نجران: نقل المصانع يشعل حربا بين ملاك مصانع البلك والخرسانة وشركات الإسمنت

الملاك هددوا برفع الأسعار.. ورئيس الشركة يرجع ذلك لتنظيم داخلي جديد

TT

أشعل نبأ رغبة تحويل مصانع البلك والخرسانة الجاهزة من موقعه الحالي إلى منطقة أخرى، فتيل إشكال في نجران، بطله عدد من أصحاب وملاك شركات الإسمنت والخرسانة العاملة في المنطقة، حيث لم يكن نبأ الرغبة في تحويل مواقع تلك المصانع من مكان إلى آخر سهلا وعاديا لأصحاب وملاك تلك المصانع، الذين أفصحوا عن إمكانية لجوئهم لرفع الأسعار إن تم تحويلهم بالفعل للمنطقة التي تبعد أكثر من 240 كيلومترا عن نجران البلد.

وفي تفاصيل القصة، فقد هدد بعض أصحاب مصانع البلك والخرسانة الجاهزة، برفع الأسعار إذا تم تحويلهم إلى موقع في سلطانة (240 كم شرق نجران)، من أجل الحصول على الإسمنت، وأرجعوا رفضهم الانتقال لتك المنطقة لبعدها عن مركز المنطقة، وهو ما سيكلفهم زيادة في التكاليف والمصاريف، بالإضافة إلى تأخر في العمل.

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت شركة «إسمنت نجران» الأسبوع الماضي عن التفكير في تحويل عملائها في نجران إلى مصنعها الرئيس في سلطانة، بدلا من وحدة الطواحين في عاكفة (70 كم شمال نجران) اعتبارا من اليوم (السبت)، وعلل أصحاب المصانع شكواهم في ذلك ببعد المسافة وزيادة التكاليف وتأخر العمل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إسمنت نجران الدكتور أحمد زقيل لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تنظيما داخليا للشركة، يشمل توزيع المبيعات، ولا يوجد أي مشكلة أخرى تذكر، وأغلب عملاء الشركة بنجران يفضلون الذهاب لسلطانة، لأن الطريق معتدل ولا يحوي تعرجات ومنحدرات، بعكس الطريق الخاص بعاكفة، المليء بالتعرجات والمنحدرات والمرتفعات، التي تؤثر سلبا على شاحناتهم، بل إن عددا من العملاء في نجران كانوا يرفضون في السابق الذهاب إلى عاكفة بسبب صعوبة الطريق.

وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» عقب نشوب المشكلة «هناك طلب مرتفع من عملائنا في منطقة عسير، وفضلنا أن ننظم الحركة، فبدلا من الازدحام في منطقة واحدة هي عاكفة، وتكدس الشاحنات وتأخر عملائنا في نجران في تحميل احتياجاتهم بسبب الازدحام، خصصنا وحدة الطواحين في عاكفة لعملائنا في عسير، وخصصنا المصنع في سلطانة لعملائنا في نجران، لتوفير المنتج لهم والتحميل في نفس اليوم دون تأخير يذكر، مما يحدث السلاسة في توفر المنتج لكافة المستهلكين في منطقة نجران، بعد أن قامت الشركة بتخفيض مبيعاتها إلى المناطق الأخرى البعيدة، بعد ارتفاع الطلب في منطقة نجران».

وأبدى زقيل حرص الشركة حريصة على ثبات الأسعار وعدم ارتفاعها وتوفير المنتج لتغطية الاحتياجات المتزايدة في المنطقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن كافة عملاء نجران كانوا إلى وقت قريب يؤمنون احتياجاتهم من مصنع سلطانة والأسعار لم تتغير.

وقال إن التوجه الاستراتيجي للشركة هو مواكبة التطور العمراني الكبير الذي تشهده المملكة، ويحتم عليها التوسع في الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع والبالغة 9 آلاف طن يوميا، بإضافة خط ثالث بطاقة 6 آلاف طن يوميا، أي بزيادة قدرها 67 في المائة من الطاقة الحالية، ليصبح الإنتاج الإجمالي للشركة 5 ملايين طن من الإسمنت سنويا، فيما تعمل الشركة على توقيع عقد مشروع تنفيذ الخط الثالث قبل نهاية العام الحالي 2011.

وفي الصدد ذاته، أكد مدير فرع وزارة التجارة بنجران صالح مصلح آل عباس تقدم بعض أصحاب المصانع بشكوى، أبرزوا خلالها مدى الضرر من تحويلهم إلى سلطانة، وتم بالفعل رفع الموضوع برمته إلى إمارة المنطقة للبت فيه، مؤكدا في الوقت ذاته أنه إذا تم رفع الأسعار في البلك والخرسانة، ستتم دراسة الموضوع لمعرفة الأسباب الحقيقية والمبررات وراء ذلك.