقدسة بنفسه، وخصص لها ميزانيات ضخمة بغية تيسير تأدية المناسك للحجاج والمعتمرين.

وقال زين العابدين، إنه مع اكتمال مشروع القطارات والخطط الاستراتيجية للنقل في مكة، ستتغلب العاصمة المقدسة على كثير من المعوقات، ويصبح موسمي الحج والعمرة من النسك السهلة التي لا تعتريها أي متاعب، معتبرا وضع الملك عبد الله حجر الأساس لمشاريع تطويرية أنه سلسلة من مشاريع دأبت عليها القيادة السعودية منذ زمن بعيد لخدمة الحرمين الشريفين.

وقال سعد بن جميل القرشي، رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة الصناعية التجارية بمكة المكرمة، إن «الحدث يأتي استمرارا للعناية والرعاية التي توليها القيادة السعودية لبلاد الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله»، مشيرا إلى الكثير من المشاريع التي تنفذ حاليا منها توسعة الحرم الشريف والمتمثلة في الساحات الشمالية والمسعى والمطاف، وأيضا مشروع وقف الملك عبد العزيز وطريق الملك عبد العزيز ومشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين وتطوير المنطقة المركزية وتصريف السيول بالمشاعر المقدسة ومنشأة الجمرات الحديثة والطرق الدائرية.

وقال إن سلسلة المشاريع العملاقة التي تنفذ بالمنطقة المركزية ستحدث تغييرا في العاصمة المقدسة وتحويلها إلى مدينة عصرية نموذجية على مستوى العالم ومشروع تطوير الشامية ومشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام. وتهدف جميع هذه المشاريع العملاقة إلى خدمة وراحة زوار وضيوف بيت الله الحرام، سواء من داخل المملكة أو خارجها. ويستوعب الجزء الذي تم إنجازه من مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة الساحات الشمالية للحرم الشريف إلى نحو 90 ألف مصل بينما تتسع أوقات الذروة عند اكتمال المشروع 100 في المائة إلى نحو مليوني حاج ومعتمر ومصل.

وكان إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لانطلاقة مشاريع التطوير الكبرى بمكة المكرمة في الرابع والعشرين من رمضان 1425هـ، بداية لمرحلة جديدة من التطوير والتنمية بالعاصمة المقدسة تهدف إلى تحديث البنية التحتية وترقية المرافق العامة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في جوار الحرم المكي الشريف وتمثل المشاريع التطويرية ثمرة للجهود التي بذلتها الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة في التخطيط والتنظيم والمتابعة.

وانطلقت مسيرة التطوير في المنطقة المركزية بمكة المكرمة وجوار الحرم المكي الشريف على النحو التالي:

مشروع تطوير منطقة جبل عمر، ويعد هذا المشروع من المشاريع الكبرى التي تشرف عليها الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، وذلك باتباع نموذج التطوير الشامل من النواحي التخطيطية والعمرانية بحيث يعاد ترتيب وتخطيط المنطقة بعد إزالة ما بها من مبان، وذلك بوضع تصاميم بنائية حديثة تتواكب مع التطور العمراني المعاصر وتعبر عن أصالة وقدسية مكة المكرمة.

ويقع مشروع جبل عمر بمنطقة عشوائية مجاورة للحرم المكي الشريف، بمساحة أجمالية مقدارها (230.000م2) ويحده من الشمال طريق أم القرى وجنوبا دحلة الرشد وشرقا شارع إبراهيم الخليل وغربا منطقة الحفائر الطندباوي ويشتمل الموقع على جزء من الضلع الغربي للطريق الدائري الأول.

وأعلنت الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة منطقة جبل عمر منطقة تطوير عمراني شامل تحت إشراف الهيئة وأقرت الهيئة تأسيس شراكة بين ملاك منطقة جبل عمر في هيئة شركة مساهمة عامة تسمى «شركة جبل عمر للتطوير» يتاح فيها المجال لجميع ملاك الجبل بمشاركة كل منهم بقيام عقاراتهم كأسهم في رأسمال الشركة وذلك برضاهم ورغبتهم.

