جدة: سيارة فارهة تخطف عدسات الكاميرات النسائية في مهرجان «بساط الريح»

استهوت الجنس الناعم على الرغم من أنهن لا يقدن السيارة في الواقع

TT

على الرغم من أن الأنظمة في السعودية تمنع أن تقود المرأة السيارة، فإن الركن الأيمن القريب من مدخل القاعة التي احتضنت مهرجان السوق الشرقي (بساط الريح الثاني عشر)، تحول طيلة أيامه الخمس إلى أشبه ما يكون بـ«المعلم» الذي استهوى كثيرا من عدسات الكاميرات النسائية، كونه يحتضن سيارة فارهة بلونيها الأبيض والأزرق الداكن، مما دفع بهن إلى التهافت على التقاط الصور بجوارها أو حتى بداخلها.

تلك السيارة لم تكن سوى «مايباخ» من طراز 62-S المتميزة بطول هيكلها، ولا سيما أنها مصممة خصيصا لرفاهية النساء وليس سائقها، الأمر الذي كان سببا رئيسيا في تهافت زائرات المعرض على تفحّصها وسط تعليقات إعجاب اتمزجت بالذهول المائل إلى حد السخرية، بعد أن اكتشفن سعرها البالغ نحو 2.5 مليون ريال.

جيهان كتّوعة، المسؤولة عن جناح «مايباخ» في مهرجان السوق الشرقي «بساط الريح الثاني عشر»، أرجعت سبب وجود السيارة في هذا المحفل النسائي إلى تصميمها المتميز بالخصوصية والرفاهية، حيث شبّهت مواصفاتها بـ «عالم بلا حدود»، مما يجعل المرأة تنجذب إليها، على حد قولها.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «شاركنا بها في المهرجان كي نتيح المجال أمام المرأة لرؤيتها بشكل جيد رغم أنها لن تستطيع قيادتها، غير أن رفاهيتها كراكبة ستجعلها تقتنع بها كثيرا»، لافتة إلى أن عدد الراغبات في شراء السيارة خلال مهرجان بساط الريح تجاوز الـ10 سيدات.

وأوضحت أن هذه السيارة لفتت انتباه الزائرات بشكل كبير على اختلاف فئاتهن العمرية، واللاتي تسابقن لالتقاط الصور التذكارية وتجربة الجلوس بداخلها للشعور بحياة الفخامة حتى ولو لدقائق معدودة، مشيرة إلى أن أكثر النساء المقبلات عليها من هن في شريحة العمر المتوسطة ما بين 20 و40 عاما.

هذا الطراز الجديد الذي وصل إلى السعودية منذ نحو أسبوع ونصف الأسبوع، وبمعدل لا يزيد عن 8 سيارات على مستوى المملكة ككل، يتميز من الداخل بمقاعد خلفية مزودة بنظام «مساج» للراكب، والتي تمتد بطول الجسم في ظل وجود مساحة كبيرة بالخلف، إلى جانب أنظمة تهوية وتبريد وفوّاحة عطرية تحوي ثلاثة أنواع من العطور الخاصة بالسيارة، مجهزة وموضوعة في مكان مخصص لها. تقول جيهان كتّوعة إن السيارة المحتوية على الجلد والمخمل والخشب كخامات أساسية في تصنيعها، من الممكن أن تضاف إليها خامات أخرى يحددها العميل الراغب في شرائها.

واستطردت في القول: «ما يميز هذا الطراز من السيارة هو إمكانية إجراء تعديلات عليه بحسب رغبة العميل، حيث إنه من الممكن استبدال مقابض الأبواب المعدنية بأخرى مصنوعة من الذهب». وأوضحت أنه من الممكن أيضا تزيين مقاعد السيارة بفصوص كريستال، أو تغيير ألوان الجلد الداخلي، أو حتى حفر اسمه على الخشب الموجود فيها بناء على ذوق العميل نفسه، مؤكدة أن كل تلك المواصفات قريبة جدا للمرأة أكثر من الرجل.

إحدى الزائرات لمهرجان السوق الشرقي «بساط الريح الثاني عشر» والتي كانت وشقيقتها يتبادلان التقاط الصور بجوار الـ«مايباخ»، ترى أن الطبقة التي حضرت هذا المهرجان من المحتمل أن تكون قادرة على دفع مبلغ كهذا لشراء تلك السيارة.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المهرجان ليس عاديا على الإطلاق، ولكننا إن رغبنا في شراء أي سيارة فاخرة فإننا نريد قيادتها بأنفسنا، خصوصا وأنه من المستحيل دفع مبالغ طائلة في السيارات كي نسلّمها للسائقين فيما بعد». يشار إلى أن مهرجان «بساط الريح» هو أحد أعمال المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية التي ترأسها الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث يعد هذا المهرجان خيريا تعود مبيعاته إلى المؤسسة التي عملت على تقديم خدماتها الطبية المجانية العام الماضي لما يقارب 4.1 ألف مريض بواقع 9.1 ألف خدمة طبية واجتماعية.