«السياحة والآثار» تتجه لإعداد دراسة لقياس الأثر الاقتصادي لـ«سوق عكاظ»

أعلنت اكتمال التجهيز لأنشطة وبرامج «جادة سوق عكاظ» التاريخية والحرفية

صورة وزعتها هيئة السياحة تظهر مجموعات بشرية تصطف على جنبات جادة عكاظ لمشاهدة اللوحات الاستعراضية
TT

في الوقت الذي تم الإعلان فيه عن اكتمال التجهيزات الخاصة ببرامج جادة عكاظ، تتجه الهيئة العامة للسياحة والآثار، لتنفيذ دراسة لقياس الأثر الاقتصادي من سوق عكاظ، وتسعى هذه الدراسة الإحصائية إلى إحصاء عدد الزوار وحجم إنفاقهم في السوق واستطلاع انطباعاتهم حوله.

وكشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اكتمال أعمال التجهيز والتحضير لأنشطة وبرامج جادة سوق عكاظ المقرر أن ينطلق في 20 من سبتمبر (أيلول) المقبل في محافظة الطائف. وأنجز فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار تصميم أنشطة جادة عكاظ وتطويرها لتواكب التطور الذي تشهده السوق في كل عام، تنفيذا للتوجيه الصادر من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة.

وتمتد جادة عكاظ لمسافة كيلومتر طولا في موقع السوق، بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقة بسوق عكاظ القديمة لتعيد للأذهان أيام سوق عكاظ التاريخية من خلال دراما تمثيلية على أرض الواقع، فضلا عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة من داخل السعودية وخارجها. وأكد حمد آل الشيخ، مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار حرصت على إيجاد قيمة مضافة من مشاركتها في سوق عكاظ للعام الحالي عبر تطوير برنامج السوق ليصبح ثريا وجاذبا ومتميزا عن غيره من الفعاليات السياحية، وتحقيق التنمية الاجتماعية، من خلال إشراك متطوعين من مجتمع الطائف المحلي للمساهمة في تنظيم السوق.

وأفاد آل الشيخ بأن الهيئة تهدف أيضا إلى تحقيق القيمة المضافة لمشاركتها عن طريق زيادة الجذب السياحي للسوق لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية، ووضع سوق عكاظ في مقدمة الفعاليات في المملكة، وكمصدر للأفكار الجديدة في تنظيم الفعاليات السياحية وإدارتها. وأوضح أن الهيئة العامة للسياحة والآثار مسؤولة عن تنفيذ مجموعة من الأعمال في سوق عكاظ، تشمل تنظيم جادة عكاظ بما في ذلك الأنشطة المسرحية على الجادة، ومشاركة الحرف والحرفيين والأسر المنتجة ومسوقي المنتجات الزراعية، إلى جانب تقديم جائزة عكاظ للحرف اليدوية، مستطردا: «تتولى الهيئة أيضا مسؤولية تنظيم معرض صور خادم الحرمين الشريفين ومعرض مشروع عكاظ، وتنظيم مظاهر الاحتفال باليوم الوطني على جادة عكاظ، وترتيب مشاركة أبناء محافظة الطائف في تنظيم السوق، وتنظيم حركة الزوار داخل السوق والجادة، وتنفيذ أنشطة تسويقية لدعم السوق، وتنفيذ أنشطة إعلامية للسوق، وإقامة استوديو للبث المباشر، وتنفيذ دراسة عن الأثر الاقتصادي وإحصاءات الزوار، وتنظيم ودعم برامج الرحلات السياحية للسوق، وتنفيذ الأعمال الإدارية».

حمد آل الشيخ استعرض العناصر الرئيسية لجادة عكاظ، وتشمل العروض المسرحية المتضمنة تمثيلا لبعض نواحي الحياة في سوق عكاظ قديما، وعروضا مسرحية أخرى عن الحياة في سوق عكاظ في السابق، إلى جانب عروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض قوافل الإبل والخيل، والحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة والمأكولات الشعبية.

وذكر أن عدد المشاركين في تقديم العروض المسرحية في جادة عكاظ «مسرح الشارع» يصل إلى 50 ممثلا سعوديا يساندهم 100 شاب متطوع من أبناء المجتمع المحلي في محافظة الطائف وطلاب جامعة الطائف.

وأكد آل الشيخ أن العروض المسرحية المقرر تنفيذها في جادة عكاظ في الموسم الحالي ستقدم بأسلوب إخراجي جديد وبالاستعانة بتجهيزات أفضل من السنوات السابقة، وقال: «ستقدم يوميا أربعة عروض مسرحية على مدى خمس ساعات، اعتبارا من الرابعة عصرا إلى التاسعة مساء».

ويشمل استعراض الحياة في جادة عكاظ على تنظيم عروض لمجاميع تضم 150 شخصا يرتدون اللباس التاريخي يمشون لمسافة 600 متر في الجادة، ويمرون خلال مسيرهم بشعراء المعلقات ويسمعون قصائد المعلقات من كل شاعر بالترتيب، بينما تزاول مجموعات أخرى أساليب الحياة القديمة، كالبيع والشراء وتبادل الأحاديث، كما ستتحلق مجموعات حول النار، بينما يتابع آخرون شعراء المعلقات والرواة الذين يلقون الشعر على الحضور.

وأفاد آل الشيخ بأن عنصر استعراض الحياة في جادة عكاظ يشمل أيضا مشاركة مجموعة من كبار السن من أصحاب المهن يتحدثون بالعربية الفصحى مع مرتادي السوق بصورة لا يتوقعونها، كما سيحتكم فريق من الممثلين لدى أحد الزائرين باعتباره قاضي القضاة ويشرحون له قضيتهم، لجذبه إلى التحدث معهم بالفصحى، بينما سيستوقف ممثل يؤدي دور الراوي الزوار ليروي لهم قصيدة الخنساء في أخيها صخر.

وأفصح آل الشيخ عن تفاصيل عروض الشعراء في جادة عكاظ، مشيرا إلى أن هذه العروض تشمل تنفيذ أعمال مسرحية مدتها 60 دقيقة (بعد صلاتي المغرب والعشاء) في مجموعتين تضم كلا منها 25 شخصا، وتعرض أعمال كل مجموعة في واحدة من الساحتين الرئيستين داخل الجادة، وتحكي كل مجموعة قصة الشعراء الأعشى وحسان بن ثابت والخنساء أثناء تحكيم النابغة الذبياني لقصائدهم، وتلقى بعدها خطبة قس بن ساعدة، بأسلوب درامي استعراضي.

ولفت إلى مشاركة 230 حرفيا وبائعا و10 حرفيين من خارج المملكة في فعاليات الجادة، وخصص 160 محلا للمشاركين لعرض منتجاتهم المتنوعة وتسويقها على الزوار.