وتتلخص أهداف المشروع في تأمين السكن المناسب لعدد (34.500) شخص وفق كثافة سكانية 1500 شخص – هكتار واستحداث منطقة سكنية وتجارية نموذجية وفق معايير التخطيط الحديث مع مراعاة ترابط النسيج العمراني وطوبوغرافية الموقع وتوفير شوارع جديدة وممرات وساحات عامة وأنفاق للمشاة ضمن المشروع تؤمن سهولة الحركة للحجاج والمعتمرين من وإلى الحرم وتوفير عدد (12.000) موقف للسيارات وتطوير البنية التحتية داخل نفق للخدمات (مياه وصرف صحي وكهرباء وهاتف) وتطوير بنية للنقل العام وتخصيص موقع لمحطة نقل رئيسية متعددة الوسائط وإنشاء مصليات مغطاة تتسع لنحو (80.000) مصل مع دورات المياه بالإضافة للمصليات المكشوفة وتوفير مواقع للخدمات العامة (الشرطة، الدفاع المدني، المستوصفات، ودورات المياه).

ويأتي مشروع طريق الملك عبد العزيز من أهم المشاريع التطويرية المحيطة في الحرم المكي، وتبنى المخطط الهيكلي لمكة المكرمة فكرة إنشاء طريق بديل لشارع أم القرى واقترحت شركة مكة للإنشاء والتعمير تنفيذ خط شرق - غرب يصل منطقة جبل عمر بالضلع الغربي للطريق الدائري الثاني على حسابها الخاص، ثم طرحت أمانة العاصمة المقدسة فكرة استكمال الطريق إلى خط جدة السريع من خلال طريق مواز لشارع أم القرى وقد وافق المطور بدوره على فكرة تنفيذ المشروع بأسس استثمارية لصالح أوقاف الحرم المكي الشريف.

مكونات طريق الملك عبد العزيز: الطريق الرئيسي بطول خمسة كيلومترات وبعرض 60 مترا ثم الشرائح الاستثمارية بعرض 30 مترا على جانبي الطريق ثم الشوارع الخلفية بعرض 15 مترا على جانبي الشريحتين الاستثماريتين شمالا وجنوبا ثم إعمار الشرائح الاستثمارية على جانبي الطريق سيتضمن الكثير من المرافق العامة.

بالإضافة إلى وجود نفق خدمات بطول الطريق يؤجر على أجهزة البنية التحتية المختلفة، كذلك إعمار الشرائح الاستثمارية يوفر نحو 3 ملايين متر مسطح من المباني السكنية كما أن المشروع مهيأ لمنظومة نقل عام مستقبلية.

وتتلخص مزايا طريق الملك عبد العزيز، طريق مكة جدة السريع ينقل 70 – 80 في المائة من حركة ضيوف الرحمن لمكة المكرمة، ويعجز شارع أم القرى عن استيعاب التدفق الهائل للحركة ويعتبر مخنقا يعوق الاستقبال المناسب للكم والحجم الكبير من وسائل النقل، كما أن المباني المطورة على جانبي شارع أم القرى تعوق توسعته للتكلفة العالية في نزع الملكيات، سيكون طريق الملك عبد العزيز المنفذ الرئيسي لاستقبال ضيوف الرحمن وسيحتوي على لمسات تخطيطية وجمالية تليق بقدسية مكة المكرمة، ويمر مسار الطريق من خلال مناطق عشوائية متهالكة مما يمكن من نزع ملكيتها بالحد الأدنى من التكلفة، وتم تنفيذ الطريق كمنفذ إشعاعي في منظومة الطرق العامة في مكة المكرمة سوف يخدم عدة مناطق بمكة المكرمة ومن ضمنها منطقة جبل عمر، كما يؤدي المشروع إلى خلخلة أجزاء من أربع مناطق عشوائية قديمة هي: الطندباوي، الهنداوية، جبل غراب، حي الزهارين ويدفع بتطويرها ذاتيا، بالإضافة للفوائد الاجتماعية والأمنية المترتبة من خلال أعمال التنمية العمرانية بالمنطقة، ويعالج المشروع حركة التواصل مع المنطقة المركزية من خلال النقل العام، وكذلك من خلال مسارات المشاة بطريقة مناسبة، ويتبنى المشروع أيضا فكرة التواصل في الصلاة لكل مكونات المشروع مع الحرم المكي الشريف ويعد المشروع أكبر مشروع وقفي للحرم المكي الشريف عبر التاريخ، وأخيرا يعتبر المشروع أنموذجا للتطوير في مكة المكرمة ويمكن محاكاته مستقبلا بتطوير طرق مثيلة للجهات الأربع.

