«غود ريدز».. صالون أدبي إلكتروني يجذب القراء والأدباء في السعودية

شبكة اجتماعية تجمع مناقشات كتب لأكثر من 25 ألف مؤلف حول العالم

شكل موقع «غود ريدز» الإلكتروني خيارا مهما لمحبي القراءة في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

لم تعد الصالونات الأدبية حكرا على من يرتادها، فقد أوجد أوتيس تشاندلر شبكة اجتماعية تجمع أشتات محبي القراءة حول العالم، تسهل لهم ترتيب وتصنيف مكتباتهم إلكترونيا ووضع قائمة للقراءة طوال العام، وتمهد السبل لتواصل القارئ مع كاتبه المفضل وقراءة تعليقاته ومناقشاته حول الكتب التي قرأها من خلال صفحته الرسمية على الشبكة.

25 ألف مؤلف من أنحاء العالم أسسوا لهم صفحات رسمية للتواصل مع القراء حول العالم والتسويق لكتبهم من شبكة «غود ريدز»، التي من أبرز أهدافها جعل القراءة أكثر تشويقا، من خلال مؤسسها تشاندلر، الذي، بفضل تخصصه في هندسة البرمجيات، أستطاع أن ينشئ الموقع خلال عام 2006، حتى وصل مجموع الكتب المدرجة في الشبكة في هذا العام إلى ما يقارب 170 مليون كتاب من 5.4 مليون عضو.

العضوية في «غود ريدز» جذبت الكثير من هواة القراءة والمثقفين في السعودية - على الرغم من أن الموقع لم يتم تعريبه بعد - فقد ظلت واجهته باللغة الإنجليزية. استفاد من خدماته الزوار بترتيب أرفف إلكترونية لكتبهم، مع تقييم للكتب من نجمة إلى 5 نجوم، مع إمكانية إضافة تعليق عن الكتاب واقتباسات منه، ليستفيد منه جميع من يريد الاطلاع على تقييم الكتاب، الذي لا يهدف الموقع لبيعه إنما لتسويقه بطريقة جديدة ومبتكرة.

المؤلفون السعوديون ركبوا الموجة بانضمامهم إلى برنامج المؤلفين الذي أعدته الشبكة كدعوة منها لجعل الكتاب يؤسسون صفحاتهم الخاصة، يرتبون فيها كتبهم ويقيمونها ويدرجون أجمل ما قرأوه من اقتباسات، فهي، كما قال عنها الكاتب عبد الله المغلوث: «إنني أشبه ما تحدثه الشبكات الاجتماعية حاليا من أثر بما أحدثه الألماني غوتبورغ عام 1447 عندما اخترع آلات الطباعة الحديثة التي لقيت مقاومة ثم صارت مصدرا لإثراء النشر والمعرفة ومحو الأمية في العالم».

أعضاء «غود ريدز» لم يكتفوا بالتواصل بالمجموعات الإلكترونية داخل الشبكة فحسب، فقد عقدت بعض مجموعات القارئين لقاءاتها الخارجية في مدينتي نيويورك ولوس أنجليس في الولايات المتحدة وفي إحدى مدن إندونيسيا؛ حيث تمت بعض المناقشات للكتب وروايتها من بعض الأعضاء وأقيمت كذلك فعاليات لبيع الكتب الورقية واستبدال جديدة بها، مما جعل أغلب الكتاب زوارا دائمين لتقصي آراء القراء حول كتبهم. عبد الله الداود، روائي صدرت له عدة مؤلفات ولم ير في الموقع مسوقا لكتبه، لكنه استفاد منها في متابعة ردود فعل القراء على إصداراته ومعرفة ما راقهم والذي لم يجد القبول الجيد وأسبابه.

رسالة القائمين على شبكة «غود ريدز» كانت ملخصة في أن تجعل الأصدقاء يتبادلون آراءهم وتقييماتهم حول الكتب، مع إمكانية مشاركة آرائهم بشكل أوسع من خلال ربط «غود ريدز» بشبكتي «فيس بوك» و«تويتر» وربط المكتبة بالمدونات الشخصية، فيصبح الكتاب سلعة متناولة في أيدي الزوار، بل بإمكانهم فتح مجموعات أوسع للمناقشة حول فكرة معينة وردت في كتاب مقروء، كذلك يمكن إنشاء مجموعات للأصدقاء لتبادل الآراء حول أحدث الإصدارات في أرفف مكتباتهم الإلكترونية وما هو جدير بالاقتناء، كما هو الحال في الصالونات والنوادي الأدبية بشكل متطور وأسهل.

لم يكتفِ مؤسسو الشبكة بنجاح الموقع، إنما قاموا بإطلاق تطبيق خاص بالأجهزة الذكية لنظام «أندرويد» و«ISO»، يمكن الشخص من تحديث مكتبته بشكل فوري من الجهاز المحمول، بإضافة كتاب أو نقله إلى رف الكتب المقروءة، أو وضع وسم للصفحة التي توقف عندها ورأيه بالكتاب وتقييمه له. وقد كفل الموقع إعدادات الخصوصية لمن يريد إنشاء مكتبة خاصة به دون مشاركتها مع الجميع داخل الشبكة.

التقنيات الحديثة في الشبكات الاجتماعية لم تعد تكتفي بالتواصل الاجتماعي، إنما هي مرتبطة بشكل كامل بحياة الفرد في قراءاته وتعكس اتجاهاته وتجعل جزءا كبيرا من شخصية الشخص تظهر وتتجلى لمتابعيه وأصدقائه بل قد تسهم في تثقيفه بشكل مطور، كما يذكر المغلوث أن «(غود ريدز) من التقنيات الحديثة التي ستسهم في تنميتنا ثقافيا وانفتاحنا وتطوير أدواتنا متى استثمرناها على النحو الأفضل».