الأمير خالد الفيصل: مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة سينهي مشكلة ازدحام الحركة في العاصمة المقدسة

اشتراطات عمرانية خاصة للمنطقة المركزية ومواقف سيارات ووسائل نقل حديثة ومعالجة الأحياء العشوائية

يعول على مشروع الملك عبد الله لتطوير مكة أن يسهم في القضاء على مشكلة الازدحام في العاصمة المقدسة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عن تفاصيل وخطة هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لإنفاذ «مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لإعمار مكة»، الذي يشمل تطوير الأحياء العشوائية، ومخطط إدارة التنمية الحضرية، ومعالجة أوضاع ازدحام الحركة المرورية والمشاة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأكد الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الذي عقده مساء أمس (السبت) في مقر شركة «الشامية»، أن هذا المشروع الضخم الذي وافق الملك على تنفيذه سيضع العاصمة المقدسة في مكانها الطبيعي كرمز للدين الإسلامي العظيم بحضارته العبقرية، ونواة تدور حولها أجساد وقلوب أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في شتى أصقاع الأرض، وترنو إليها أعينهم وتهفو نفوسهم.

وبين أمير منطقة مكة المكرمة أن الهيئة بدأت العمل على دراسات المشروع بعد أن وجهها خادم الحرمين الشريفين بدراسة الحركة المرورية وحركة المشاة، وإيجاد حلول عصرية لتسهيل تنقل المسلمين من وإلى الحرم.

وأوضح أن هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة انطلقت في تنفيذ المشروع من حيث انتهت إليه دراسات ومخططات تطوير سابقة ورسمت آليات التطوير والتنمية من خلال خطط الدولة الاستراتيجية في التنمية الإقليمية، لخلق التوازن التنموي المطلوب بين الحاجة الماسة لضيوف الرحمن إلى الخدمات والمرافق العامة – في ظل ما تشهده من تزايد مطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين - وحاجات السكان إلى التنمية والتطوير.

وأفاد بأن هذه الثورة التطويرية الضخمة لمكة المكرمة تنفذ بناء على مرتكزات أساسية تأخذ في الحسبان أنظمة الدولة وخططها الخمسية والمخططات التنموية المعتمدة، سواء على مستوى منطقة مكة المكرمة أو على مستوى العاصمة المقدسة (مدينة مكة والمشاعر المقدسة)، كاشفا عن أن أهم هذه المرتكزات أن تكون الكعبة المشرفة هي الأساس والمنطلق للتنمية، والارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف «القوي الأمين» ويتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن، وخصوصا فيما يتعلق بتيسير وتسهيل حركتهم وتنقلاتهم.

وقال «إن من أهم المرتكزات كذلك، أن تكون مكة المكرمة نموذجا مشرفا وملهما للسعودية والعالم الإسلامي ثم العالم أجمع، إضافة إلى أهمية الأخذ بمفهوم التنمية المستدامة المتوازية والمتوازنة بين الإنسان والمكان من جهة، وكل المحافظات والقرى من جهة ثانية، والمشاركة الجادة والفعالة بين القطاعين العام والخاص الذي يجب أن يتعاظم دوره في هذه المرحلة المهمة، إلى جانب مواكبة المرحلة الانتقالية من العالم الثالث إلى العالم الأول التي تمر بها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».

وأشار إلى أن المشروع يضع حلولا وطرقا لمعالجة الأحياء العشوائية في مكة المكرمة، تتمثل في التطوير الشامل للأحياء العشوائية بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وإيجاد سكن بديل يستوعب المنقولين من الأحياء العشوائية، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية لسكان الأحياء العشوائية من خلال الدراسة والتقصي لأوضاعهم الحياتية والاجتماعية.

وأعلن الأمير خالد الفيصل أن المشروع سيتضمن مخططا لإدارة التنمية الحضرية في مكة المكرمة، واستجابة لضرورات التحديث والتطوير الهائل في مجال البنى التحتية والمرافق العامة والخدمات الضرورية، بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على إعداد المخطط الهيكلي المحدث الذي أعدته الأمانة العامة لهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبناء على ما جرى إعداده فيما يخص الدراسات العمرانية والمشاريع الخاصة بالطرق والنقل والمرور.