ومن المشاريع التطويرية، مشروع تطوير مستشفى أجياد العام، حيث درست الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة مشروع تطوير مستشفى أجياد وخدماته بمكة المكرمة والارتقاء به لمواكبة متطلبات الحجيج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام، وذلك بإعادة إنشائه كمستشفى متكامل مع عدد من الأدوار العلوية لبناء مشروع استثماري يوقف على الحرم المكي الشريف.

وشاركت لجان الهيئة المتخصصة في دراسة الموضوع بشكل واف ومتكامل بحضور ممثلي الوزارات المعنية ورفعت توصياتها لمجلس الهيئة الذي أقر بدوره ما توصلت إليه لجان الهيئة في اجتماعها المشترك من تفويض الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة بتحديد موقع المشروع ونزع الملكيات اللازمة وقد اكتملت دراسات مشروع تطوير مستشفى أجياد والمنطقة المجاورة له وانتهت الإجراءات التنفيذية اللازمة له، وسوف يخدم المشروع حالات الطوارئ في المحيط المجاور للحرم المكي الشريف.

وصدرت التوجيهات بأن تتولى وزارة المالية ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة إقامة هذا المشروع ونزع الملكيات والتعويضات لجميع الأراضي والعقارات الداخلة ضمن المشروع وفق نظام نزع الملكيات للمنفعة العامة وتكون هي الجهة المالكة للمشروع.

ويقع جبل خندمة، والذي يخضع لأعمال تطوير، في الجهة الجنوبية الشرقية من الحرم ويمتد في اتجاه طولي من الشمال إلى الجنوب بطول يتجاوز ثلاثة كيلومترات ويبـلغ أدنى عرض للمنطقة في أقصى الجنوب (170م) أما عرضه بالأجزاء الوسطى فيبلغ نحو 800م، ويحد المنطقة من الشمال منطقتا الملاوي وشعب عامر ومن الجنوب جبل بخش، أما من الشرق فتحدها مناطق جبلية مرتفعة ومن الغرب مناطق أجياد السد وأجياد وبئر بليلة وريع بخش.

وتعتبر منطقة جبل خندمة من المناطق الجبلية الوعرة، حيث يصل الارتفاع في بعض أجزائها إلى نحو 615 م وتنحدر سفوحها الجبلية نحو الشرق والغرب بميول حادة تصل في بعض المواضع إلى 80 في المائة، خاصة في الجزء الواقع بين الشمال والجنوب في المنطقة، ويوجد بالمنطقة عدد قليل من السكان، بينما يخلو معظمها من التنمية العمرانية رغم قربها الشديد من الحرم.

وقد واجه المطور بعض التحديات من أهمها: الميول الحادة في بعض أجزاء المنطقة تتجاوز 60 في المائة مما يعيق ربطها بشبكة الطرق والمرافق وأيضا الارتفاعات العالية التي تتجاوز منسوب 450م بما يفوق الارتفاع المسموح به للتنمية وعدم وجود محاور ربط مباشر بشبكة الطرق الرئيسية وضعف ارتباط المنطقة بمجاوراتها عدم توفر بنية أساسية كافية لتغذية شبكات المرافق العامة كالماء والكهرباء، وكذلك تفتت وانتشار المواقع ذات المناسيب البسيطة مما يقلل من الجدوى الاقتصادية لتنميتها.

