متعاملون في البسطات الرمضانية يتوقعون زيادة الإقبال عليها بـأكثر من 70%

اعتمادها كمزارات ثابتة من شأنه توفير فرص عمل للشباب

طهي الكبدة في الهواء الطلق من مميزات منطقة وسط البلدة في جدة (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

ما إن تشتهي أكل الكبدة والبليلة في شهر رمضان، إلا وتجد قدميك تسوقانك إلى منطقة البلد التاريخية، وتحديدا إلى شارع قابل أمام سوق علوي الشعبية، هناك حيث البسطات الرمضانية المعتادة والجلسات الشبابية والبعض منها عائلية.

فلا يخفى على قاطني مدينة جدة أو حتى زوارها أن الكبدة الطازجة، وبعض الأكلات والمشروبات الشعبية الأخرى، التي تعتبر موروثا غذائيا لأهالي المنطقة الغربية، تحضر من أول يوم في شهر رمضان وحتى آخر الشهر، في تلك المنطقة، وأن إقبال الناس عليها من مختلف أطياف المجتمع مستمر طيلة تلك المدة.

وتوقع مجموعة من العاملين على البسطات الرمضانية المتخصصة الذين التقتهم «الشرق الأوسط» زيادة الإقبال على تلك البسطات هذا العام بما نسبته أكثر من 70%، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها: تزامن الإجازة الصيفية وموسمي العمرة والزيارة مع شهر رمضان المبارك، نافين تأثير اشتراطات الأمانة هذا العام عدد البسطات.

وعلى الرغم من أن البسطات من أقدم الطقوس للمنطقة الغربية وأن معظم الموجودين في الوقت الحالي من الشباب لم يعاصرها سوى قلة منهم فإنها تجد مكانا إلى قلوبهم، وهذا بحسب ما أكده العم عبده ياسين لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا أن رغبة الجيل الجديد في اكتشاف العادات القديمة واسترجاعها أصبحت أكثر من السابق.

وأرجع العم عبده رغبة الشباب إلى طبيعة أي إنسان يسمع عن شيء اندثر فيبدأ بالبحث عنه من جديد، وقال: «هناك مجموعة من الشباب السعوديين الذين يأتون إليَّ ومعهم أصدقاؤهم الأجانب لسؤالي والاستفسار مني عن أي شيء يريدون معرفته عن العادات والتقاليد في رمضان، خاصة أنني أحد أقدم ساكني المنطقة التاريخية، ولديَّ خلفية جيدة»، مؤكدا، أثناء حديثه، أن «البسطات الرمضانية بأنواعها تعتبر جزءا من الفلكلور السعودي بشكل عام، والمنطقة الغربية بشكل خاص».

ويوافقه الرأي المعلم مرزوق العياد، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الإقبال هذا العام أكثر من العام الماضي، للأسباب ذاتها التي ذكرها جاره في البسطة المجاورة له، إلا أنه أضاف أن القوة الشرائية هذا العام سوف تكون أعلى، ليس فقط على البسطات، بل أيضا في المحال التجارية، وذلك بسبب زيادة الرواتب التي حصل عليها الموظفون من شهرين، وهذا بطبيعة الحال يزيد مصروفاتهم. وحول مطالب بعض العاملين في مجال السياحة بتحويل تلك البسطات إلى مزارات ثابتة ومدن مصغرة تعنى ببيع المأكولات الشعبية، قال: «في حال تم اعتماد هذه المطالب وتنفيذها على أرض الواقع سيتم خلق فرص وظيفية للشباب العاطل على مدار العام وليس كما هو حاصل الآن فقط يعمل على بسطته في شهر رمضان»، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة من شأنها رفع الالتزام لدى الجيل الجديد، وتوعيته بعاداته وتقاليده التي لا يعرف الكثيرون عنها.

وتختلف طرق جذب الزبائن للبسطات الرمضانية من قبل العاملين عليها باختلاف مكانة البسطة وعمرها وموقعها؛ حيث يكتفي بعض أصحاب البسطات بالوقوف عليها والطهي وتعيين مبشرين أو أكثر يأخذون الطلبات من الزبائن، وغالبا ما تكون هذه البسطات القديمة، وهذا بحسب ما أكده العم عبده ياسين، لافتا إلى أن متوسط حجم البسطات 2.5 متر في 3 أمتار، بقيمة 1500 ريال سعودي طيلة الشهر، مؤكدا أن أسعار أجرة البسطات تعتبر رمزية جدا.

ولعل توافد الأطفال على المارة وإقناعهم بالشراء من البسطات التي يعملون لحسابها أحد أبرز الأساليب التسويقية لهذه البسطات الرمضانية في منطقة البلد، فما إن تطأ قدماك تلك المنطقة إلا وتجدهم يأتون حولك جاهدين في إقناع الزبون بشتى الوسائل التي تؤدي إلى إقناعك بأن كبدة معلمهم هي الأفضل ولن تخسر إذا جربتها، مستخدمين بعض الأساليب الترويجية مثل قولهم «لو ما عجبتك لا تدفع»، «حتدعي لي انت بس اتوكل» «كبدة هنية تستاهلك»، «لو لقيت أحسن من كبدتنا لا ترجع تاني».

جدير بالذكر أن منطقة جدة التاريخية كانت قد وفرت 170 موقعا متخصصا لبيع أطعمة الكبدة والبليلة والحلويات التقليدية والعصائر الشعبية، كالسوبيا وغيرها، ومن المتوقع أن تحقق المحلات والشركات في تلك المنطقة أرباحا تتجاوز 5 مليارات ريال سعودي خلال شهر رمضان.