ولفت إلى أن المخطط يأخذ في الاعتبار جوانب مهمة جدا أبرزها اعتبار المنطقة المركزية في مكة المكرمة هي المنطقة المحصورة داخل نطاق الطريق الدائري الثالث، إذ من المقترح أن تخضع تلك المنطقة إلى جانب منطقة العزيزية لاشتراطات عمرانية خاصة من حيث الارتفاعات والكثافة السكانية وتوزيع الاستخدامات. والتأكيد على فكرة إنشاء تجمعات عمرانية كاملة المرافق والخدمات على مداخل مكة المكرمة، لتخفيف الضغط على الكتلة العمرانية فيها، مع ربط تلك الضواحي بوسائط نقل جماعي متعددة وذات كفاءة عالية تحقق القرب الزمني لتلك التجمعات.

وأضاف الأمير خالد الفيصل: «يأخذ المخطط في اعتباره كذلك، تقديم مجموعة من المقترحات في مجال الطرق والنقل، تتمثل في استكمال الطرق الدائرية والإشعاعية والرئيسية التي تخدم منظومة النقل بمكة المكرمة، واقتراح مسارات لخطوط السكك الحديدية الحضرية والإقليمية، في ظل الحاجة الماسة إلى توجيه مشاريع التنمية والتطوير في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وفق مخطط مدروس».

كما تتضمن الاعتبارات التي يأخذها مخطط إدارة التنمية الحضرية في الاعتبار، بحسب حديث أمير المنطقة، توفير مناطق ذات اشتراطات عمرانية خاصة تحيط بالكتلة العمرانية لمكة المكرمة من الخارج وتمثل «منطقة الحمى» وحد حماية التنمية، وتكون منخفضة الكثافة العمرانية وذات استعمالات صديقة للبيئة.

وبين أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار مكة ينطلق إلى وضع حلول جذرية وعملية لازدحام الحركة المرورية والمشاة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمنطقة المركزية، وشارك في إعداد دراساتها 12 جهة. وقال: «لسرعة تطوير شبكات الطرق والنقل فقد تم الاتفاق مع الجهات ذات العلاقة خلال الاجتماعات المنعقدة على وضع أولويات الشبكة وتنفيذها على النحو الآتي: استكمال الطرق الدائرية 1، 2، 3، 4، وإيجاد محاور إشعاعية جديدة في الاتجاهات الجغرافية الأربعة تصل منطقة الحرم بالمداخل الإقليمية والطرق الدائرية لسرعة تفريغ المسجد الحرام».

ولفت إلى أن من أولويات حلول شبكات الطرق أيضا، تنفيذ مسارات السكك الحديدية الحضرية على مسار الطريق الدائري الثالث وربطها بمسار قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين، وإنشاء مواقف متعددة الوسائط تعتمد على منهجية نظام إدارة الحركة «اترك سيارتك.. استقل النقل العام»، ويجري توزيعها عند تقاطع محاور الطرق الإقليمية مع الطرق الدائرية بسعة محددة لكل موقف بناء على الحركة المرورية القادمة، ويربط هذه المواقف مسارات للنقل العام بالسكك الحديدية والحافلات من خلال مسارات إشعاعية تصل المنطقة المركزية بالمواقف ومسار دائري لتوزيع الحركة بين المسارات.

وقال إن من أولويات حلول شبكات الطرق المتفق عليها إنشاء مراكز حضرية وضواح لتكون مناطق جاذبة للسكان ومتكاملة ذاتيا من الخدمات والمرافق، بهدف نشر وتوزيع العمران والتقليل من رحلات النقل داخل المدينة، كما تشمل الأولويات إنشاء مواقف للسيارات تحيط بالمنطقة المركزية من الخارج لخدمة الحجاج والمعتمرين والتأكيد على مبدأ استخدام النقل الجماعي والتقليل من استخدام السيارات الخاصة الصغيرة واستحداث وسائل نقل جديدة مثل القطارات و«المونوريل» والحافلات المفصلية (المقطورة)، وأخيرا الفصل بين حركة المركبات الآلية وحركة المشاة، وخصوصا في المنطقة المركزية ومنطقة المشاعر المقدسة.

الجدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي منسجما مع المشروع الذي وضع خادم الحرمين حجر أساسه والخاص بتوسعة الحرم، ليشمل هذا المشروع توسعة وتحسينا وتطويرا شاملا للعاصمة المقدسة ووسائل النقل بأحدث الطرق العصرية.