ويتكون مشروع جبل خندمة من شقين شق مملوك بصكوك وشق مملوك للمتاخمين للمشروع سيجري التعامل معها وفق آلية تنظيمية تضعها الهيئة، ويهدف المشروع لإقامة إسكان دائم وموسمي يبلغ نحو 24.000 نسمة بكثافة تبلغ 1500 نسمة – هكتار، وذلك بواقع15 في المائة للإسكان الدائم و85 في المائة للإسكان الموسمي.

وستجري بالمشروع عملية تخطيط الطرق وربطها بالطريقين الدائريين الأول والثاني وإيجاد ممرات للمشاة تربط المشروع بالحرم الشريف، هذا بالإضافة لتوفير مبنى متعدد الطوابق كجراج يتسع لـ2000 سيارة إلى جانب توفير مواقف للتحميل والتنزيل بالنسبة للنقل العام وإلزام كل قطعة أرض بتوفير جراج بأسفلها.

وتسعى الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، للارتقاء بمنطقة شعب عامر، وتقع هذه المنطقة في الجهة الشمالية الشرقية للحرم المكي الشريف ويحدها من الشمال والشرق الطريق الدائري الثاني ومن الغرب شارع المسجد الحرام ومن الجنوب الطريق الدائري الأول ومرتفعات جبل خندمة ولارتباط المنطقة بجبل خندمة جرى دمجها في إحدى مراحل تطوير مشروع تطوير جبل خندمة.

وتبلغ مساحة المنطقة 22.5 هكتار، حيث تبلغ مساحة الأراضي المنماة بموقع المشروع نحو 14.2 هكتار بنسبة 63 في المائة من إجمالي مساحة شعب عامر.

وبناء على معطيات الوضع الراهن فقد وضعت الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة للمكرمة محددات التخطيط والتصميم بشعب عامر، بحيث يتوافق المشروع مع المخطط الهيكلي للمنطقة المركزية بمكة المكرمة، كما وضعت الهيئة متطلبات ومحددات عملية التخطيط التفصيلي والمعايير التخطيطية لخط التنظيم واشتراطات البناء بحيث تغطي الفكرة المقترحة ما يلي: توزيع مقترح للاستعمالات المسموح بها والمستهدفة. وأيضا مسطحات التنمية وإعادة الإحلال المسموح بها وآلية تنفيذها كتجميع الملكيات الصغيرة وتوفيق أوضاعها مع القطع المجاورة، كما تغطي خط التنظيم المقترح وضوابط محددات الوصول إلى الأنشطة المسموح بها مع حساب الكثافة السكانية المقترحة على المستويات المختلفة توفير الخدمات الأساسية المطلوبة ومواقعها تغطيه التصور المقترح للإمداد بمشاريع البنية الأساسية ودراسة مداخل ومخارج الحركة وتدرجاتها وأماكن انتظار الحافلات ومواقف السيارات الخاصة، وأخيرا مسطحات الاختزال ومراحل تنفيذها المتوقعة وقد بدأت المرحلة الأولى من المشروع والتي تشمل تمهيد الأراضي وشق الطرق.

وتشمل أعمال التطوير، مشروع تطوير منطقة شمال الحرم المكي الشريف (الشامية): وتقع المنطقة في الجهة الشمالية والشمالية الغربية للحرم المكي الشريف، ويقع أغلبها على قمم جبل قعيقعان (يشمل جبل هندي وجبل المدافع) بين الطريق الدائري الأول وأنفاق جبل هندي شمالا والمسجد الحرام وطريق باب العمرة جنوبا وطريق جبل الكعبة غربا وشارع المسجد الحرام شرقا. وتبلغ المساحة الكلية للمشروع 43 هكتارا منها 36 هكتارا مخصصة للبناء بما يمثل نحو 85.1 في المائة من المساحة الكلية بعد خصم الساحات المقترح تخصيصها كامتداد لساحات الحرم المكي الشريف وتتمتع المنطقة بإمكانات كبيرة للتطوير تتمثل في الآتي: متاخمتها وإطلالتها المتميزة على الحرم المكي الشريف والطلب المتزايد على سكن الحجاج في محيط الحرم الشريف ورغبة المستثمرين والسكان في تطوير المنطقة المركزية وتركز الأنشطة التجارية مما يجعلها نواة لمراكز تجارية ومناطق متعددة الاستخدامات وتوافر مبان ذات طابع تراثي متميز بصريا تشكل نموذجا قابلا للتطوير وارتباط المنطقة بالطريق الدائري الأول وطريق جبل الكعبة مما يسهل ربطها بالمنطقة المركزية.

وقد وضعت الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة مخططا إرشاديا للمستثمرين للأخذ به في وضع تصورات لمراحل إعداد المشروع للتنفيذ، لا سيما فيما يتعلق بالنواحي الفنية والمالية والتخطيطية وكيفية التعامل مع الملاك ووضع المخططات التفصيلية لتنفيذ المشروع وغيرها من المتطلبات والضوابط التي تحكم العملية التطويرية وتشكل الأهداف والشروط الواجب الالتزام بها عند الاشتراك في منافسة تطوير مشروع منطقة شمال الحرم.

ويقترح المخطط الإرشادي أن يقوم المستثمر بتوسعة الساحات من الجهة الشمالية للحرم المكي الشريف وإقامة مشروع سكني وفندقي وتجاري وخدمي على باقي المنطقة مع توفير كامل الخدمات والمرافق العامة بما فيها الطرق ومواقف السيارات وأماكن الانتظار وامتدادات ساحات الصلاة على أن يقسم الموقع المخصص للمشروع إلى أربعة نطاقات مختلفة على النحو التالي:

النطاق الأول: ساحات الحرم الشريف وهو النطاق الخاص بتوسعة الساحات في الجزء الشمالي الغربي ويقع بين شارع باب العمرة والحد المقترح لتوسعة الساحات ولا يسمح فيه بإقامة المباني مطلقا مراعاة لامتداد ساحات الصلاة واتصال صفوف المصلين، ويفضل تصميم امتداد الساحات على مناسيب مختلفة للمحافظة على طوبوغرافية الموقع وعدم القطع الصخري مع مراعاة ربط المنطقة بوسائل الاتصال الأفقية والرأسية الكافية والمناسبة.

النطاق الثاني: منطقة الاستثمار التجاري وهي المنطقة الأمامية للمشروع المواجهة للمسجد الحرام والمحيطة بالساحات، ويسمح باستغلال هذه المنطقة للأنشطة التجارية وامتداد لساحات الصلاة مع الحفاظ على الوقف المخصص استغلاله كحضانة لأطفال قاصدي البيت الحرام وبعض المباني المتميزة معماريا، مع ضرورة مراعاة مواقع التحميل والتنزيل المقترحة.

النطاق الثالث: منطقة الاستثمار الفندقي وهي منطقة النطاق العمراني الثاني المقابل للحرم المكي الشريف وساحاته ويسمح في هذه المنطقة بإنشاء منطقة متميزة عمرانيا ومعماريا للاستثمار الفندقي بما يرفع من قيمتها المضافة مع تطوير سوق الجودرية وامتداد شارع خالد بن الوليد كمحاور لحركة المشاة.

النطاق الرابع: الإسكان الموسمي والدائم وهي منطقة النطاق العمراني الأخير المتاخم للطريق الدائري الأول والمخصص للإسكان الموسمي والدائم ويتم استغلال هذه المنطقة لغرض الدخول إلى موقع المشروع والخروج منه مع الاستفادة من المنطقة الخلفية كساحات خارجية لانتظار السيارات والمركبات وممرات للمشاة على أن تكون عناصرها جزءا مكملا للمشروع يلتزم المستثمر بأعمال صيانته، هذا مع ضرورة إنشاء مراكز خدمات للسكان الدائمين بالمنطقة طبقا للمخطط الهيكلي مع إمكانية تغيير مواقعها بما يلائم التخطيط التفصيلي المقترح من المستثمر.

وقد قطعت الهيئة شوطا كبيرا في وضع هذه الخطط موضع التنفيذ بالتنسيق مع مطور المشروع، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لتطوير منطقة شمال الحرم مع شركة «الشامية للتطوير العمراني» لإنهاء المرحلة الأولى من الدراسات الفنية والمالية ووضع آلية التنفيذ التي ستقوم بها الشركة نحو وضع تصور متكامل لتطوير منطقة شمال الحرم المكي الشريف.

مشروع تطوير جبل الكعبة:

يقع مشروع تطوير جبل الكعبة في الجهة الشمالية الغربية من الحرم المكي الشريف عند تقاطع شارع أم القرى مع جبل الكعبة، وتبلغ مساحة المشروع 46.000 متر مربع تقريبا وتبعد عن الحرم مسافة (400) متر من الناحية الشمالية الغربية للمسجد الحرام ويحيط بها شارع جبل الكعبة من الناحية الشرقية وطريق أم القرى من الناحية الجنوبية وشارع السادة من الناحية الشمالية، ويخترق الطريق الدائري الأول المشروع ونظرا لما تحتاجه المنطقة الشمالية الغربية للحرم المكي الشريف والتي تشمل منطقة جبل الكعبة من تطوير شامل يتناسب مع أهمية المنطقة المركزية ويلبي حاجات الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن وقاصدي بيت الله الحرام.

ونظرا لتقسيم المشروع إلى عدة أجزاء سيجري تنفيذها على مراحل بعد أن استكمل المالك الدراسة الخاصة بتطوير المنطقة وقعت الهيئة محضر اتفاق مع مطور المشروع لتحديد الإطار الذي سيتم من خلاله التعاون الفني بين الطرفين لإنهاء الدراسات الخاصة بمشروع جبل الكعبة، وقد تم البدء في المرحلة الأولى من المشروع.

- أبراج الملك عبد العزيز أعظم أوقاف الحرمين الشريفين في التاريخ الإسلامي تقف أبراج الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين أمام المسجد الحرام من جهة باب الملك عبد العزيز كصرح معماري، ومعلم من معالم المنطقة المحيطة بالحرم، تقع أرض المشروع في منطقة جبل بلبل بأجياد في موقع مميز يطل إطلالة مباشرة على المسجد الحرام فوق جبل القلعة يهدف إلى إيجاد مجمع سكني تجاري عملاق ومتميز في منطقة الحرم الشريف وذي طابع معماري يليق بأهمية وموقع المسجد الحرام، ويكون مشتملا على كافة الخدمات اللازمة والضرورية لخدمة مرتادي بيت الله الحرام. يشتمل المشروع على عناصر متعددة من أبراج سكنية، وفنادق ومحلات تجارية، ومواقف سيارات ومصلى موزعة على أرض المشروع كالآتي:

أ) الأبراج السكنية:

وتشمل عدد (6) أبراج سكنية يتراوح ارتفاعها بشكل تدريجي ما بين (32) و(47) طابقا متكررا، وتدرج ارتفاع الأبراج يسمح بالإطلالة المباشرة على الحرم. وتشتمل الأبراج السكنية على شقق سكنية بمساحات مختلفة، وذات تصميم يتسم بالمرونة في تعديل مساحات الشقق السكنية حسب متطلبات السوق الفعلية بالإضافة إلى توفير عدد من الشقق السكنية (استوديو) موزعة على طوابق مواقف السيارات والطوابق الأخرى.

ب) برج الفندق:

يقع برج الفندق ضمن الجزء الجنوبي المطل على ساحات الحرم وتم تخطيط البرج بحيث يوفر سهولة ومباشرة الوصول إلى الحرم، وتم الأخذ بالاعتبار توجيه كتلة الفندق بحيث توفر رؤية الحرم لمعظم الغرف السكنية.

ويشمل الفندق (4) طوابق للأجنحة الملكية و(24) طابقا تخصص للفندق وأما الأدوار العليا من البرج تخصص للشقق والغرف السكنية الفاخرة. يبلغ إجمالي عدد الغرف في البرج نحو (1477) وحدة.

* مشروع برج ساعة مكة المكرمة

* تعتبر ساعة مكة المكرمة أكبر ساعة برج في العالم، حيث يزيد قطر واجهتها على 40 مترا، وارتفاعها يزيد على 400 متر عن مستوى الأرض، ويمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكة المكرمة، وذلك من على بعد يزيد على ثمانية كيلومترات. وبذلك ستمثل الساعة، إضافة جمالية متميزة لمعالم مكة المكرمة. ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 مترا فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترا.

وتتكون ساعة مكة من أربع واجهات يبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا في 43 مترا فيما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين نحو 43 مترا في 39 مترا، ويمكن رؤية أكبر لفظ تكبير (الله أكبر) في العالم فوق الساعة، حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة الله إلى أكثر من 23 مترا، ويبلغ قطر الهلال 23 مترا، و‏هو‏ بذلك أكبر هلال تم صنعه حتى الآن. ويمكن رؤية لفظ الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة وتتكون الساعة المصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 36.000 طن وتم إنشاؤها فوق هيكل حديدي يبلغ وزنه 12.000 طن تقريبا ويتكون الهيكل الحديدي من نحو 14.000 قطعة فريدة تم صنعها بشكل متقن ودقيق. ويصل وزن بعض القطع الأثقل وزنا إلـى ما يقارب 16 طنا ويقوم ما يزيد على 250 عاملا مسلما ذوي مهارات عالية في أعمال الحديد بلحام أجزاء الهيكل الحديدي على ارتفاع يبلغ نحو 600 متر.

بدأت ساعة مكة المكرمة التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإنشائها في أعلى البرج الخامس من وقف الملك عبد العزيز، رحمه الله، للحرمين الشريفين تشغيلها التجريبي في الدقيقة الأولى بعد الساعة الثانية عشرة من صباح اليوم الأول من شهر رمضان المبارك الحالي، على أن يتم الانتهاء من كامل أعمال المشروع بعد ثلاثة أشهر من بدء هذا التشغيل.

وتم استخدام سبع رافعات في أعلى برج الساعة للقيام بأعمال التركيب والتثبيت، بينما أضيفت أربع رافعات دائمة فوق أعلى الساعات الأربع تبلغ طاقة كل منها ستة أطنان من أجل أعمال الصيانة. وقد صنعت محركات الساعة وطورت من قبل صانع رائد في مجال صناعة ساعات الأبراج حيث يبلغ وزن كل محرك، ما يزيد على 21 طنا.

وتتكون واجهة الساعة من أربع حواف مزخرفة ووحدات تحديد الدقائق والساعات ويتوسطها أكبر شعار وطني سعودي تم صنعه حتى الآن. وكتب على ميناء الساعة عبارة «تم التنفيذ بعهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود» بالإضافة إلـى سنة تدشين المشروع (1431هـ 2010م). وتتكون كامل واجهات ساعة مكة من 43.000 متر مربع من مادة «الكربون فايبر» المتطورة التي تستخدم في صناعة الطائرات الحديثة.

وغطيت واجهة الساعة المزخرفة بـ98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة. ويبلغ طول عقارب الدقائق 22 مترا وطول عقارب الساعة 17 مترا، يزن كل عقرب 6 أطنان صنعت من مادة «الكربون فايبر». ومن أجل القيام بأعمال الصيانة، يمكن الدخول إلى داخل عقارب الساعة مشروع قطار الحرمين السريع يمثل مشروع قطار الحرمين السريع أحد العناصر المهمة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة المقر من المجلس الاقتصادي الأعلى بموجب القرار رقم 3 - 23 وتاريخ 23 – 3 - 1423هـ والذي تضمن أن يتم تنفيذه بطريقة البناء والتشغيل والإعادة (BOT) بمشاركة القطاع الخاص.

وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على تغيير أسلوب تنفيذ هذا المشروع بحيث يتم تنفيذه كمشروع حكومي بتمويل من الصناديق المتخصصة، ثم صدر قرار مجلس الوزراء رقم (43) وتاريخ 17 – 2 - 1431هـ القاضي بقيام صندوق الاستثمارات العامة بإبرام عقود الخدمات والأعمال لمشروع قطار الحرمين السريع على أساس قرض حسن من الموارد المالية للصندوق، وعلى أن يعوض من اعتمادات الميزانية العامة للدولة في السنوات المقبلة.

يعتبر مشروع قطار الحرمين السريع ضرورة ملحة في الوقت الحاضر لعدة اعتبارات من أهمها تنامي عدد الحجاج والمعتمرين عاما بعد عام، فضلا عن المعتمرين والزوار والمقيمين الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة طيلة أشهر السنة. وفي مواسم العطلات والإجازات، حيث يساعد على تخفيف الضغط والزحام على الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك محافظة جدة، وتوفير الراحة والأمان والسرعة الذي يوفرها السفر بالقطارات وتقليل التلوث الناتج عن عوادم السيارات.

ويتكون مشروع قطار الحرمين من إنشاء خطوط حديدية مكهربة بين مكة المكرمة مرورا بمدينة جدة والمدينة المنورة بطول يزيد على 450 كلم مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة مع توفير قطارات سريعة بأحدث التقنيات المستعملة في القطارات العالمية، إضافة إلى التجهيزات الأخرى التي تجمع بين الضرورة والترفيه والمتعة العالية. أيضا إنشاء خمس محطات ركاب في كل من وسط جدة ومطار الملك عبد العزيز بجدة، ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ. مع صيانة وتشغيل المشروع وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة عقد التشغيل.

وتتمثل مراحل المشروع في المرحلة الأولى، في الأعمال المدنية ومحطات الركاب وقد تمت تجزئة هذه المرحلة إلى جزءين: الجزء الأول يتمثل في الأعمال المدنية للخط مثل أعمال الردميات والجسور والعبارات للخط أو الطرق المتقاطعة معه وتمت الموافقة على تأهيل أربعة ائتلافات لتنفيذ الأعمال المدنية (المرحلة الأولى - الجزء الأول) من المشروع هي: ائتلاف الراجحي. وائتلاف مجموعة «بن لادن السعودية» وائتلاف «سعودي أوجيه» المحدودة والائتلاف «السعودي - الياباني».

أما الجزء الثاني فهو خاص بتصميم وبناء محطات للركاب في كل من مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ وتمت الموافقة على تأهيل ثمانية ائتلافات لبناء المحطات (المرحلة الأولى - الجزء الثاني) من المشروع هي ائتلاف مجموعة «بن لادن السعودية» وائتلاف «شركة المباني المحدودة» وائتلاف شركة «اليمامة للتجارة والمقاولات» وائتلاف «كريغك فريسانيت السعودية» (الصفوة الصيني) سابقا وائتلاف شركة «سعودي أوجيه المحدودة». وائتلاف شركة «العراب للتجارة والمقاولات» وائتلاف شركة «نسمة للمقاولات» وائتلاف «أزميل» وشركة «الخطوط الحديدية الصينية» رقم (17).

وتتمثل أعمال المرحلة الثانية في استكمال أعمال البنى العلوية شاملة توريد وتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد قطارات الركاب ومعدات الصيانة، كما تشمل تشغيل وصيانة المشروع خلال مدة العقد وتمت الموافقة على تأهيل خمسة ائتلافات للمنافسة على تنفيذ أعمال المرحلة الثانية من المشروع هي: ائتلاف «الراجحي» وائتلاف مجموعة «بن لادن» وائتلاف «بدر» وائتلاف «الشعلة» وائتلاف «CSR الصيني».